الفايز يدعو للاندماج في عملية العطاء للوطن
قال النائب فيصل الفايز الذي تحدث كنائب وليس كرئيس لمجلس النواب انني استحضر اليوم رحلة طويلة مرت بالاردن وهو يتقدم تحت قيادتنا الهاشمية من اجل تحقيق مكانة لائقة بين الامم واستذكر اجيالا من الرجال المخلصين الذين انتزعوا لنا مكانة مستحقة ووطنا ابيا وشعبا كريما وفي مقدمة هؤلاء الرجال الذين حملوا راية الوطن في ساحات الكرامة والاباء شهداؤنا الابرار منذ الثورة العربية الكبرى مرورا بالشيخ جراح وباب الواد والكرامة وصولا الى كل ساحات الواجب في الوطن وخارجه.
واضاف امام ذلك استشعر انني اولا كأردني وثانيا كنائب مع زملائي تقع على كاهلنا مسؤولية كبرى لاستكمال المسيرة وتبليغ الامانة تحت راية هذا الوطن وقيادته الهاشمية الابية جلالة الملك عبدالله الثاني اتوجه بحديثي ونحن بصدد التصويت على الثقة على حكومة الرئيس سمير الرفاعي متحريا الامانة في الكلمة والمصداقية في المعنى.
واشار الى ان من يتابع العلاقة بين الحكومة ومجلس النواب من بعد يتصور ان منطق الصراع هو السائد في المشهد ويحمل كثيرون انطباعا خاطئا ان العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية تقوم في في اساسها على توجهات متناقضة ولكن الحقيقة ان الطرفين يمثلان جناحي العمل الوطني ويجب ان يعملا تحت رؤية واحدة وتجاه غايات واهداف ليست محلا للخلاف تمثل المصالح العليا للوطن، مبينا ان غياب الحد الادنى من التعاون بين السلطتين لا يمثل فقط ظاهرة سلبية وغير مستحبة وانما هو حجر عثرة امام تقدم الوطن ككل.
وبين ان التجربة الاردنية تمكنت دائما من التأسيس لعلاقة ايجابية استطاعت ان تكون في كثير من المحطات ضمانة تحول دون الانزلاق في حلقة مفرغة من المصالح المتضاربة والمواقف المتناقضة وجنبت هذه العلاقة الوطن ما هو في غنى عنه من فراق وشقاق واذا كانت الملاحظات التي يتبناها مجلس النواب تهدف في الاساس الى القاء الضوء على العديد من القضايا الملحة التي تهم المواطن الاردني وتؤثر على حياته ومستوى معيشته فان على الحكومة من جانبها ان تضع هذه القضايا كأولويات وتحاول دائما ان تتعامل مع واقع محدودية الامكانيات لتخرج بتوليفة تلبي متطلبات كل مرحلة وبذلك ستجد الحكومة مجلس النواب متفاعلا بصورة ايجابية مع هذه العملية، فنحن بالاضافة الى دورنا التشريعي والرقابي نمثل ايضا تعبيرا عن نبض الشارع الاردني وبيننا رجال افنوا حياتهم في العمل العام واكتسبوا من الخبرات التي يمكنها ان ترفد الحكومة لمصلحة الوطن والمواطن بكثير من الرؤى ووجهات النظر التي من شأنها ان تثري الجهود المشتركة.
وقال ان هذا الامر عايشته شخصيا اثناء رئاستي للحكومة سابقا وكنت حريصاعلى متابعة مجلس النواب وجلساته كأحد القنوات التي تعبر عن المواطن وتحمل على عاتقها ان تصل بصوته الى الجهات المسؤولة وغالبا ما كنت اجد نفسي في غير موقع تناقض او حتى خلاف مع اراء النواب ومطالبهم واثق اليوم ان الحكومة اصغت لجميع كلمات النواب واعتبرتها بمثابة رسائل موجهة نيابة عن الاردنيين جميعا واتوجه للحكومة ناصحا ليس من موقعي بين اعضاء المجلس الموقر وحسب وانما كمواطن اردني بضرورة التواصل البناء والمنتج مع المجلس والمتابعة الحثيثة للحراك في داخله فالمضي قدما بهذا الوطن ليس قائما على شيء بقدر اعتماده على قدرة جميع الاطراف الفاعلة فيه على خلق ارضية مناسبة للتعاون والعمل المشترك وعلى ذلك من الضروري التأسيس لقنوات دائمة للحوار والتواصل.
واكد ان التعاون هو الاساس وليس مجرد شعار وانما ممارسة وتطبيق يبدأ من المستوى الميداني للتعرف على جميع التفاصيل وتشخيص كل المشكلات وعلى اساس ذلك الاقتراب من المواطن ووقعه يمكن العمل على انجاز المناقشات البناءة حول مشروعات القوانين المطروحة امام المجلس، فالمجلس ليس من دوره اجازة القانون او رده وحسب وانما العمل على دراسته وتطويره والخروج بافضل الصيغ المتاحة التي تراعي مصالح الوطن والمواطن والحفاظ على مكتسبات الوطن واهمها النسيج الاجتماعي القائم على التسامح والانفتاح الوحدة القائمة على التنوع والثرية بالتعدد وعلينا بجانب العمل على تحسين الظروف المعيشية للمواطن بافضل ما يمكن في ظل الاوضاع الراهنة ان نعمل على دعم المشاريع التي يجني ثمارها ابناؤنا واحفادنا وان نراعي دائما توفير شبكة من الامان الاجتماعي لتعزيز مواقع الفئات الاقل حظا حتى نتمكن من الغاء هذا المصطلح من ادبياتنا التنموية والسياسية مع الوصول بالاردن الغالي الى مرحلة التنمية المستدامة والتوزيع العادل لثمارها، مشيرا الى حجم التحديات الاقتصادية وان الكثير من الاجراءات التي يمكن ان تسهم في التخفيف عن كاهل المواطن وتيسر الظروف التي تمكنه من التعايش مع الواقع الاقتصادي بصورة افضل ليست متعلقة بتكاليف طائلة يصعب تدبيرها وانما هي مرتبطة بالقدرة على اتخاذ القرار السياسي الذي يتسم بالجرأة وينحاز للمواطن.
المفضلات