بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني اليكم هذا الشرح لقصيدة بانت سعاد لكعب بن زهير ولكن من العجب ان تكون بابيات مثلها يسهل على الباحث لشرح بانت سعاد ما عليه الا ان ينظر للشرح بابيات هذا العالم.
[ورغم ما قاله العلماء الافاضل في صحة حديث البردة ، ولكني هانا احببت ان اعرض مدى اهتمام علماء الهند المسلمين باللغة العربية وفنونها
وخير مثال لذلك ابيات هذا الشيخ الهتدي عربي اللسان
وهذا الشغف باللغة العربية ما كان ليكون لولا الكتاب المجيد الذي جعل من كثير من الأعاجم ليتفننوا بلغتنا العربية .
واذكر وانا بالثانوية كم سهرنا على حفظ بانت سعاد ، وكم عانينا من شرحها وهذا الهندي وصل به الامر لينظم شعرا مماثلا لها .
ولا يتم ذلك الا بشغفه بلغة القرآن الكريم ، وحبة للغة العربية.
اليكم اخواني هذه القصيدة للمفتي في زمانه في بلاد الهند الشيخ الهي يخش الكاندهلوي رحمه الله وما أجاد في شرحه لبانت سعاد باسم ( ناضت سعاد) وارجو من اهل اللغة والادب اثراء الموضوع نقدا كان او مدحا وجزاكم الله خير
والهي بخش الكاندهلوي : هو جد امير الدعوة والتبليغ العالمية الشيخ محمد الياس الكاندهلوي رحمة الله
[b]ناضت سعاد
نـاضت سعـادُ فبـالـي الآنَ مـــــــــجزولُ -- مضَيَّعٌ خلفهـا لـم يـنْجُ محـبــــــــــــولُ
ولا سعـادُ صـبـاح الرحـل إذ ذهــــــــبتْ -- إلا أزجُّ خـفـيرُ العـيـن مخـيــــــــــول
مشقـاءُ جـائـيةً ردفـاء ذاهــــــــــــبةً -- لا يُنُتـمَى وَقَصٌ فـيـهـا ولا طــــــــــول
تُبــــــــــــدي الأسنة ذا حسنٍ متى ضحكت -- كأنهـا مشـربٌ بـالخمـر مغمــــــــــــول
قـرَّتْ بذي شَنَبٍ مـن سـيل مدحــــــــــــلةٍ -- ثـاوي الجنـادل أمسـى وهـو مـرســـــــول
تَذْري الغبـارَ الصَّبـا عــــــــــنه وكثَّره -- مـن سُحْب سـاحـيةٍ سـوَّدتهــــــــــــا ويل
أَجْمِلْ بـهـا شـيـمةً لـو لــــــــمحةً ثبتتْ -- فـي قـولهـا ولـوَ انَّ الـوعـظَ معـمـــــول
لكـنهـا شهْلةٌ أركـان فطْرتهـــــــــــــا -- خَلْبٌ وخَدْبٌ وتســـــــــــــــــويلٌ وتأويل
فـمـا تقـوم عـلى شأنٍ تحسّ بـهــــــــــا -- كـمـا تبـدَّل فـي هـيئاتهـــــــــا الغُول
ولا تَثَبَّتُ بـالقـول الـذي وعـــــــــــدتْ -- إلا كـمـا تُوثق القَطْرَ الـمـنـاخـــــــيل
فلا يَسُرَّنْكَ مـا سلَّتْ ومـــــــــــــا وَمَلَتْ -- مـنهـا الـمـواعـيـد أوهـامٌ وتخـيـــــيل
غدت أكـاذيب عـرقـوبٍ لهـا شبــــــــــهًا -- ومـا أقـاويلهـا إلا الـمطـاحـــــــــيل
أسلـو وأطمع أن تبـدي محـبتهـــــــــــا -- ولا يظن بحـيـنٍ مـنك تخــــــــــــــويل
بـاتت سعـاد بـمـصرٍ لا تــــــــــــوصّله -- إلا الـمطـايـا الكريـمـاتُ الهـذالــــيل
ولن تهـمَّ بـــــــــــــــــه إلا عََرنْدَسَةٌ -- فـيـهـا مع العـيِّ إجفـالٌ وتـمعــــــــيل
تـرنـو السحـيـق بطرفٍ طــــــــــائفٍ طرِفٍ -- متى تسعَّرَ سجّيلٌ وعـاقــــــــــــــــــول
خَذْلٌ مُعَنَّقُهـا عَبْلٌ مُعقّلهـــــــــــــــــا -- فـي نظْرهـا عـن كرام النـوق تَبْجـــــــيل
رقبـاءُ فطحـاءُ هـذلـولٌ مـجـــــــــــمَّلةٌ -- فـي جنـبـهـا عِظَمٌ فـي الجـيـد تـرفــــيل
وجسمهـا مـن رخـامٍ لا يـــــــــــــخدِّشه -- قـمْلٌ بظاهـرةِ الجنـبـيـن مخلــــــــــول
عهْلٌ عتـيـقٌ أنـيـقٌ مــــــــــــن عَثَمْثَمَةٍ -- وأُمُّهـا أختهـا يَلاَّءُ خشلــــــــــــــيل
يأتـي الـذبـاب إلـيـهـا ثـم يجــــــدله -- عـنهـا فلـيـقٌ وأكفـالٌ طرابـــــــــــيل
كأنهـا قـيسُ مُوقـيـهـا ومـنْحـرهــــــــا -- مـن أنفهـا ومـن الخَدّيــــــــــــن سجّيل
تجـرّ نحـو جـريـــــــــــدِ الشِّيص ذا عُقَصٍ -- فـي حـلـمةٍ لـم تخـوّلهـا العزاهـــــــيل
كـومـاءُ فـي شحـمتـيـهـا للعـريف بـهـــا -- حُسْنٌ بـديعٌ وفـي اللـحـيـيـن تعـــــــديل
تسـري برجلِ خشـيفٍ وهـي ســــــــــــابقةٌ -- ضـوامـرًا وقْعُهـنَّ النقع تقـلـــــــــــيل
حـمـرُ العجـارات يلقـيـن الصَّفـــــا حَيَدًا -- لـم يحـمهـنَّ صعـودُ الـحقْفِ تكلـــــــــيل
كأن قـلـب أيـاديـهـا متى هــــــــــرعتْ -- وقـد تلـمَّع كـالـمـاءِ العـواقـــــــــيل
حـيـنًا يصـير بـه الـحـيـتـان محتــــرقًا -- كأن ظاهـرهـا بـالـحـرّ مطحــــــــــــول
وقـال بـالركب هـاديـهـم وقـــــــد طفقت -- سـود العـنـادل يركلنَ الصـفـا مـيلــــوا
وسط الظهـيرة أيـدي هضْبــــــــــــلٍ أسفٍ -- صـاخت فسـاعـدهـا ثكلى بـهـا عــــــــول
صرَّاخةٌ لِيْنةُ العَضْديـن لاتَ لهــــــــــــا -- لـمـا رثى وُلْدَهـا الراثـون تعطــــــــيل
تـنجـو العذارَ بأظفـارٍ ومـلـبسهــــــــا -- محـرّقٌ فـي أيـاديـهـا شمـالـــــــــــيل
أجـاب كلُّ صديـقٍ كـنــــــــــــــت أطمعه -- لأتـركـنّكَ قـلـبـي مـنك معتـــــــــــول
فقـلـت ولّوا طريـقـي لا وفـاءَ لكـــــــم -- فكل مـا شـاءه الفعَّال مـجعــــــــــــول
أُخْبرتُ أن نـبـيَّ الله هددنــــــــــــــي -- والكَظْم خُلْقُ رسـول الربّ مـجـبــــــــــول
لقـد حضرت حـبـيب الله مـلــــــــــتجئًا -- والصـفحُ لطف رســــــــــــول الله مبذول
صـفحًا وقـاك الـــــــــــذي أولاكَ معجزةً -- عـلـيـاءَ فـيـهـا تحـاريـمٌ وتحـلــــــيل
لا تفتكـنِّي بفـوهـات السعـاة ولــــــــم -- أُجـرم ولـو نُسبت لـيَّ الأبـاطــــــــــيل
فقـد أقـمت بنـادٍ لـو أقـيـم بـــــــــه -- أعـي وأنظر مـا لـو يـنظر الفـــــــــيل
لصـار يرجف إلا أن يسـاعــــــــــــــده -- مـن النـبـيِّ بأمـر الربّ تعـــــــــــويل
حتى حضرتُ بنفسـي لا أشـاجـــــــــــــره -- فـي جنـب ذي غزواتٍ جـوده النــــــــــيل
وذا لأخـوف مـا بـي إذ أقـــــــــــاوله -- وقـد عُزيـت بجـرمٍ وهـو مــــــــــــندول
مـن بـاسلٍ مـن عفرنى اللـيثِ مـــــــوطنه -- فـي وسط تجـرة تـيـهٍ فـيـه غُمـلـــــــول
يسطـو ويُشبع أشبـالاً فطعـمتُهـــــــــــا -- قـلـبُ الأنـاسـيّ ممضـوغٌ ومتلــــــــــول
متى يـواثب مِثْلاً لن يجـــــــــــــوز له -- أن يثـمـل الـمـثل حـيّاً فـيـه تصـــــويل
مـنه تبـيـت وحـوشُ العِيص جــــــــــائعةً -- ولا تُحجّي بـواديـه الرآبــــــــــــــيل
ويستديـم بـمغنـاه أولـو عُكــــــــــــنٍ -- مـرمّل الطِمـر والأوصـال مخبـــــــــــول
إن النـبـي لنـورٌ يستـنـار بـــــــــــه -- مؤثّلٌ مـن حسـام الربّ مـصقـــــــــــــول
فـي حفلةٍ مـن كرامٍ قـال أعـدلهـــــــــم -- بـوسط كعبةَ إذ مـا آمـنـوا عـيلـــــــوا
عـالـوا ومـا زلَّ مِمــــــــــراضٌ ولا نكبٌ -- صـفّ القتـال ولا جـمٌّ زفـافــــــــــــيل
أسمـى الخـيـاشـيـم شجعـانٌ مـلابسهـــــم -- أدراعُ داودَ أفرادٌ هـراطـــــــــــــــيل
===
ارجو الرد والتعقيب سلبا او ايجابيا[/b]
المفضلات