بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:
ان كل ابناء آدم يخطئون ، ولكن الفرق ان بعض الناس ان اخطأ وذكّر بخطئه اخذته العزة بالاثم ..
وهناك المؤمنون الحقيقيون الذين يشير اليهم تعالى في قوله : { وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِاَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّـاً وَعُمْيَاناً } فالواحد منهم اذا ذكّر بآيات الخالق - تعالى - فتح عينيه واذنيه ، بل فتح بصيرته ، ولم يقف ازاءها موقف الاصم الاعمى .
قوله تعالى : " وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد "
هذه صفة الكافر والمنافق الذاهب بنفسه زهواً ، ويكره للمؤمن أن يوقعه الحرج في بعض هذا ،
وقال عبد الله : كفى بالمرء إثماً أن يقول له أخوه : اتق الله ، فيقول : عليك بنفسك ، مثلك يوصيني ؟ وقيل : العزة هنا الحمية ، والحميه هي الاعتزاز بالنفس >> اخذته الحميه فغضب
وقال قتادة : المعنى إذا قيل له مهلاً ازداد إقداماً على المعصية ، والمعنى حملته العزة على الإثم ، وهي من صفات الجاهليه ونظيره قوله تعالى : " بل الذين كفروا في عزة وشقاق " ،
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً،فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره
و قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "المؤمن مرآة أخيه" أخرجة أبو داوود
والمراد أن المسلم يعمل عمل المرآة لصاحبها، فماذا تعمل المرآة وكيف تعمل؟
[*]المرآة تكشف الأدران البدنية التي تلحق بنا
وكذا المسلم يكشف لأخيه ما به من عيوب وأدران معنوية وذلك من خلال المناصحه.[*]والمرآة تكشف الأدران الحسية بلطف، فليس لها عصا غليظة تشير بها إلي موضع الدرن في الجسد، وكذا المسلم يبين لأخيه العيوب بأسلوب حسن وكلام لطيف لأنه يرى أن عليه إصلاحه.[*]والمرآة لا تكشف العيوب لغير حاملها فلا تكشف الأدران لغير حاملها
كذا المسلم لا يفضح أخاه، بل يناصحه في السر[*]والمرآة لا تذهب بعد أن تكشف الأدران بل تبقي معينة علي إزالتها،
وكذا المسلم يبقي معين لك علي إزالة ما أنت فيه من الأخطاء والعيوب، ولا ينتقد نقداً سلبياً هداماً لأجل النقد فحسب.[*]ثم إن المرآة لا تحدث بصورتك غيرك، ولا تعرضها لسواك في غيبتك، فلا تفشي سرك عند الآخرين، وكذلك ينبغي أن يكون الأخ المسلم كتوم وستار على اخيه المسلم.[*]بل إن المرآة لا تحفظ الصورة التي نكون عليها سابقا، فإذا أتى أحد بعدُ لا يرى من وقف أمامها حال كونه متسخاً، أو حال إزالته الأوساخ عن جسده،
وكذا المسلم فإنه ينسي ما بأخيه من العيوب بمجرد أن تزول عنه، وتبقى صورة أخيه خالية من العيوب في ذهنه، فضلاً عن أن يبث ما رأى من عيب.[*]وبقدر ما تكون المرآة نقية يكون كشفها للعيوب أوضح وشفافيتها في ذلك أكثر
وكذا المسلم بقدر ما تكون نفسه أنقى وقلبه لله أتقي يكون شعوره بالعيب والخطاء أكثر، ولذا فإن على المسلم أن يصحب تقيا عارفا يعرفه عيوب نفسه، وقد قال عمر _رضي الله عنه_: "رحم الله عبداً أهدى إلي عيوبي".[*]وأخيراً كثير من الناس يعرضون أنفسهم علي المرآة كلما مر عليه وقت أو تغير لهم حال كالنوم مثلاً، فكذا ينبغي للعاقل أن يطلب النصيحة من أهل الصلاح والتقي كل ما مر عليه زمان، أو طرأ عليه طارئ، وليجعل أهل الخير والعقل مرآته.
المفضلات