لوحة يرسمها الماء والشجر
للماء أسرار الحياة.
وله الجمال والمشية الفاتنة.
في صوته ظلال ما يترك الشريان في مجراه من موسيقى، ويرف القلب كأجنحة الحمام إلى الغمام.
صمته عباده تشبه رحلة الحج في المسافة من راحات الينابيع إلى متكئ البحر ومرافئ الحلم، وفي مشيته دلال الغزلان.
على مرمى العصا من شيحان ، يجري الماء في راحتي بن حماد وتقيم الحياة طقوسها إلى جوار سرة الأرض ومهبط الروح.
وترتسم ألف حكاية..
وحكاية.
نخلة، تطل عن سفح، كأنها تقيم منذ الأزل على شرفة أبدية تحرس الطريق، الطريق الذي يمر من القلب إلى القلب، فيرق الصخر إذ يسقط الماء على وسائد الهواء ناعساً.
ولما يلامس الأرض يغشى عليها وتدوخ من نبيذ اللقاء.
في مربع المكان الواقع بين جدارين من الصخر، ومارس من الندى، بساط أخضر يتدلى على خصر الجسد الملون بما تركت أصابع الريح، وتغريد الطيور، وخشخشة العشب، وهمس العشاق، وأمنيات الناس الذين يلقطون رزقهم لتكمل حكاية الوادي الذي يباري خطى الكرك في الزمان والمكان.
وادي بن حماد..
لوحة يرسمها الماء والريح والحصى والشجر..
بصمت.
ح.ن
[IMG]http://upload.*************/images/x2mkz8wacct87217xe.gif[/IMG]
المفضلات