.
.
.
اليكم هذه القصه القصيره ولكنها تحمل الكثير من المعاني ،،
دخلت امرأة على هارون الرشيد وعنده جماعة من وجوه أصحابه فقالت : يا أمير المؤمنين أقرَ الله
عينيك , وفرَحك الله بما آتاك , وأتمَ سعدك , لقد حكمت فقسطت .
فقال لها : من تكونين أيتها المرأة ؟ فقالت : من آل برمك , ممن قتلت رجالهم وأخذت أموالهم
وسلبت نوالهم .
فقال : أمّا الرجال فقد مضى أمر الله فيهم , وأما المال فمردود إليك .
ثم التفت إلى الحاضرين من أصحابه فقال بعد ذهاب المرأة : أتدرون ما قالت المرأة ؟!
فقالوا : ما نراها قالت إلا خيراً .
قال : ما أظنكم فهمتم ذلك .
أما قولها : أقَر الله عينيك ،
أي : أسكنها عن الحركة وإذا سكنت العين عن الحركة عميت .
وأما قولها : وفرّحك الله بما آتاك ،
فأخذته من قوله تعالى : ( حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ) .
وأما قولها : وأتم سعدك ، فأخذته من قول الشاعر :
إذا تم شيء بدا نقصه ### ترقبُ زوالاً إذا قيل تمْ ،،
وأما قولها : لقد أحكمت فقسطت فأخذته من قوله تعالى : ( وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً ).
فتعجبوا من ذلك ...
المفضلات