بسم الله الرحمان الرحيم
هل الرزق والزواج مكتوب في اللوح المحفوظ؟
السؤال : هل الرزق والزواج مكتوب في اللوح المحفوظ؟ .
الجواب :الحمد لله
"كل شيء منذ خلق الله القلم إلى يوم القيامة فإنه مكتوب في
اللوح المحفوظ ، لأن الله سبحانه وتعالي أول ما خلق القلم قال
له: (اكتب . قال : ربي وماذا أكتب ؟ قال: اكتب ما هو كائن
، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة) .
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الجنين في بطن أمه
إذا مضى عليه أربعة أشهر ، بعث الله إليه ملكاً ينفح فيه
الروح ويكتب رزقه، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد .
والرزق أيضاً مكتوب مقدر بأسبابه لا يزيد ولا ينقص ، فمن
الأسباب : أن يعمل الإنسان لطلب الرزق كما قال الله تعالى :
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ
رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) الملك/15 .
ومن الأسباب أيضاً : صلة الرحم ، من بر الوالدين ، وصلة
القرابات ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحب أن
يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) .
ومن الأسباب : تقوى الله عز وجل ، كما قال تعالى : (وَمَنْ
يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)
الطلاق/2، 3 . ولا تقل : إن الرزق مكتوب ومحدد ولن
أفعل الأسباب التي توصل إليه فإن هذا من العجز ، والكياسة
والحزم أن تسعى لرزقك ، ولما ينفعك في دينك ودنياك، قال
النبي صلى الله عليه وسلم : (الكيس من دان نفسه ، وعمل
لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله
الأماني) .
وكما أن الرزق مكتوب مقدر بأسبابه فكذلك الزواج مكتوب
مقدر ، وقد كتب لكل من الزوجين أن يكون زوج الآخر بعينه ،
والله تعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء"
انتهى .
والله أعلم
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله .
"فتاوى نور على الدرب" (ص36) .
الإسلام سؤال وجواب
المفضلات