أسفر قصف لكتائب معمر القذافي على مدينة مصراتة شرق العاصمة الليبية طرابلس عن مقتل وجرح عشرات الأشخاص، في حين واصلت الكتائب قصفها لمنطقة الزنتان والقلعة الواقعة شرق الجبل الغربي، سعيا للسيطرة عليها بعد تراجعها شرقا من بنغازي وأجدابيا التي يسعى الثوار لاستعادتها معززين تقدمهم باتجاه الغرب.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سكان في مصراتة أن الكتائب الأمنية فتحت النار على حشد من المدنيين خرجوا إلى وسط المدينة في محاولة لمنع قوات القذافي من دخولها، لكن هذه القوات أطلقت النار عليهم بالبنادق والمدفعية مما أدى لمقتل أربعين شخصا.
وكان متحدث باسم الثوار قال في وقت سابق إن قوات القذافي تأتي بمدنيين من بلدات مجاورة لاستخدامهم دروعا بشرية ويجبرونهم على رفع العلم الأخضر، مضيفا أن معارك أمس أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص.
وأفاد شهود من المدينة أيضا بأن عناصر تابعة للقذافي يرتدون ملابس مدنية موجودون في وسط مصراتة. كما أشاروا إلى استمرار قطع المياه عن المدينة المحاصرة منذ أيام.
الزنتان والقلعة
من جهة أخرى، واصلت الكتائب قصفها لمنطقة الزنتان والقلعة الواقعة شرق الجبل الشرقي، ويقوم الثوار هناك بمحاصرة الكتائب في غابة الكشّاف شرق الزنتان على ثلاثة محاور.
وتستخدِم الكتائب في قصفها للزنتان والقلعة دبابات وراجمات صواريخ, بعد أن أُرسلت إمدادات إلى المنطقة من مستودعات السلاح الموجودة على بعد ثلاثين كيلومتراً تقريبا جنوب الزنتان.
وقال الصحفي غيتون فيني للجزيرة من الزيتان إن القصف تسبب في نزوح عدد كبير من السكان، خاصة النساء والأطفال للمناطق المجاورة.
بينما أكد شهود عيان أن المدينة تعاني من نقص شديد في المؤن والمياه، لأنها تعتمد على جلب المياه والمؤن من الخارج.
استعادة أجدابيا
وفي السياق، قال شهود عيان إن الثوار يتمركزون على أطراف مدينة أجدابيا، وإنهم يسعون للسيطرة عليها.
وجاءت هذه الخطوة بعد أن قصفت قوات التحالف اليوم كتائب القذافي المتمركزة بالمنطقة ما بين مدينتيْ البريقة وأجدابيا، وفق ما ذكرته وسائل إعلام أميركية.
وفي طرابلس أفاد شهود عيان بأن انفجارا دوّى وتبعه إطلاق مضادات أرضية، وقال التلفزيون الليبي إن عدة مواقع في العاصمة تعرضت لهجمات جديدة الاثنين ممن وصفه بالعدو الصليبي.
كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن قوات التحالف تقصف سبها، وهي من معاقل القذافي في الجنوب.
وكانت انفجارات قوية هزت الليلة الماضية العاصمة طرابلس جراء غارات جوية جديدة شنتها قوات التحالف، وأسفرت عن تدمير أحد مباني مقر العقيد في باب العزيزية جنوب طرابلس.
منطقة الحظر ستوسع مع وصول طائرات من فرنسا وكندا (رويترز)
وقد تصاعدت سحب الدخان من منطقة باب العزيزية، بينما سمع دوي المضادات الأرضية. كما ذكرت وكالة رويترز أن دوي إطلاق النيران بشكل متواصل من المضادات الأرضية سمع مجددا في العاصمة متبوعا بانفجار مدو.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قوات التحالف أن المبنى المدمر كان يؤوي مركز قيادة عسكرية للقذافي. ودمر الصاروخ كليا المبنى الواقع على مسافة خمسين مترا من خيمة كان القذافي يستقبل فيها عادة كبار زواره.
حماية المدنيين
من جهة أخرى، قال قائد القيادة الأفريقية في القوات الأميركية إن التحالف العسكري نفذ ما بين 70 و80 طلعة الاثنين.
وذكر أن القصف الجوي أوقف تقدم قوات القذافي نحو بنغازي. وأضاف أنه ليس من مهمته استهداف القذافي أو دعم قوات المعارضة في مواجهة قواته.
وأشار إلى أنه سيتم قريبا توسيع منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا، وستغطي منطقة تصل إلى ألف كيلومتر، مع وصول طائرات من دول حليفة أخرى إلى المنطقة.
المصدر: الجزيرة + وكالات
المفضلات