كيف تتعامل مع الشخصيات الوقحة ؟
لا انسى هذه القصة ، صحيح أنها قديمة لكن الإنسان يتعلم في الحياة من خلال التجارب ، واللطيف في هذه التجربة التي سوف ارويها انها جعلتني أسبر أغوار نوع معين من الشخصيات التي لطالما اشتكى منها المجتمع ، والى يومنا هذا كم من مدون امر على مدونته إلا واسمع شكوى والم بسبب انه مر في يومه بهذه النوعيه من الشخصيات ، ولكن ماهي القصة ؟ وكيف بدأت ؟ وكيف أنتهت؟ ، هذا ماسوف نقرأه سوياً من خلال الأسطر القادمة ..
تبدأ القصة حين قررت الذهاب لأحد المحلات التجارية من أجل شراء طلب معين ، وطبعاً اوقفت سيارتي امام المحل ثم دخلت للمحل وخرجت وقد أخذت طلباتي ، وحين توجهت لركوب سيارتي فإذا بي اجد احدهم قد اوقف سيارته بشكل ملاصق لسيارتي ولم يترك مجالاً حتى افتح باب السيارة ، وطبعاً في تلك اللحظة من كامل حقي أن انزعج ، لكن اخترت الخيار الثاني فلابد أن يعود الإنسان نفسه على الصبر وإلا لن يسير في حياته ، لم أفكر كثيراً وسرعان ما ألتفت بهدوء ناحية المحل الذي خرجت منه للتو ، فوجدت شاباً ينظر لي بنصف عين ، فأبتسمت له ابتسامه تلطف بأن يبعد سيارته ،وكنت اتوقع بالطبع أن تصرفي اللطيف معه سوف يجعله يبعد سيارته بنفسٍ راضية ، لكن حدث عكس ما كنت اتوقعه !
فجأة وجدته يصرخ من داخل المحل وبدأ واضحاً أنه يشتمني ويوبخ بقوة ، حتى خيل إلى ان احد عروق رقبته سوف ينفجر فجأة !
بقدرة الله استطعت المحافظة على هدوء ملامحي كما هي دون تغير وظللت محافظاً على إبتسامي ، وبالطبع من داخلي أنزعجت من تصرفه ، فأنا من يجب أن يغضب ، لكن يبدوا ان صديقاً ينتمي لحزب ” اصرخ حتى تبدوا اقوى “
وفعلاً خرج من المحل وحين اقترب ليبعد سيارته ، قلت في نفسي يبدوا أن امراً ما يعكر عليه يومه ، فقررت التصرف بلباقة أكثر ، بينما المفروض ان يعتذر هو على تصرفه وبالرغم انه كان متوجه اصلاً لإبعاد سيارته ، إلا انني قلت له ” اسف إن كنت أزعجتك “
هنا رأيت وسط ذلك الوجه الغاصب إبتسامة خبيثة تشبه إبتسامة ذئب حين يرى فريسة سهلة المنال ، وصيداً لم يكن في الحسبان ..
بمجرد أن سمع كلمات تأسفي ، توقف وأستدار نحوي وقد ضاقت عيناه وأوشكت أن اشاهد فيها لمعان ، ثم قام بتوجيه تعليقات ساخرة نحوي !!
هنا علمت أني امام انسان ملوث النفس ، وقد فسر تهذيبي بأنه ضعف ، ولكن صدق أو لا تصدق تركته وتصرفت كأن شيء لم يكن وتوجهت لسيارتي بهدوء وتصنعت أني لم اسمعه بتاتاً ، وادرت محرك سيارتي وأوشكت على مغادرة المكان ، ثم فجأة خطرت في عقلي فكرة تبدوا جنونية بعض الشيء ، فقلت لنفسي مهلاً لماذا ينتهي شريط الأحداث بأن اكون دائماً انا الشخص المهذب؟ لحظة دعني اجعل النهاية مختلفة هذه المرة !!
وكان هدفي هذه المرة ان اعرف لماذا تتصرف هذه الشخصيات المؤذيه بهذا الشكل ، قد يبدوا اسلوبي فيه الكثير من المخاطرة مع شخصية لاتعرف ماذا تخبيء لك ، ففي اسوء الأحوال قد يباغتك بعصا يخبأها عادة امثال هاؤلاء في الصندوق الخلفي للسيارة !
لم أفكر كثيراً وقررت أن اقترب بسيارتي بجواره ، وكان للتو خارجاً منها عائداً ليكمل طلباته من المحل ، فأشرت له أن يقترب رغبة في محادثته ، ولك أن تصدق ان ذلك الشخص الذي كان اشبه بأسد يزأر ، قد تحولت ملامح وجهه كطفل خائف ، وحين اقترب مني ، سألته بهدوء عن سبب قوله لتلك العبارات لي ، فتصنع الغباء ، وقال أي عبارات ؟ قلت العبارة التي وصفتني بها منذ قليل ؟ هل اخطأت معك حتى تصفني بعبارت غير مهذبة ؟
هنا استعاد وجهه تلك الملامح الخبيثة وكأنه يقول ، يبدوا ان هذا المغفل لم يشيع وسوف اشبعه هذه المره حتى يكره ليلته تلك …
ولك أن تصدق أنه أخذ يفسر كلامه بمزيد من الوقاحة والعبارات الساخرة ، ولا أخفيكم أني اندهشت فهو يتصرف بوقاحة متناهية وكأنه لايخشى ردة فعلي ابداً ..
هنا قلت مكره أخاك لابطل ، فقلت له بهدوء شديد ، فقط هذا ماتقصده ؟ ….فرد ساخراً نعم ؟
فقلت رجل مظهره محترم مثلك ، وتتصرف بهذه الطريقة مع الناس ؟
هنا أسقط في يده واخذ العرق يتصبب على جبهته ، واخذ يحاول المراوغه لكنه فشل ، وقال ماهذا ماذا قلت ؟ الم ابعد سيارتي عنك ماذا تريد مني الأن ؟
لا اخفيكم اني تعجبت بشدة كيف تتحول هذه الشخصية بسرعه بمجرد مواجهتها بشكل مباشر بوقاحتها !
فقلت له لا اريد منك شيء وانصرف كل واحد منا في طريقه
غادرت المكان وانا اوبخ نفسي، لم يكن هناك داعي ياصريح ان تحرجه بالرغم انه لم يرحمك في البداية لكن لابأس ليس العيب ان نخطيء ، لكن العيب ان لا نتعلم من أخطائنا وقد تعلمت الكثير من تلك القصة ..
لكن لماذا اسرد لك هذه القصة الأن ؟
وللحديث بقية
المفضلات