مقالات
كن كابن اللبون !!!
رحم الله الامام علي حين قال: «كن عند الفتنة كإبن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب» (ابن اللبون .. ولد الناقة في عمر السنتين سمي بذلك لأن أمه ولدت غيره فصار لها لبناً .. وهو غير قادر على التحمل او العطاء..)
وما نسمعه بين الحين والآخر من اشاعات او دس وما تقذف به بعض الاقلام وتعرضه بعض المواقع معروفة الدوافع او مايجري من استقطاب، او افتاء في غير موقعه وغير أهله ومن غير زمانه في قضايا جوهرية وأساسية تشكل لحمة الوحدة الوطنية..
كل هذا يبعث على موقفين إما قول حق سديد نقوله او نصمت.. نعاضد به وحدتنا ونجمع شملنا ونؤكد وقوفنا خلف قائدنا وصلاتنا خلف إمامنا عبدالله الثاني ابن الحسين واما ان نصمت فإن صمتنا حين الفتنة بمعنى ان نمتنع عن صبّ الزيت على إوارها او توفير الهواء لنفخها فإننا بذلك نكون «كإبن اللبون». فهو عن الركوب صعب لا يقوى ظهره على حمل الفتنة وليس له ضرع يقتات عليه ممارسوها .
القرآن العظيم طالبنا باتقاء الفتنة والابتعاد عنها واطفاء شرارتها وما استطعنا. فالفتنة حين تنشب لا تصيب دعاتها واتباعها فقط بل تصيب الأبرياء لقوله: « واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة «..
بيننا البعض ممن يشكل صدى القوى المعادية الخارجية التي تتربص بنا ويكفي مطالعة بعض الصحف الاسرائيلية او رصد مواقف قادة اسرائيل لمعرفة مدى رغبتهم في نقل الفتنة الى صفوفنا والنيل من صمودنا وعزلنا عن قيادتنا وهذا الطابور هو كبطل مسرحية «الحدود» حين يطلق بهذا الاتجاه وهذا الاتجاه فيتشابك الأهل والعائلة وتقوم العداوة والبغضاء ليكون هو الكاسب او يرون فيه من يهربون اليه لانقاذهم..
علينا بداية ان نوقف هؤلاء ونسقط مواقفهم وأقوالهم وترهاتهم حتى لو ارضت بعضنا على حساب بعضنا الآخر فالفتنة كما جاء في الأثر «اشد من القتل» لأنها في النهاية تدعو له وتوسعه وتغتال الشخصية العامة وتؤلب عليها ويكفي امام التهاب وتسميم الأجواء باستمرار الشحن ان ينقل احدهم عن مجلس او صالون قولا قد لا يكون قيل وان قيل لا يقصد قائله ما يقصد مشيعه وموظفه والمستفيد منه، لزرع الفتنة واستقطاب الانقسام كما نرى على بعض المواقع..
لا يجوز ان يستمرئ البعض الدخول الى ساحة المهاترات لمواصلة دحرجة كرة الثلج التي تكبر بالاشاعة من خلال دورانها.. وعليهم ان يتقوا الله في هذا الوطن فالشر شرارة والذي يخرق المركب فإنه يغرق به ايضاً..
لا يجوز ان تكون الوحدة الوطنية وجهة نظر يهجم عليها البعض ليعبثوا في خيوطها وينقضون غزلها، وهي ليست مجال اجتهادات يقف وراءها الانتفاع السريع والشخصي .. انها حياة اي شعب ومدعاة وجوده ولابد ان تصل قداستها قداسة الروح البشرية وان يرتقي بها أهلها لتكون بعيدة عن عبث الصغار او اجندات الطامحين..
علينا ان نعاضد قائدنا الملك عبدالله الثاني وان نعزز رؤيته الشجاعة في نقد الممارسات الاسرائيلية الاجرامية وان لا نسمح لبعضنا علم أم لم يعلم بطعن مواقف قائدنا او الحاق الضرر بها لما يجره ذلك من فوضى وفساد.
بعض ما يجري ليس بريئاً والحكماء هم من يمتلكون القدرة والوقت لتشخيصه وادانته واطلاق كل مكونات مناعة الجسم الاردني الواحد لمحاصرته كما يقاوم الجسم المرض..
سلطان الحطاب
المفضلات