إغلاق المعابر الصهيونية وإخلاء امن غزة لمواقعه
عملية "ايلات" العسكرية تسخن أجواء غزة و المقاومة تحذر الاحتلال من أي عدوان
الحقيقة الدولية - غزة-علي البطة
فرضت التهديدات العسكرية الصهيونية التي أطلقها كبار المسؤولين الصهاينة عقب عملية "ايلات" العسكرية التي أودت بحياة سبعة جنود صهاينة ، نفسها على أجواء قطاع غزة الذي يشهد سخونة عالية ، ترجمتها قوات الاحتلال بإغلاق المعابر الحدودية مع غزة ، فيما ترجمتها وزارة الداخلية بغزة بإخلاء كامل مواقع قواتها في القطاع تحسباً من هجمات صهيونية انتقامية "تدفع ثمنها غزة ".
ورغم حالة الحرب التي فرضتها التصريحات الصهيونية ، وكذلك الإجراءات على الأرض ، إلا أن الفلسطينيين عبروا عن حالة من الابتهاج من العملية الفدائية ونتائجها ، التي لم يقع مثيل لها منذ أشهر طويلة ، تعرض فيها الفلسطينيون إلى أصناف شتى من العدوان .
وقتل ستة من الجنود الصهاينة وأصيب أكثر من عشرين آخرين في ثلاث هجمات استهدفت حافلات صهيونية تقل جنوداً من قوات النخبة قرب مدينة ايلات جنوب فلسطين المحتلة .
وضربت العملية الثلاثية النظرية الأمنية الصهيونية في العمق، نظراً لنجاح العمليات في إيقاع عدد كبير من الضحايا في منطقة تعد نقطة تمركز عسكري صهيوني نظراً لخطورتها.
ويعكف رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وكبار مستشاريه على دراسة عقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) لبحث آخر التطورات بما يتعلق بسلسلة العمليات التي استهدفت حافلات وعربات تابعة للجيش .
ومن المقرر أن ينعقد الكابينيت برئاسة نتنياهو في حال اتخذ قرار بعقده مساء اليوم حيث سيبحث أيضًا الأوضاع في مصر في أعقاب الثورة، إذ يرى الاحتلال أن وهنًا شديدًا أصاب الجبهة المصرية على الصعيد الأمني في أعقاب الثورة على نظام مبارك مما يضر بأمن الاحتلال.
و أكدت مصادر عسكرية صهيونية أن جيش الاحتلال سيبحث قصف قطاع غزة ردًا على هذه العمليات، حيث يتهم قوى المقاومة بالوقوف وراءها.
وشددت المصادر على أن جيش الاحتلال لن يكتفي بالقصف الموضعي لعدة أهداف في غزة هذه المرة، حيث قد تتسع رقعة القصف لتصل مناطق جديدة.
و زاد وزير الحرب الصهيوني أيهود براك التلويح ضد غزة، بزعمه أن مصدر أعمال ( الإرهاب) هي غزة، مهدداً بأن جيشه سيرد ضد قطاع غزة بكل القوة والحزم-حسب تعبيره.
كما عقد براك، جلسة طارئة مع رؤساء الأجهزة الأمنية، لبحث التطورات الأمنية على الحدود المصرية.
ميدانياً ، أصدر ما يسمى بـ قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الجنرال تال روسو ، قراراً قبل عصر اليوم ، بإغلاق معبري كرم أبو سالم التجاري الصهيوني جنوب شرق قطاع غزة ، ومعبر بيت حانون / ايرز الصهيوني شمال القطاع .
وبموجب هذا القرار الذي نقله موقع المستوطنين -7- سيتم إغلاق "معبر نيتسان الواقع علي الحدود الصهيونية- المصرية حتى إشعار آخر.
في المقابل، أصدرت وزارة الداخلية في غزة أوامرها لكل عناصرها بإخلاء جميع المواقع الأمنية في قطاع غزة، تسحباً من هجمات صهيونية عنيفة تطال غزة في الساعات القليلة المقبلة.
من جهتها، أكدت حركة حماس، أنها لن تقف مكتوفة الأيدي في حال أقدم العدو على الاعتداء على شعبنا وستكون على رأس المقاومة في مواجهة العدوان والتهديدات، وحذرت حماس الاحتلال من تصدير أزماته الداخلية وفشله الأمني وتعثره الاقتصادي والاجتماعي.
وقالت حماس في بيان لمسئول مكتبها الإعلامي الدكتور صلاح البردويل ، إنها تتبنى إستراتيجية واضحة بمقاومة الاحتلال داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ولا تتبنى عمليات من خارج الأراضي المحتلة، مشددًا في نفس الوقت على أن قانون الاحتلال هو المقاومة، ولا يوجد احتلال بدون مقاومة.
وأكد البردويل رداً على التهديدات الصهيونية ، أن حماس والشعب الفلسطيني لا يخشيان التهديدات الصهيونية، مطالبًا الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم تحمل مسؤولياتهم إزاء هذه التهديدات التي تستهدف النساء والأطفال والبنية التحتية، مذكرًا بجرائم الحرب التي اقترفتها قوات الاحتلال خلال عدوانها الغاشم على غزة أواخر 2008 وبداية 2009، وأدت لاستشهاد 1400 مواطن وإصابة خمسة آلاف آخرين.
وطالب الشعوب العربية بالاستعداد لهبة ثورية كبرى إذا أقدم العدو على شن المزيد من الاعتداءات على شعبنا.
بدورها أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، أن عملية ايلات لن تكون الأخيرة في ظل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني الأعزل ، وأكدت الحركة " أن العدو يدفع ثمن جرائمه التي يرتكبها كل يوم بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل".
ورد القيادي في الجهاد خضر حبيب على التهديدات الصهيونية ضد غزة، بالقول: " ليس أمامنا سوى أن ندافع عن شعبنا وأنفسنا فهذا قدرنا وسنفشل مخططات ومشاريع العدو".
ويعتقد المحلل السياسي مصطفى الصواف أن "الباب مفتوح على كل الاحتمالات " لأن العمليات " موجعة" للاحتلال ، الذي تعرض لضربة في قوة النخبة وليست في أية قوة عسكرية .
ويشير الصواف إلى أن التهديدات التي أطلقها قادة الاحتلال عقب عملية إيلات، ليست تهديدات جديدة وهي تهديدات يذوق ويلاتها الشعب الفلسطيني ليل نهار .
المصدر: الحقيقة الدولية - غزة-علي البطة
8/18/2011 6:56:05 pm
المفضلات