الضغوط النفسية عند أسر من لديهم أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة
تُعد الأسرة أول وأهم مؤسسة للتنشئة الاجتماعية كونها تستلم الطفل من مرحلة من المرونة والقابلية للتشكيل حيث يبقى ملتصقا بها معظم فترات نموه وتطوره. فما إن يرزق الوالدان بالابن إلا ويرتبطا به ارتباطا قويا ويحبانه حبا جما ويحاولان جاهدَين أن يبعداه عن كل أذى أو خطر. ولكن شاءت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يأتي الأبناء متفاوتين من حيث الصحة والسلامة البدنية والعقلية، ونظراً لضعف الإنسان وارتباطه بأبنائه ووضعه الأمل الكبير عليهم في المستقبل، نجده يتألم ويحزن ويأسى عندما يرزق بطفل معوَّق حيث تتحطم الآمال والأحلام والتوقعات من ذلك الابن، فلا أحد يريد أو يتوقع أن يكون طفله معوقا. وليس ذلك فحسب وإنما لا نرضى أن يكون أطفالنا مجرد أطفال عاديين كغيرهم من الأطفال. فلا غرابة أن تكون إعاقة الابن صفعة عنيفة لكيان الوالدين تنسف آمالهما وتشكل مأساةً مروعةً لهما، فإذا كانت تربية الأطفال مهمة صعبة وشاقة فتربية الطفل المعوق أكثر صعوبة ومشقة، وبالتالي نتوقع تعرض الوالدين لردود فعل عضوية وعقلية وانفعالية سيئة، فضلا عن تعرضهم للمشكلات المادية والأسرية والزواجية. فلقد أوضحت الدراسات أن إعاقة الطفل تؤدي إلى ارتفاع معدلات الطلاق،
الآثــــار النفسيّة للعنــف ضــــد الأطفال:
إنَّ التأثيرات العضوية للعنف أقل فى ضررها عن الأضرار النفسيّة. ووجد أنَّ تأثير الأضرار النفسيّة تظهر على المدى البعيد نتيجةً لتأثر نمو الفرد العقلي والمعرفي والعاطفي، مما ينعكس على الصحة الجسميّة والنفسيّة بشكل عام.
بالإضافة إلى احتمال الوفاة وحدوث العاهات المستديمة والدمار النفسي الذي يحدث للأطفال نتيجةً ما يتعرَّضون إليه من عنف.
نستعرض هنا بعض المظاهر المألوفة والتي قد لا ندرك أنها نتيجة استخدام لعنف الجسدي
فى تربية الأطفال:
1- خلل وقصور فى القدرات العقليّة للطفل، فيصاب بتخلفٍ عقليّ تتفاوت درجته ومظاهره تبعاً لدرجة العنف الجسدي الذي تعرَّض له الطّفل .
2- يصبح الطّفل شرساً وعدوانيّاً وعنيفاً مع الآخرين وحتى مع أولاده عندما يصبح أباً.
3- الإصابة بالاكتئاب و العزلة عن المجتمع، وقد يصل الأمر بالفرد إلى الانتحار .
4- الشراهة فى الأكل وزيادة الوزن، وما يتسبب عنها من أمراض.
العنف مع الأطفال المعاقين:
يخطئ كثير من أولياء الأمور في أساليب تربية وتعليم الأطفال المعاقين كيفية السلوك والتصرف فى المواقف المختلفة. ويلجؤون إلى الضرب والعنف الجسدي لتأديبهم وإفهامهم الصح والخطأ.
وقد لا يفهم الطّفل المعاق أسباب هذا العنف والإيذاء البدني من أفراد أسرته، ولا يدرك الفرق بين السلوك الذى تريده الأسرة وما يبدر منه من سلوكيات، فيتكرر السلوك الخطأ ويزداد غضب الوالدين، ويزداد العنف والضرب والقسوة. فإذا كان الطفل كفيفاً وارتطم بأشياء فى البيت وانكسرت تصرخ الأم وتعنف الطفل وتضربه على ما فعل !!!.
وإذا كان الطفل أصماً ولم يسمع ما قالته الأم أو لم يسمع نداءها فلم يستجب نجدها تنفعل وتنهال عليه سباً وضرباً.
وهنا ننادى بضرورة أن تلجأ الأسرة التى تعاني من وجود أطفال معاقين فيها إلى الأخصائيين لاستشارتهم في أساليب التعامل مع هؤلاء الأطفال دون اللجوء إلى الضرب والعنف والإيذاء الجسدي.
منقول من عدة مصادر ... والحمد لله رب العالمين
المفضلات