غفوة فراشة
حلقت الفراشة كعادتها قاصدة الحقول القريبة من المدينة، لكنها اليوم فوجئت بالأشجار والأزهار التي كانت ترفرف سعيدة عليها قد دمرت بالكامل، وأن السماء مليئة بالنيران والدخان.
لم يعد الصباح مشرقا كالعادة.
بحثت بعينيها فلم تجد إلا شجرة واحدة ما تزال قائمة، حطت عليها وإذ بها تغفو، وفي غفوتها لازمها منظر الحقل البائس.
حين استيقظت، تحسرت على منظر الحقل الذي كان الأطفال يلعبون فيه وغالبا ما يأتون مع أهاليهم للتنزه وتناول وجبة الغداء. وكانت الفراشة تسمع صوت الأم وهي تنادي أطفالها: هيا تعالوا لتناول الغداء.
لم تر أحدا منهم يمر من الحقل وهو في طريقه إلى المدرسة كما اعتادوا، حتى الحيوانات المنزلية وجدتها ميتة. وتساءلت بألم:.
- من فعل هذا بالحقل الجميل البديع؟ أهو طوفان أم زلزال أم أناس أشرار، ليس عندهم وجدان أو مشاعر.
تنهدت الفراشة وتمنت عودة الأيام في الحقل كما كانت في الماضي.
المفضلات