حذر القادة الفلسطينيون من أن الدور الأميركي كوسيط نزيه في مباحثات سلام الشرق الأوسط قد يقوض بشدة، بسبب تنازلات إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للائتلاف الحاكم في إسرائيل.
وقالت صحيفة ديلي تلغراف إن الولايات المتحدة حثت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تنفيذ وقف آخر لبناء المستوطنات مرة أخيرة لمدة شهرين.
وفي مقابل ذلك وعدت الولايات المتحدة بعدم الدعوة إلى مزيد من التمديدات، واستخدام حق النقض في أي قرار للأمم المتحدة ينتقد إسرائيل في العام القادم، والسماح بوجود عسكري إسرائيلي مستمر في أجزاء من الضفة الغربية على الحدود مع الأردن.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو كان يرجو المزيد، لكن الاقتراح الأميركي كان قد أثار بالفعل غضبا عارما بين الفلسطينيين الذين يحتجون بأن هذا التوجه من شأنه أن يديم الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية الذي استمر 43 عاما، بدلا من أن ينهيه.
وقال نبيل شعث -وهو أحد كبار المفاوضين الفلسطينيين- إن هذا الاقتراح الذي سيسمح لإسرائيل بتمركز قواتها في دولة فلسطينية مستقلة يشير إلى أن الرئيس أوباما قد تخلى عن سياسته في الضغط على بنيامين نتنياهو لصالح "لعبة إغواء".
"
نحن لا نريد تدخلا أميركيا، وشكرا جزيلا. وكل التفاوض الذي أجراه أوباما كان سخيفا وعائقا، بالإضافة إلى أنه كان مناقضا للقانون الدولي
"
نبيل شعث
واستنكر شعث الفكرة واصفا إياها بغير المعقولة، وقال إن الفلسطينيين سيرفضونها، وطالب بوضع حد للتدخل الأميركي في مباحثات السلام.
وقال في مقابلة مع الصحيفة "نحن لا نريد تدخلا أميركيا، وشكرا جزيلا. وكل التفاوض الذي أجراه أوباما كان سخيفا وعائقا، بالإضافة إلى أنه كان مناقضا للقانون الدولي".
وأضاف شعث أن مثل هذه الإستراتيجية بينت أن أوباما قد تخلى عن عملية السلام مقابل سياسة الاسترضاء التي من شأنها أن تحطم آمال التوصل إلى تسوية سلمية عن طريق التفاوض.
واستطرد بأنه "إذا استمر أوباما في إغراء نتنياهو فإنه يكون قد خسر ونحن خسرنا، لأن لعبة الإغواء هذه تفلح فقط كحافز لنتنياهو لأن يكون أكثر حزما ويطلب المزيد".
ومن جانبه هدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالانسحاب نهائيا من مباحثات السلام التي استمرت لمدة شهرين، ما لم تفرض إسرائيل تجميدا استيطانيا كليا حتى يتم التوصل إلى اتفاق على حدود دولة فلسطينية مستقبلية.
وقال شعث أيضا إن هناك ضيقا متزايدا في صفوف الفلسطينيين، وإن القيادة الفلسطينية مقتنعة تماما بأنهم كانوا ضحايا لعبة خداع، وهذا الشعور دفع الفلسطينيين لمناقشة بدائل. وإذا انهارت مباحثات السلام فسيواصل الفلسطينيون سلسلة من الإستراتيجيات المتعاقبة ستشمل السعي أولا لاعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية.
وإذا تعذر ذلك، فسيتم تقديم طلب لوضع الضفة الغربية وقطاع غزة تحت الوصاية الدولية. وكملاذ أخير سيتم حل السلطة الفلسطينية نهائيا، وسيتم شن حملة مقاومة غير عنيفة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ومضى شعث قائلا إن "الوضع غير مقبول تماما، ولا يمكن أن نظل في مربع نتنياهو بانتظار المدد الذي لن يأت أبدا".
المصدر: ديلي تلغراف
المفضلات