عندما تلعب السفارات الغربية دور الوصي على الشارع الأردني.. بقلم: خالد رمزي بزايعة
د. خالد رمزي بزايعة
بات من غير المقبول إزدواجية الحوار من قبل بعض السفارات الغربية في عمان ...فحوار مع النظام من فوق الطاولة وأخر مع المعارضة من تحت الطاولة ... والغاية إفتعال أزمة وطنية أمنية وتقوية طرف على حساب طرف من باب حرية التعبير وإبداء الرأي والرأي الأخر و تحت مسميات مشروع الديمقراطية الحديث ... فبعض السفارت الغربية أخذت تلعب دور الوصاية السياسية لبعض الجماعات كالحركة الاسلامية مثلا والحركات اليسارية , بناء على وعود لهذه الحركات بالدعم المالي الكامل والسياسي الدولي على حساب المنظومة الأمنية الداخلية للوطن الغالي .
فالأصل أن تبقى هذه السفارات ضمن نطاق عملها المباح ولا تتعداه للخطوط الحمراء التي تمس النظام العام والتدخل بشؤون الغير من غير مبرر....
السفارة الفرنسية في عمان مثلا أكدت على لسان سفيرتها كورين بروزيه إجراء اتصالات مستمرة مع الحركة الإسلامية في الأردن، مشددة على أن الاتصالات بدأت قبل الحراك السياسي,وهو فعل مماثل لما حدث في مصر ويحدث اليوم في سوريا ,
والسؤال هنا ,لم هذه الاتصالات بهذا الوقت بالذات ؟؟؟
ما الغاية من هذه الاتصالات ؟؟؟
ماذا قدمت السفارة الفرنسية ومن يفعل فعلها للحركة الاسلامية وغيرها من أجل قبول مبدأ الحوار على حساب المملكة ؟؟؟
لم الإزدواجية في الحوار؟؟ فحوار رسمي من فوق الطاولة وأخر غير شرعي من تحت الطاولة !!!
الجميل أن المراهنة في الأردن لا تقع على كاهل حزب أو حركة, بل على المواطن الأردني نفسه فنحن نعلم علم اليقين أن السفارات الغربية – بعضها - تاريخها ناصع في صنع الفتن وإيقاع العدواة بين أبناء الشعب الواحد ومثالها اليوم ليبيا وقبلها تونس ومصر ...
أن تثور الشعوب مكافحة للظلم والفساد والاستبداد شيء و أن تحرك الشعوب لهدف غربي يخدم المصالح العليا لدولة ما فهذا أمر أخر...فالصورة العامة لهذه الثورات أنها خرجت تدافع عن حقوقها وترفع الظلم الواقع عليها من قبل الأنظمة الفاسدة وأعوانها وهذا حق .
إن التدخل السافر غير المسؤول والإعداد الاستراتيجي من قبل بعض السفارات لهذه القيادات وتقديم الدعم المالي واللوجستي يعتبر إستفزازا لأبناء الشعب الأردني الأصيل الذي لن يقبل يوما ما المساومة على ثرى الأردن وثوابته وقيادته ,فنحن نستهجن ونستنكر هذه الأدوار الغامضة لبعض السفارات الغربية في عمان ونطالبها باحترام المواثيق الدولية والتي تنص صراحة على عدم التدخل بشؤون الغير تحت مسميات باتت مكشوفة للجميع خلقا للفتنة وزعزعة للأمن الداخلي .
المفضلات