مقالات
أكبر حبة فلافل!
لا يقدم ولا يؤخر» أسف ودهشة «الجامعة العربية، لقبول اسرائيل في منظمة التنمية والتعاون الدولية،التي توصف بانها تضم « نخبة الاقتصادات «في العالم، كما لم يغير من الامر شيئا احتجاج السلطة الفلسطينية، ومحاولاتها عرقلة قبول اسرائيل، رغم وجاهة الحجة ، التي تستند الى ان اسرائيل دولة احتلال، وتنهب موارد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك المستوطنات المقامة في الضفة الغربية، وهضبة الجولان السورية، والتي تدخل منتجاتها ضمن الاحصاءات الاسرائيلية.
ومن السهل القول، بان قبول اسرائيل في عضوية المنظمة المشار اليها،يعتبر مكافأة لها على احتلالها وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني، وهو كلام جميل، لو كان ثمة ادنى احترام للقوانين والمواثيق الدولية، في عالم لا يستمع للضعيف!.
كانت ذكرى نكبة فلسطين ال62، التي صادفت يوم السبت الماضي «15 ايار»، مناسبة اخرى للطم والنواح، عبر المهرجانات والمسيرات والتغطيات الاعلامية، واستذكار مفاتيح المنازل والتاكيد على حق عودة اللاجئين، ولا بأس من احياء الذكرى وتذكير الاجيال الجديدة بحجم الكارثة والحقوق المسلوبة وابقاء القضية حية في الوجدان!.
على ارض الواقع يحصد العرب المزيد من الاحباطات، لكن ثمة انتصارات في مجالات اخرى، ففي «حرب الاطباق» مع الاسرائيليين، احتفل الفلسطينيون مؤخرا باعداد أكبر» طبق مسخن»، ودخلوا به كتاب غينيتس، وقبل ذلك اظن انهم أعدوا اكبر سدر كنافة، وفي ذكرى النكبة تم صنع أكبر كوفية بطول «6500»متر، اما اللبنانيون فقد خاضوا حربا اعلامية، حول الملكية الفكرية للتبولة والحمص،التي تزعم اسرائيل بانها تعود لها،فرد اللبنانيون على ذلك باعداد اكبر طبق حمص، يزن من الكيلوغرامات نفس رقم مساحة لبنان،ودخلوا به ايضا كتاب غينيتس!، وربما هناك من يفكر باعداد «اكبر حبة فلافل « بحجم حاملة طائرات اميركية!.
اسرائيل لم تدخل منظمة التعاون والتنمية بالاكل والشرب، بل بمنجزات اقتصادية وصناعية ، وعضوية هذه المنظمة التي تأسست عام 1961 وتضم 31 دولة، لا علاقة لها بالسياسة، بل تخضع لاختبارات دقيقة، تقوم بها 18 لجنة متخصصة لتقويم قدرة الدولة المعنية على الالتزام بمعايير المنظمة التقنية.
اقتصاد هذه الدولة العدوانية، يتفوق على جميع الاقتصادات العربية،رغم انها لا تعتمد على ثروات طبيعية هائلة من النفط والغاز والمعادن الاخرى،وانما تستورد جزءا كبيرا من حاجتها للغاز والنفط من مصر!.لكنها تعتمد في نهوضها الاقتصادي على توظيف التقدم العلمي في الصناعة والتكنولوجيا ، بينما لا يزال العرب يعتمدون في غذائهم على الاستيراد، اذ بلغت فاتورة الفجوة الغذائية في العالم العربي حوالي «»22،5 مليار دولار خلال سنة 2008، حسب احصاءات الجامعة العربية!.
احمد ذيبان
المفضلات