مقالات
الحرية والكرامة الانسانية
لا يختلف اثنان على أن المشاركة الفاعلة في اتخاذ القرار مطلب أساسي للوصول إلى ما هو صحيح أو مقارب للصحة , ناهيك عن كونه حقاً من حقوق المواطنة , والإنسان طالما كان هو وسيلة التنمية وغايتها الرئيسة , فإن وعيه الصحيح ركيزة حتمية لأي تنمية حقيقية , وتعتبر حرية الفرد في التعبير من المبادئ الإنسانية والديمقراطية في الميثاق الوطني الأردني, الذي يعترف بحق الآخرين في الاختلاف في الرأي, كما يحترم الرأي الآخر, والتسامح ورفض العنف السياسي والاجتماعي, هي من السمات الأساسية للمجتمع الأردني .
والدستور الأردني منذ صدوره سنة 1952م، قد أخذ بالمنهج الديمقراطي وبالتعددية أسلوبا للتعبير عن إرادة الشعب والمشاركة في مسؤولية الحكم والحفاظ على أمن الوطن وبنائه ونمائه، والمواطنة ليست حقا فحسب، بل التزامٌ وشعورٌ بالانتماء تدعمهما رغبة صادقة وهمة عالية في تحقيق هذا الأمر قولا وفعلا، ونحن في الأردن نسعى دائما إلى تحقيق تلك المواطنة التي تستظل فيء الراية الهاشمية الرشيدة التي سعت منذ بدء الإمارة بتأصيل الديمقراطية وتعميقها في ثرى هذا الوطن الغالي، وما يثير استغرابنا في هذه الأيام أن تُربط هذه الحرية أو الديمقراطية عند البعض بمظهر الإنسان وهندامه، أو بعبارة أخرى بشكله الخارجي متناسيا الكرامة الإنسانية التي كفلها الله سبحانه وتعالى لعباده، فالخالق لا ينظر إلى صورنا أو أشكالنا بل إلى الصالح من أعمالنا، ورب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره .
ومن نافلة القول الإشارة إلى أن إطلاق مثل هذه الأحكام والآراء يجهض حقوق الإنسان في الكرامة وحرية الرأي والتعبير، ولكنني أقول لكل من يسعى إلى رفعة وطنه بهمته وعزمه لا بهندامه وشكله والكل يعرف قصدي (المعلم)، ما قاله المتنبي في مدح سعيد بن عبير الله بن الحسين الأنطاكي :
أما الثياب فتعرى من محاسنه إذا نضاها ويكسى الحُسن عُريانا
يضمه المسك ضم المستهام به حتى يصير على الأعكانِ أعكانَا
عامر الصرايرة
المفضلات