العقيلات
هم تجار عن طريق قوافل الجمال قديما يسلكون الطرق و يملكون من القوة والشجاعة مما يجعلهم يعبرون مناطق نفوذ قبلية قوية ومناطق بعيدة
وكانوا يربطون منطقتهم القصيم بالشام والعراق وحتى مصر عن طريق قوافل الجمال فيصدرون إليها الجمال والخيل وغيرها ويجلبون من العراق والشام البضائع المختلفة وكذلك بعض البضائع من وإلى دول الخليج .. وكانت الرحلة تستغرق في بعض الرحلات شهورا عديدة وقد تستمر سنوات لو خسر حتى يعوض خسارته
و بعض التجار من العقيلات أو مرافقيهم يقيمون في بعض هذه الدول وأخذ جنسيتها ففي العراق كانت وقتها الزبير مدينة نجدية في العراق كما إن اسطبلات الخيل والفوز بجوائز مسابقات الخيل بمصر من نصيب أبناء القصيم من العقيلات ..وقد يشاكون في بعض الحروب وشاركوا في حفر قناة السويس.
دعونا نرافق إحدى هذه الرحلات التي انطلقت من القصيم منذ أكثر من 70 عام باتجاه الأردن وهي مكونة من قافلة من الجمال وعددها 26 جملا وهي مخصصة لحمل الرجال وحاجاتهم والبضائع وترافقهم ثلاث رعايا من الجمال وعدد الرعية الواحدة حوالي 100 جمل وكل رعية موكل لها راعي يقودها والطريق صحراء قاحلة وما بها الجبال والوهاد و كثبان الرمال وعواصف ترابية شديدة والجمال تحتاج للماء والمرعى طيلة الرحلة وهذه تتطلب بحث وسؤال من يمرون بهم عن المراعي وتوفر المياه وبعد 20 يوما تم الوصول إلى مدينة سكاكا في شمال المملكة حيث النزول والمكوث بها بضعة أيام وبيع بعض البضائع مثل الهيل والقهوة ثم في الجوف تم بيع عدد بسيط من الإبل حتى الوصول إلى الحديثة مركز الحدودي مع المملكة الأردنية ثم الوصول إلى بئر العمري داخل الأردن في 12 من شعبان أي بعد رحلة استغرقت حتى الآن حوالي الشهرين .. ثم الوصول لقرية سحاب في الجنوب الشرقي من عمان والإقامة فيها لمدة أربعة أيام لذا يتم استئجار بيوت للسكن وأحواش للجمال .. ويأتي لهذه القرية العقيلات المقيمون في عمان ليعرضوا شراء الابل كما يقوم أهل القرية بشراء بعض الإبل ويبيعون بعض الاعلاف عليهم . . ثم المغادرة إلى العاصمة عمان
وفي عمان تم السكن في شرق ميدان رأس العين والعقيلات سكان عمان يقيمون عادة حول مجرى رأس العين .. وتم زيارة علاوي الكباريتي صاحب محل صرافة و يقوم بتحويل نقود العقيلات للسعودية .. كما يوجد في القدس شريف علمي وهو من يودع العقيلات نقودهم عنده ..
ثم تحدد موعد نزول الابل إلى الغور ثم إلى اسواق فلسطين فكان الاتجاه نحو الزرقاء حيث تقيم إبل العقيلات وتم سوق الإبل نحو قرية صويلح وهي قرية كبيرة يخترقها الطريق المؤدي ل اربد والشام وبدأ النزول من الجبال العالية والوصول إلى السلط ثم إلى شونة بني عدوان ثم قبل عبور نهر الأردن تركت الإبل ترعى من شجر القطف الذي تفضله الجمال ..
كانت مياه النهر جارفة لذا حضر رجال من قبيلة النصيرات على خيل لهم وقريتهم على الضفة الغربية من النهر وهم متعاونين مع العقيلات
وتولوا عملية عبور الجمال للنهر بمسافة حوالي 200 متر من مناطق يعرفونها وقادوا أولا 91 جملا عبر النهر ثم بقية الجمال الأخرى حتى اكتمل عددها فقام رجال العقيلات بعبور النهر بالسيارة عن طريق جسر اللنبي بعد تقديم أوراق المرور التي يحملونها بدلا من جوازات السفر لضابط الجوازات وكان العقيلات في السابق يعبرون النهر سباحة .
ثم الوصول إلى البيرة ثم إلى اللد في الطريق إلى غزة وفي الخوبا تم عزل 70 رأس من الإبل
وسلمت لبعض المعدية من العقيلات لبيعها في طولكرم لبيعها فيها وتم تجهيز الإبل الأخرى للمسير نحو اللد
وفي اللد حيث توجد سوق كبيرة للماشية من إبل و خيول و بقر وأغنام ويسكن في اللد بعض رجال العقيلات وتم بيع أعداد كبيرة من هذه الابل ولم يتبقى سوى حوالي 38 راس قام التاجر بتسليمها لأحد السماسرة من جماعته العقيلات لتصريفها في أسواق فلسطين ولو بقي معه الكثير لذهب بها إلى مصر كما هي عادتهم ..
وأقام هو ومن معه في غزة حتى يكتمل البيع ويصفي حساباته ومن ثم العودة لبلده .
المفضلات