بسم الله الرحمن الرحيم
اختار الله تعالى للرسالة الخاتمه الموجهه للناس كافة
اللغة العربية. وفي هذا يقول سبحانه تعالى : (إنا أنزلناه
قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) يوسف 2 . ويدل هذا الإختيار
للغة العربية على مكانتها, وحين نبحث في ميزات اللغة
العربية نجد منها :
1- القدم :
تضرب جذور اللغة العربية أعماق التاريخ, وإن كنا لا
نستطيع أن نحدد تماما متى بدأت هذه اللغه, ولكن تدل
الحفريات والنقوش والكتابات التاريخية على قدمها,
حيث قدر بعض العلماء أن عمرها يناهز 2500 عام,
ومن الباحثين من يرجع باللغة العربية إلى زمن اسماعيل
بن ابراهيم عليهما السلام, واللغات الأخرى التي كانت
موجودة قديما قدم اللغة العربية, إما أن تكون قد اندثرت
كالآشورية والقبطية وغيرها, أو انقسمت إلى لغات
متعدده لا يكاد يجمع بينها جامع .
2- الجمال :
يظهر جمال اللغة العربية الباهر في بلاغتها, وما بين
حروفها وكلماتها وجملها من تناسق وتناغم, كما أن من
مظاهر جمال اللغة العربية الخط العربي الأنيق, المتعدد
في كيفياته وطرائق تحسينه الكثيرة.
3- السعة:
تحوي اللغة العربية على حوالي ثمانين ألف مادة
( 80000 ) المستعمل منها عشرة آلاف فقط
(10000 ), بينما لا تكاد كثير من اللغات الأخرى
تحتوي على أكثر من ستين ألف كلمة .
ومن مظاهر سعة اللغة العربية مرونتها في الاشتقاق
,والقدرة على تعريب أسماء المصطلحات والمخترعات
المتعددة, ووجود كم هائل من الألفاظ والتراكيب المهملة
غير المستعملة في الشائع على ألسنة الناس.
وفي سبيل إثبات هذه السعة العظيمة للغة نجد عند
علمائنا تفننا في استعمال ما يحلو لهم منها, فهذا شاعر يجعل
قصيدته كلها من الحروف المنقوطة أو المهملة, أو
الألفاظ المصغرة, أو الحروف الموصولة أو المنفصلة,
إلى غير ذلك من فنون اللغة المتعددة, ومن يقرأ في
المقامات والأشعار القديمة لا يملك إلا أن يعجب من
مرونة اللغة العربية وسعتها .
ومن مظاهر سعة اللغة العربية : كثرة علومها, فهي
تحتوي علوم النحو والصرف والبيان والمعاني والبديع
والعروض والاشتقاق ودلالة الألفاظ , وغيرها .
كما يدل على سعة اللغة العربية كثرة أسماء الأشياء, فنجد
فيها للشيء الواحد أسماء متعددة قد تتجاوز العشرات,
فللأسد ست مائه وثلاثون اسما, وللعسل ثمانون اسما,
وللخيل وللسيف وللإبل أسماء كثيرة.
المفضلات