الخرطوم (رويترز) - قال عدد من قادة انتفاضة السودان التي اندلعت عام 1985 ان على المحتجين المصريين توخي اليقظة حتى لا يخطف الجيش او الاحزاب السياسية ثورتهم التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك وان عليهم الا يتعجلوا اجراء الانتخابات.
وقبل انتفاضة تونس الشهر الماضي والثورة المصرية التي تلتها كان السودان في عام 1985 اخر دولة عربية تسقط رئيسا مستبدا من خلال احتجاجات شعبية.
ونبه الزعماء المدنيون لانتفاضة السودان منظمي المظاهرات التي استمرت 18 يوما في مصر الى أن الجزء الاهم من مهمتهم قد بدأ للتو.
وقال المحامي امين مكي الذي ساعد في تنظيم انتفاضة السودان ان في مصر نظاما قويا جدا وجيشا قويا وامنا قويا وجهازا مدنيا قويا ورجال أعمال وكانوا جميعا موالين للحزب الوطني الديمقراطي.
واستطرد قائلا ان من السهل أن ينخدع المصريون ويعودوا لممارسة عملهم وتساءل كيف سيستطيع المنظمون جمع الناس مجددا بروح اليوم.
وتكونت الحكومة الانتقالية بالسودان من المحامين والاطباء والمهنيين الذين قادوا النقابات للتمرد على جعفر نميري. وضمت الحكومة أيضا أعضاء بقيادة الجيش السوداني الذي انحاز للمتظاهرين في نهاية المطاف مثلما حدث في مصر على الرغم من أنه كان جزءا من نظام نميري.
وأجرت الحكومة الانتقالية انتخابات بعد عام واحد فقط اذ خفضت الفترة الانتقالية التي كانت محددة بثلاث سنوات بعد ضغوط من الاحزاب السياسية السودانية. لكن رئيس الوزراء بتلك الحكومة الدكتور الجزولي دفع الله قال ان من السابق لاوانه اجراءها.
وقال المجلس الاعلى للقوات المسلحة بمصر مطلع هذا الاسبوع انه سيدير البلاد لستة اشهر او لحين اجراء انتخابات برلمانية بعد اجراء تعديلات دستورية.
وقال دفع الله انه كان يجب الاصرار على فترة انتقالية اطول حتى يتسنى ترسيخ الحريات بعد 16 عاما من الاستبداد.
وأضاف أنه كان هناك تشكك كبير في الجيش لكن تبين فيما بعد أن الجيش لا يرغب في مواصلة حكم البلاد.
وتابع أنه لم يكن هناك سوى عام واحد للاعداد وأن الاحزاب السياسية لم تكن جاهزة لتولي الحكم في انتخابات 1986 مما أثار غضبا شعبيا وأدى الى انقلاب عسكري على الحكم بعد ذلك بثلاث سنوات.
وينطبق هذا على مصر اذ تحتاج الاحزاب السياسية الى وقت لاعداد برامج كما يحتاج النشطاء وقتا لتنظيم صفوفهم ايضا.
وقال دفع الله انه مادام الشعب محافظا على وحدته ويتحلى باليقظة مع الاستفادة من الخبرة والتنظيم فان الجيش سيعلم أنه اذا لم ينفذ ارادة الشعب فان الانتفاضة مازالت حية.
ونصح الثوار السودانيون الحركة الجديدة في مصر بالتنظيم وعدم السماح لاخرين بتولي زمام الامور وهو الامر الذي يقول كثير منهم انهم ندموا عليه عام 1985 .
وقال وزير العدل السابق عمر عبد العاطي الذي ألقى الخطبة في الاحتجاجات الحاشدة التي أصابت الخرطوم بالشلل عام 1985 ان على المحتجين أن ينظموا أنفسهم في مجموعة يطلقون عليها اي اسم.
وأضاف أنه يجب تكوين جماعة ضغط بحيث تذكر اي حكومة قادمة او حتى المجلس العسكري بأن ميدان التحرير مازال موجودا.
لكنه حذرهم من استعداء الجيش لان في الوقت الحالي لا يوجد بديل له يتحمل عبء الحكم.
وقال انه يجب أن يظل المحتجون في الشوارع الى أن يحصلوا على مطالبهم الاساسية مثل الغاء قانون الطواريء.
وتابع أن مشاركتهم في صياغة دستور جديد هي الاولوية الاهم.
لكن الجميع نصحوا المحتجين بالتحلي بالصبر لانه لا يمكن التخلص من حكم الحزب الواحد الذي استمر 30 عاما بين عشية وضحاها.
وقال مكي ان المصريين انتظروا 30 عاما ويتعين عليهم ألا يدمروا ما بنوه في ستة اشهر فقط بسبب افتقارهم للخبرة. وأضاف ان على هؤلاء أن يعدوا أنفسهم لاجراء انتخابات في غضون عام او اثنين.
من اوفيرا مكدوم
المفضلات