كان الفتور هو سيد الموقف بين الأب من جهة .. وبين زوجته وأبنائه من جهة أخرى ¡ فالرجل توقف تماما عن المساهمة فى " مصروف البيت " ¡ بحجة أن أولاده كبروا وصاروا رجالا ¡ وأنه آن الأوان أن يتحملوا وحدهم نفقات الأسرة ¡ بل وينتظر منهم أيضا ¡ أن يتركوه ليتمتع بأيامه الباقية على " ظهر الدنيا " ¡ بعدما قضى زهرة شبابه فى عمل بلا راحة .. لكنه لم يخبرهم كيف ينفق راتبه ¡ ولا ما هي الخطط التي يدبرها ¡ ليحقق أحلامه وأمانيه " المجهولة".
ولم يمض وقت طويل ¡ حتى تكشفت الحقيقة ¡ فالأخبار التي وصلت إلى أولاده ¡ تؤكد أن والدهم بصدد إعلان خطبته من مطلقة شابة ¡ معروف عنها أنها " صائدة العجائز " .و انتحى الابن الأكبر بأبيه جانبا ¡ وقال له : لا ننكر حقك الشرعي في الزواج مرة أخرى¡ لكن المرأة التي اخترتها تصغرك ب 25 سنة ¡ وكل من اقترب منها قبلك " أشهر إفلاسه " ¡ ثم كان مصيره الطرد من حياتها .. فرد الأب بثقة : " لأ .. أنا حاجة تانية "¡ وسار قدما يسابق الريح ¡ للانتهاء من تجهيز شقة للعروس ¡ بحسب المواصفات التي طلبتها ¡ فجميع طلباتها أوامر ¡ ولا بد أن يثبت لها أنها عنده " بالدنيا كلها " .
واستنزف " العريس " أمواله في شراء الشبكة والهدايا لعروسه ¡ التي كانت تتفنن في استغلاله ¡ فلم يجد أمامه وسيلة أخرى لجلب المزيد من المال ¡ سوى سرقة " مهر " ابنته ¡ التي كان خطيبها قد سلمه لوالدتها ¡ لتجهيز شقة الزوجية .
واكتشفت الابنة ضياع مهرها ¡ فصرخت واستنجدت بشقيقها الأكبر ¡ الذى اتجهت شكوكه مباشرة لأبيه ¡ فأسرع إليه مع شقيقته في شقته الجديدة ¡ واجهاه بشكوكهما ¡ لم يلجأ الأب للإنكار ¡ وقال لابنته :" العمر أمامك طويل لتتدبري أمورك .. لكنها فرصتي الأخيرة ".
هذا المنطق لم يعجب الفتاة ¡ فكيف تقبل أن يسرق " الرجل المخرف " مهرها ليتزوج به ومن ثم وقعت بينهما مشادة ¡ وصفعها بعنف ونهر ابنه صائحا :" محدش له عندي حاجة " .¡ لم ينتهِ الموقف عند هذا الحد ¡ فقد اشتبكت الابنة مع والدها ¡ بينما أنهى الابن المشاجرة بسكين غرسها في صدر أبيه ¡ وجلس مذهولا من هول ماحدث ¡ والدماء تغطي ملابسه. واستدعى الأهالى الشرطة ¡ التي ألقت القبض على الفتاة وشقيقها ¡ وأحالتهما النيابة إلى محكمة جنايات بنها 80 كيلومترا شمال القاهرة ¡ بتهمة ضرب أفضى إلى الموت ¡ فقضت بحبسهما 8 سنوات .
المفضلات