الحملة الفلسطينية حققت نجاحات وتحذير لرافضي التوبة.. حرب العملاء تستعر بين الأمن الفلسطيني والصهاينة في غزة
الحقيقة الدولية – غزة - علي البطة
دخلت فترة التوبة التي منحتها الأجهزة الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة للمتعاونين مع مخابرات الاحتلال الصهيونية (العملاء) نصفها الثاني، وسط صراع أمني تشتد حلقاته بين الأمن الفلسطيني من جهة والمخابرات الصهيونية من الجهة الأخرى.
فمحاولات الأمن الفلسطيني التي تحقق تقدماً واضحاً على صعيد مكافحة ظاهرة التجسس في غزة، تواجه ببرامج أمنية صهيونية (مضادة) معقدة تحاول التخفيف من فاعلية المحاولة الفلسطينية وجدواها.
وزير داخلية حكومة غزة فتحي حماد توعد من يرفض من العملاء العودة إلى الطريق السوي خلال فترة التوبة التي تنتهي في العاشر من شهر حزيران المقبل، بشن حرب واسعة وشديدة على من لم يتوب من العملاء، بقوله: "إن وزارة الداخلية ستشن حرباً شرسة على العملاء بعد انتهاء باب التوبة التي أعلنت عنها وزارة الداخلية مؤخراً".
ويقول أبو عبد الله أحد مسؤولي جهاز الأمن الداخلي المكلف بملف العملاء: إن الحملة ضد المتعاونين تحقق نجاحاً كبيراً، ويعزو النجاحات الكبيرة إلى تعاملهم مع العملاء بـ"إنسانية" وفتح باب التوبة أمام من يريد العودة إلى حضن شعبه.
ويشير أبو عبد الله إلى حفاظهم على السرية المطلقة للعملاء الذين يسلمون أنفسهم، وهو سبب مهم في إقدام عدد كبير منهم على تسليم نفسه "على من يسلم نفسه أن يحافظ على سرية شخصيته"، فلا يسلم نفسه لأجهزة الأمن بشكل علني، لأننا معنيون بإبقاء شخصيته طي الكتمان وعدم فضحه أمام الناس.
ويتابع المسؤول الأمني، أنهم ومن الحفاظ على سرية العميل التائب، وتقديراً لخطوته، لا يلتقون به في أي من المقرات الأمنية، "لا نلتقيه داخل أحد المقرات الأمنية، بل في أماكن خاصة لضمان السرية التامة للموضوع، ونجري معه مقابلةً خاصة لا تتعدى مدتها الساعة ونصف الساعة، يجيب خلالها عن الأسئلة الأمنية ثم يغادر إلى بيته بكرامة واحترام".
ورد أبو عبد الله حملتهم الأمنية الواسعة ضد العملاء إلى "محاولتهم تجفيف المنابع البشرية لمخابرات الاحتلال، التي تقدم لها المعلومات من قلب المجتمع الفلسطيني". مشيراً إلى أن الحملة "مهمة بعد نجاح الجهاز في الإيقاع بعدد كبير من شبكات العمالة".
لكن أبو عبد الله، يجزم أن جهازه لن يغلق باب العملاء بانتهاء فترة التوبة، فـ "حملة الاعتقالات ضد العملاء لم ولن تتوقف"، مشيراً إلى "اعتقال عدد من العملاء خلال حملة التوبة لإحجامهم عن النوبة"، هؤلاء سيتم التعامل معهم "بمنتهى القسوة والحزم".
فشل أمني صهيوني
ويعتقد الكاتب السياسي إسماعيل الثوابتة أن الأجهزة الأمنية الصهيونية فشلت فشلاً ذريعاً في الانتصار على الإرادة الفلسطينية القاضية بمحاربة مخططات المخابرات الصهيونية، ويضيف أن ظاهرة العملاء في طريقها إلى المحاصرة الشديدة إن لم نقل تجفيفها على الأقل.
ويشير الثوابتة إلى أن المحاربة الفلسطينية تشكل إزعاجا للأمن الصهيوني، الذي شرع في ممارسة حرباً نفسية في محاولة لإجهاض الخطة الفلسطينية الواسعة للقضاء على أعوانه من بين الفلسطينيين.
ويؤكد أستاذ الاجتماع والعلوم السياسية في غزة الدكتور أيمن أبو ناهية، أن سقوط العملاء في براثن العمالة يبدأ بانهيار كل القيم الوطنية في عقل العميل، فلا يجد مفراً من التعاون مع الاحتلال عندما يصل إلى مرحلة ازدراء كل القيم الوطنية.
ويضيف، أن ضباط المخابرات الصهاينة لديهم أساليب ماكرة وخبيثة يستطيعون من خلالها التأثير على الهدف، لغسل دماغه تماماً، بعدها لا يجد الهدف أمامه إلا التسليم للمخابرات الصهيونية، نتيجة لما يريه ضباط المخابرات من مكايد خبيثة تسقطه نفسيا.
ويقول أبو ناهية: الحملة الفلسطينية ستنجح هذه المرة، لأنها بدأت تعالج الظاهرة من بعدها النفسي وليس الأمني فقط، إذا ما هيأت للعميل جواً نفسياً مريحاً فانه حتماً سيتراجع عما اقترفه، وهذا ما حققته الداخلية في حملتها الآن.
وترفض أجهزة الداخلية الكشف عن إعداد التائبين من العملاء في الأيام الـ(15) الأولى من عمر التوبة، لكن أكثر من مصدر يشير إلى عودة العشرات منهم، وتشير المصادر إلى أن عدداً كبيراً من العملاء يتم متابعتهم حالياً لقطع علاقتهم بالمخابرات الصهيونية في الفترة المقبلة.
المصدر : الحقيقة الدولية – غزة - علي البطة 24.5.2010
المفضلات