حمزة : هددوني بالقتل بعد هجومي علي شفيق وبرحيله انهار أمن الدولة
حوار ـ أحمد عبدالمقصود
أعلنت سوزان مبارك الحرب علي الدكتور ممدوح حمزة بعد قيامها بزيارة مدرسته التي تبرع بها, ولم تجد صورتها إلي جوار صور سميرة موسي وهدي شعراوي, فأصدرت فرمانا سريا بإبعاده عن مشروعات الدولة الكبري.
ووضعه مبارك في القائمة السوداء, بعد أن طلب منه ابعاد سوزان وجمال لأنهما وراء كل فساد, وذلك في رسالة حملها الدكتور مفيد شهاب. وفي8 فبراير الماضي قدم حمزه للنائب العام مستندات تثبت ثروة مبارك في الخارج, وفي مساء52 يناير أرسل مئات الخيام والبطاطين إلي ميدان التحرير, وصباح أمس أرسل ثلاثة من مصابي الثورة وأصحاب الحالات الحرجة إلي المانيا للعلاج علي نفقته الخاصة.
هذا هو الدكتور ممدوح حمزة الذي قال للرئيس السادات من قبل إنك تتعمد إهدار المال العام.
وهو أيضا من أكبر أساتذة الهندسة في مصر, والعالم أشرف علي تنفيذ عشرات المشروعات الكبري في دول العالم المختلفة بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وبريطانيا وجنوب أفريقيا وكينيا والجزائرو وليبيا وحصل علي أرفع الجوائز العلمية مما يجعل انجازاته مفخرة حقيقية للمصريين والعرب جميعا.. وففي هذا الحوار معه يكشف حمزه عن العديد من المفاجآت:
> كان لك معارك لا تهدأ مع النظام السابق, فهل كنت تتوقع انهياره؟
>> مصر شهدت انهيارا كاملا علي كل المستويات بسبب استبداد الحكم, وتمكن تحالف الشر من مقدرات البلاد, وفقد الوطن مناعته, وضاعت علي المواطن حقوقه, وسمح النظام السابق الفاسد لتجار المخدرات والمرتشين واللصوص باحتلال مقاعد المجالس النيابية والمحلية.
نجح النظام للأسف في الثلاثين سنة الماضية في نشر الفقر والجهل والمرض بكل أنواعه, وتفنن في نهب الثروة الوطنية, وأجهض فينا حلم النهضة والتقدم وقضي زبانيته وأذنابه علي كل أمل راودنا في التنمية, فتدني مستوي المعيشة للغالبية العظمي من الشعب, وضاعت حقوق الفلاحين والعمال وافترس غول البطالة والغلاء طاقة الشعب.
وفي الوقت نفسه سمح للرأسمالية المسعورة أن تنهش في جسد الوطن الهزيل فانتشرت الشركات الاحتكارية ومتعددة الجنسية واستحوذوا علي شركاتنا الكبري باسم الخصخصة التي فتحت الباب علي مصرعيه للمغامرين والانتهازيين يعيثون فيها فسادا وتدميرا.
حتي الأطفال ذاقوا الأذي والملاحقة والاعتقال واليتم وأصبح النساء سبايا ومعتقلين في أمن الدولة لإرهاب أولادهم حتي القضاء ملاذنا الآمن وكلمة الله في الأرض, لم يسلم منهم فضربت بأحكامه عرض الحائط, وسحل القضاة ونكل بكل قاض يقول كلمة حق, واستخدم قانون الطوارئ في المصادرة علي الحقوق السياسية والأساسية والانسانية للمواطن.
كل ذلك كان أرضا خصبة لثورة تعصف بهم الي خارج التاريخ.
> ولهذا اشتركت في ثورة52 يناير؟
>> اشتركت في الثورة منذ81 يناير وكنا نريد أن نقوم بها من قبل هذا التاريخ, وكنت ضمن أول مجموعة تدخل ميدان التحرير في مساء يوم52 يناير, وتحركت من الميدان الساعة3 صباحا لأقوم بارسال بطاطين وخيام للثوار ولأعد أكثر من ألف لافتة مكتوب عليها أرحل.
> صدامك مع النظام السابق هل كان لأسباب سياسية؟
>> لم أعمل يوما بالسياسة.. ولكن كنت مجبرا عليها لمقاومة الفساد, فقد كنت مثل المريض الذي يجبره مرضه علي تناول الكيماوي للعلاج, فيتجرع مرارة الدواء رغما عنه, والدليل أنني لم أتكلم يوما عن التوريت مثلا, ولكني كنت اهاجم السياسات الفاسدة في إدارة شئون البلاد العقارية والاقتصادية مثل مصنع أجريوم, لانه يأخذ الغاز الطبيعي ومياه النيل مجانا وخصصت له الأرض بسعر رمزي ويلوث هواءنا بغازات سامة فهذه ليست سياسة, وعندما ناديت بأن يتم تحويل أرض مطار إمبابة إلي مدارس وملاعب وحدائق عامة ولايستولي عليها رجال الأعمال, وطالبت بوقف نظام الـp.o.t أو البيع بحق الانتفاع لانه يحرم الدولة من مكاسب هائلة من أجل عيون السادة رجال الأعمال, وقيام الحكومة بتفويض رجال الأعمال في بيع الكهرباء للمواطنين والمستثمرين, فأنا أؤمن بالفكر التنموي لعبدالناصر الذي رفع شعار أموالنا بأيدي عمالنا بفلوسنا وبفكرنا وسواعدنا نبني مستقبلنا لا أن نبيعه, ولذلك فقد كتبت مقالة في ذكري وفاة عبدالناصر وكان عنوانها أوعي تصحي يا عبدالناصر.
> هل أنت ناصري؟
>> لا اعترف بهذه التصنيفات, فأنا لست رجل سياسة ولكني غيور علي بلدي فقد أقمت العديد من المشروعات في دول العالم من سدود وانفاق وموانئ, وأتمني ان أري بلدي أقوي من كل هذه الدول, ولكن فكر عبدالناصر واصراره علي أن تكون مصر قوية في مختلف المجالات من زراعة وصناعة وتجارة يجعلني أحبه, فقد استعان عبدالناصر مثلا بعزيز صدقي وكان عمره وقتها نحو ثلاثين عاما وطلب منه مصنعا كل أسبوع وعندما اراد إنشاء شبكة طرق استعان بمصطفي خليل ومهندسين شباب مصريين ليقوموا بهذه المهمة.
> هل تري أن عبدالناصر استعان بالشباب؟
>> نعم ولكن الآن ورغم ان الوزارة الحالية عينها الشباب إلا أنها تمخضت عن وزارة للشيوخ, إذا اردت أن تقيس مدي نجاح الثورة فانظر إلي متوسط عمر الوزارة الحالية.
> ماهي أهم المشروعات التي قمت بتنفيذها ؟
>> المشروع الذي غير حياتي, وصقل خبرتي هندسيا, كان عملية إنشاء القاعدة البحرية في الكويت بحواجز الأمواج والرصيف البحري, وكانت أرض الميناء عبارة عن رمال متحركة وقوتها صفر, وقد رشحني نجاح المشروع لأحصل علي درجة الأستاذيه, وكان عمري وقتها لايزيد علي ثلاثين عاما.
كذلك بناء سد كامبرا في كينيا ـ ومشروع ضخم لتوليد الكهرباء بجنوب أفريقيا, و3 موانيء في اليمن, والجزائر وليبيا وغيرها في أمريكا وهولندا وجنوب أفريقيا ـ غينيا ـ براغ ـ المانيا ودول أخري كثيرة.
> وأين مشروعاتك في مصر ؟
>> قمت بمشروع ميناء خليج السويس وشرق التفريعة وسد أسيوط وتوشكي ومكتبة الإسكندرية وبعض المشروعات الأخري, ولكن تم حرماني منذ سنوات من الاقتراب من مشروعات الدولة الكبري, لوقوف بعض الشخصيات الهامة ضدي, فالسيدة سوزان مبارك أعطت تعليمات بإستبعادي من إحتفالات مكتبة الاسكندرية.. وأخبرتني شخصيه كبيرة في الرئاسة أن مبارك لا يحبك أيضا.
> ولماذا تفعل سوزان مبارك ذلك؟
>> لأني لم اكن من شلة الفاسدين, ولأني عندما تكلمت في حفلة خاصة بمكتبة الاسكندرية وجهت الشكر فيها للمهندسين العاملين معي وفي المشروع كله, ولم أشكرها أو أثني علي خدمتها كما فعل غيري.
أما الصدام الأكبر فقد بدأ عندما تبرعت بمدرسة ـ ذات الفصل الواحد لتعليم الفتيات ـ لهيئة الأمومة والطفولة وكنت أضع صورا علي الحائط للدكتورة سميرة موسي وهدي شعراوي وزارت سوزان المدرسة وكنت بإنتظارها ومعي الدكتورة مشيرة خطاب, وسألت من وضع هذه الصور.. فسارعت مشيرة خطاب لتبرئ نفسها وأشارت وقالت الدكتور ممدوح, فتطاير الشرر من عينيها وبدأت الحرب وتم استبعادي من كل المشروعات التابعة للدولة.
> وهل إصطدمت بمبارك؟
كان ذلك في أغسطس عام6002 بعد تبرئتي من قضية لندن وعودتي للقاهرة, حيث توجهت إلي الدكتور مفيد شهاب لأشكره علي الخطاب الذي أرسله للمحكمة, ولكن طلبت منه أن ينصح الرئيس مبارك بأن يبعد سوزان وجمال مبارك إلي خارج المشهد لأنهما أفسدا الحياة في مصر وسوف يقضيان عليه, كما ان سوزان بدأت في تعيين الوزراء والمسئولين في الأجهزة والجهات السيادية.
المفضلات