يطالب مواطنو بلدة العراق مديرية الأوقاف والشؤون الإسلامية وبلدية مؤتة والمزار الجنوبي، نقل رفات شهداء بلدتهم من المغر المفتوحة الموجودة فيها منذ زمن بعيد إلى مقبرة إسلامية، لافتين إلى تحولها إلى دلائل وإشارات للبحث عن الكنوز المدفونة.
يقول مواطنون من المنطقة أن: بقاء رفات شهداء بلدتهم داخل المغائر المفتوحة عرضة للتأثر بالاعتداءات، رغم الأهمية التاريخية والحضارية التي تمثلها على اعتبارها دليلا ملموسا على حادثة المذبحة الجماعية التي مورست على أهل المنطقة من قبل الأتراك قبل نهاية حكمهم على البلاد . ولفتوا إلى تحول هذه المغائر إلى مرتع للحيوانات وأماكن جذب للباحثين عن الكنوز المدفونة ، معتمدين على طرق ودلائل غير صحيحة في البحث قد تطول في معظم الأحيان الرفات الموجودة في تلك المغائر.
ويوضح مواطنون آخرون أنهم طالبوا باستمرار بحماية هذا الموقع من الاعتداءات الواقعة عليه ، بتشديد الحراسة واتخاذ الإجراءات الرادعة بحق معتدية واقامة مقبرة جماعية ضمن هذا الموقع تضم قبور باسماء هؤلاء الشهداء يمثل ضرورة ملحة في سبيل الحفاظ على هذا الموقع وإكرام رفات الشهداء الموجودة فيه ، معتبرين أن ترك هذا الموقع الهام لسنوات طويلة على هذه الحالة السيئة يعد مؤشرا على تجاهل الجهات المختصة لدورها في الحفاظ على المواقع التاريخية في مناطقهم .
ويذكر الباحث خالد المواجدة حول هذه الحادثة مستندا على الرواية التي سجلتها وزارة الثقافة عام 1981، للحاج حمد بن سليمان بن موسى المواجدة الذي عاصر وقوع هذه المذبحة وكان عمرة آنذاك 12 عاما ، مشاركة أبناء بلدة العراق في ثورة الكرك التي اندلعت عام 1910 ، بمهاجمة جنود من الأتراك ولجنة الإحصاء العاملة في منطقتهم والقضاء عليهم جميعا باستثناء مأمور الإحصاء لاستجارته بزوجة الشيخ مسلم المواجدة تقف وراء قيام الدولة العثمانية بإرسال طابورين من الجند للقضاء على أهل البلدة .
وروى أنه ألقي القبض على رجال البلدة ، وإخراجوا منها بشد وثاق كل رجلين معا والانهيال عليهم بالطعن بالحناجر والسيوف وإطلاق النيران ، مضيفا اشتمال هذه الأعمال العدائية على مهاجمة المنازل بإشعال النيران فيها ونهب المواشي والغنائم .
ويؤكد الباحث رائد المواجدة هذه الرواية التي تؤيدها العديد من الدراسات التاريخية والاجتماعية مجملها بكتاب تاريخ الأردن لمؤلفيه منيب ماضي وسليمان الموسى .اضافة إلى ما يشير إليه الحاج كايد يوسف البالغ من العمر(75) عاما شهدت مجزرة جماعية خلفت وراءها مئات الجماجم والعظام الموجودة منذ ذلك الحين .
مدير أوقاف الكرك ماجد القضاة قال أن المديرية تفتقر في الوقت الحالي لأي معلومات أو وثائق دقيقة يستدل من خلالها على وجود قبور أو رفات لشهداء ضمن الموقع المذكور غير أنها ستعمل على إرسال فريق من قسم الإنشاءات إلى المنطقة لإجراء دراسات لغاية التحقق ، مبينا انه في حال التأكد من ذلك الأمر ستتخذ إجراءاتها المتمثلة بمخاطبة الجهات المختصة لترميمه وتحويله إلى مقبرة وتسجيله ضمن أملاك الوزارة للتمكن من متابعته والأشراف عليه .
رئيس بلدية مؤتة والمزار الجنوبي المهندس محمد الصرايرة بان المجلس البلدي ليس لديه أي معلومات حول هذا الموضوع ، بالنظر إلى انه لم يتلق أي مخاطبات من قبل المواطنين أو أي جهات مختصة لاتخاذ الإجراءات للازمة ضمن صلاحياتها بهذا الشأن .
المفضلات