كتب مصطفى المرصفاوى ٢٨/ ٢/ ٢٠١١
كانت عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشرة من مساء أمس الأول، حينما وصل عدد المحتجين المرابضين فى ميدان التحرير إلى ما يقرب من ألفى شخص، عزموا جميعهم على المبيت «الاعتصامى» فى قلب الميدان، أملاً فى تحقيق مطلب واحد أجمعوا عليه وهو رحيل رئيس الوزراء الدكتور أحمد شفيق.
حينما علمت «المصرى اليوم» نوايا المحتجين الاعتصامية، قررت قضاء الليلة الأولى لهذا الاعتصام بينهم لترصد الأوضاع جميعها، ولأن غالبية المحتجين جلسوا فى الميدان والخوف يملأ قلوبهم خشية تجدد أحداث الضرب التى شهدها الميدان منذ يومين، حينما فضت الشرطة العسكرية الميدان من المعتصمين بالقوة، فوقفوا جميعاً متحفزين فى الميدان يتابعون رجال الشرطة العسكرية فى المكان، يثبتون نظراتهم على أيدى المجندين والضباط للتحقق مما إذا كانوا يحملون العصى الكهربائية أم لا خوفاً من علقة ساخنة.
وعلى مدار الليلة لم تتوقف الهتافات دقيقة واحدة، فظل الجميع يهتف بقوة «ارحل.. ارحل»، بينما تولى عدد من الشباب عملية تنظيم المرور لمنع السيارات من الاصطدام بالمتظاهرين، كما لم يختف الزوار عن الميدان أيضاً، حيث ظهرت بعض الأسر التى حضرت للتنزه بالميدان والحصول على بعض اللقطات التاريخية وهم يحملون الأعلام ومن خلفهم الدبابات.
استمر المشهد دون تغير.. المحتجون ينوون المبيت، وينتظرون بدء موعد حظر التجول ليروا ما ستفعله الشرطة العسكرية معهم، وما إن وصلت الساعة إلى الثانية عشرة حتى بدأت القوات فى تلقى تعليمات بالانسحاب والاكتفاء بتأمين أطراف الميدان، وصعد المجندون إلى أتوبيسات تابعة للقوات المسلحة كانت تنتظرهم أمام مسجد عمر مكرم، وانطلقت بهم بعيداً عن الميدان، وأمام هذه التحركات صفق المحتجون بشدة.
وعلى مدخل ميدان كوبرى قصر النيل وقفت مجموعة أخرى لم تجد أمامها إلا علبة مياه غازية لاستخدامها ككرة لعبوا بها حتى الساعات الأولى من الصباح، على أمل تحقيق مطالبهم، أو انضمام أعداد أخرى من المواطنين إلى الاعتصام.
رد مع اقتباس
المفضلات