أجرى رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل محادثات رسمية في قطر والإمارات أمس الأحد، وذلك في أول زيارة خارجية رسمية لوفد المجلس الوطني بعد سيطرة الثوار على العاصمة طرابلس ومعظم مدن ليبيا وبعد شغل المجلس مقعدَ ليبيا في جامعة الدول العربية. كما وصلت الدوحة أمس الوفود المشاركة في اجتماع رؤساء أركان دول التحالف الدولي في ليبيا الذي يبدأ أعماله اليوم الاثنين.
فقد عقدت جلسة مباحثات رسمية بين رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل وعدد من أعضاء المجلس، وبين أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وولي العهد تميم بن حمد آل ثاني ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وتم خلال الجلسة استعراض تطورات الأوضاع في الأراضي الليبية.
ولدى وصول وفد المجلس الانتقالي إلى الدوحة رُفع علم الاستقلال وعُزف النشيد الوطني الجديد لدولة ليبيا في مطار الدوحة، وذلك للمرة الأولى بعد الإطاحة بنظام القذافي.
وكانت دولة قطر قد هنّأت الشعب الليبي، وأكّدت احترامها لإرادته وخياراته في تحقيق تطلّعاته المشروعة في الإصلاح والحياة الكريمة. وذكر بيان صادر عن الديوان الأميري أنّ قطر على ثقة بأن الشعب الليبي قادر على القيام بمهام المرحلة الجديدة بكل وعي ومسؤولية.
وشدد البيان على الوحدة الوطنية في ليبيا وسيادة القانون، بعيدا عن روح الانتقام. وعبّرت قطر عن أملها في أن تؤثر إنجازات الثورة الليبية بشكل إيجابي على المنطقة. وأكد البيان حرص قطر على إقامة علاقات متميزة مع ليبيا في عهدها الجديد.
الإمارات استضافت في يونيو/حزيران الماضي اجتماعا لمجموعة الاتصال بشأن ليبيا (الفرنسية-أرشيف)
زيارة الإمارات
وفي محطته الثانية زار عبد الجليل أبو ظبي مساء أمس، وعقد مباحثات مع مسؤولين إماراتيين شملت ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومستشار الأمن الوطني الإماراتي ووزراء الداخلية والخارجية والتعليم العالي.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) الرسمية أنه تم خلال اللقاء الذي حضره مسوؤلون ليبيون استعراض جهود المجلس الوطني الانتقالي الليبي ومساعيه للمرحلة المقبلة.
ونقل ولي عهد أبو ظبي خلال اللقاء تأكيد رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على "وقوف دولة الإمارات ومساندتها لليبيا وشعبها في مسيرة البناء والتعمير والنهوض بمؤسساته الوطنية الحكومية بما يخدم بناء ليبيا الغد والمستقبل".
وكان ولي عهد أبو ظبي أجرى اتصالا هاتفيا مع عبد الجليل قبل أيام هنأه فيه "بالانتصار الذي حققه المجلس" إثر سيطرة الثوار على طرابلس.
وكانت الإمارات اعترفت في شهر يونيو/حزيران الماضي بالمجلس الانتقالي الليبي، معتبرة أنه "الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي". وفي مطلع الشهر نفسه استضافت الإمارات الاجتماع الثالث لمجموعة الاتصال حول ليبيا بحضور ممثلين للمجلس الانتقالي الليبي.
اتصال مع الجزائر
وفي إطار التحركات الدبلوماسية أيضا كشف الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي عن اجتماع وصفه بالمهم عُقد في القاهرة بين وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي ورئيس المجلس التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل.
وجاء الاجتماع على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء بالجامعة.
ونقلت صحيفة الخبر الجزائرية الصادرة اليوم الاثنين عن بن حلي قوله إن "الاجتماع كان ثنائيا بين الطرفين ولا يعرف فحوى ما دار فيه إلا المعنيون، إلا أنه من المؤكد أنه كان حول موقف الجزائر والاتهامات التي وجهت إليها والصراع بين الجزائر والمجلس الانتقالي منذ بداية الأزمة" في ليبيا.
يذكر أن هذا اللقاء يعدّ الأول بين مسوؤل في الحكومة الجزائرية وممثل عن المجلس الانتقالي الليبي.
رؤساء الأركان
من ناحية أخرى، وصلت الدوحة أمس الأحد الوفود المشاركة في اجتماع رؤساء أركان دول تحالف عملية "الحامي الموحد" في ليبيا الذي يبدأ أعماله اليوم الاثنين.
ويشارك في الاجتماع رؤساء أركان اليونان وإيطاليا وكندا وبلجيكا وإسبانيا والأردن والدانمارك، وممثلون عن هولندا وتركيا والنرويج والسويد، ويناقش الاجتماع مستجدات الأوضاع في ليبيا.
المصدر: الجزيرة + وكالات
المفضلات