هديتي لهذا الصباح
من فاته رفقة المؤمنين وحسن دفاع الله عنهم فاته كل خير ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ) هذا إخبار ووعد وبشارة من الله للذين آمنوا، بأن الله يدفع عنهم كل مكروه بسبب إيمانهم ويدفع عنهم كل شر من شر الكفار، وشر وسوسة الشيطان، وشرور أنفسهم، وسيئات أعمالهم، ويحمل عنهم عند نزول المكاره ، ما لا يتحملون،
فيخفف عنهم غاية التخفيف. كل مؤمن له من هذه المدافعة والفضيلة بحسب إيمانه ، فمستقل ومستكثر .
ابن سعدي
* * *
الناس في مخالطتهم أربعة أقسام متى خلط أحد الأقسام بالآخر ولم يميز بينهما دخل عليه الشر، أحدها: من مخالطته كالغذاء لا يستغنى عنه في اليوم والليلة، وهؤلاء من يذكرونك بالله ويبصرونك بعيب نفسك.
الثاني: من مخالطته كالدواء يحتاج إليه عند المرض فما دمت صحيحا فلا حاجة لك في خلطته وهم من لا يستغنى عن مخالطتهم في مصلحة المعاش وقيام ما أنت محتاج إليه من أنواع المعاملات والمشاركات
الثالث: وهم من مخالطته كالداء على اختلاف مراتبه وأنواعه وقوته وضعفه فمنهم من مخالطته كالداء العضال والمرض المزمن وهو من لا تربح عليه في دين ولا دنيا ومع ذلك فلا بد من أن تخسر بسببه الدين والدنيا أو أحدهما.
الرابع: من مخالطته الهلاك كله ومخالطته بمنزلة أكل السم، وهم أهل البدع والضلالة الصادون عن سنة رسول الله الداعون إلى خلافها (الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا)
بدائع الفوائد(3/404)
* * *
إن من الخداع للذات أن يحسب المرء نفسه واقفا والزمن يسير،إنه خداع النظر حين يخيل لراكب القطار أن الأشياء تجرى وهو جالس،والواقع أن الزمن يسير بالإنسان نفسه إلى مصيره،
فهلا يعي الكثير هذه الحقيقة!
ورحم الله ابن القيم حين قال:
" إضاعة الوقت أشد من الموت, لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة,والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها "
الفوائد (33)
* * *
قلة التوفيق وفساد الرأي,وخفاء الحق,وفساد القلب,وخمول الذكر, وإضاعة الوقت, ونفرة الخلق، والوحشة بين العبد وبين ربه, ومنع إجابة الدعاء,وقسوة القلب, ومحق البركة في الرزق والعمر, وحرمان العلم,وضيق الصدر, والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت, وطول الهم والغم، تتولد من المعصية والغفلة عن ذكر الله,كما يتولّد الزرع عن الماء,والإحراق عن النار،وأضداد هذه تتولد عن الطاعة)
ابن القيم في الفوائد (35)
المفضلات