من كان من أجدادنا يفكر في زراعة غير الأرض، كانت الزراعة دائماً تتبع بكلمة الحصاد، لذلك نجد امثلتنا العربية مثقلة بالزراعة والحصاد (فمن جد وجد ومن زرع حصد)، ولكن هل خطر ببال واضع هذا المثل أنه في يوم ما سيزرع الإنسان شيئاً لا يحصده ليأكله، كزراعة الخلايا والميكروبات والبكتيريا في المختبرات... وغيرها؟!
إن القفزات الهائلة للعلم والتطور التقني والتكنولوجي جعلت كل شيء ممكناً، بل فوق الممكن وفوق الخيال، وأتساءل كعربي اقبع في جزيرة العرب ترى ما هو الدور الذي قمت به أنا في هذا التطور؟ وهل على الاقل استثمرت بعض هذا التطور، وهذه الثورة التكنولوجية، على مستوى الدولة نعم... ولكن على مستوى الانسان أين أنا؟ ترى هل سأل أحدكم نفسه هذا السؤال ؟ بالمناسبة كلمة التكنولوجيا مصطلح اغريقي الأصل مركب أي يتألف من كلمتين Techno وهي مجموع الحرف والفنون الإنسانية (مهارة الحرفة)، وlogos وهو المنطق أي (الحديث عن مهارة الحرفة)، وقد استعملت لأول مرة في انكلترا في القرن السابع عشر وكانت تعني دراسة الفنون النافعة ويخلط الناس بين التقنية، والتكنولوجيا فالتقنية جزء من التكنولوجيا . إن ما لاحظته من الزراعات الطبية أنها زراعات يسبقها إجراءات طبية وتتبعها اجراءات طبية معقدة ربما تستمر مدى الحياة على عكس زراعة الأرض فهي زراعة يعقبها حصاد ومن ثم تعود الدورة من جديد، فهل سيأتي يوم نزرع في أجسادنا زراعات آمنه بلا عناء ولا برامج علاجية وطبية... الله أعلم.
المفضلات