أدموك يا قلبي (الأقصى)
أدموْك يا قلبي حتَّى سمعت نداءك!
سمِعْتُ هدير دمائك، سمعت أنين جُروحِك!
وسمعت ضحكات البشَر من حولك وأنت هناك!
تجلس في زاويةِ الكون حزينًا!
ترمقهم بعينيْك، ولكنَّهم مجرَّد جثث ترامت من أمامك.
أرجوك ....
كفى حرقةً لعينيْك الشريفتين.
كفى دموعًا تسحُّها على نور خديْك.
كفى بكاءً شقَّق صوته حنايا قلبي.
أرجوك ....
ما عدت أُطيق ألمًا يكتسيك، ولا وردةً حمراء تجرحُك.
وما عدت أطيق أنا الَّتي أُحبُّها لأجلك.
ماذا عسانا؟
أعلم أنَّك مجروح وجرحك ينزف.
أمدُّ يدي لأضمده، تغول في أعماق جرْحك فلا أجد نهايته.
أعود وأقِف على باب عينك لأجفِّف بدمْعي دمعك.
فيجفُّ دمعي ويبقى دمعُك.
أرجوك ....
لا تبكِ! لا تبكِ! فأنا أحبُّك.
وأعِدُك، أعدُك وَعْدَ المحبِّ إليك:
سأبقى على العهد، أذْكُرُك.
وأُذَكِّر البشَر بأنَّك ما زلت حيًّا تنبضُ لَم تفارق الحياة بعد.
ملاحظة:
لا تنسوا الأقصى من دعائكم، هو يراقبكم وينظر محدقًا بكم.
ولا يطلُب منكم سوى كلِمات ربَّما في خروجِها تُفتح أبواب السَّماء لتُستجاب، وتذكَّروا أنَّكم أُناس أنقِياء السريرة وعلى جباهكم مرسومٌ النَّصر بعون الله.
بقلم دمعة سحاب:
نقتفي أدْراج الرياح، فترشُّنا بضعًا من غبارها لنرتدَّ عن هدفنا، ولكن عيناي صَامَتا عن الرؤية، وما عادتا تُبصران شيئًا، وعيني الأخرى (عقلي) باتت تقودني.
أبيت القهقرَى وسلمت للوحة القدَر غايتي، ورافقتُ المسيرَ للأمام، كلُّهم أشباه ظلال إن لم يكن الظلال بذاتها، وجَمْعٌ غفير وصفوني بالجنون ولكنَّني أعتلي على اتِّهاماتِهم بأنَّ سمعي حاد، سمعي لذات نفسي بعيدًا عن صدى أصوات الميتين، هناك في مقبرة تقطن خلْفي وتمتدُّ حتَّى تحت قدمي.
هاهُم ليْسوا سوى بضْع وجباتٍ لديدان الأرْض وحسْب.
وإن كنتُ مجنونةً - على حدِّ قولهم - فهل لأحدٍ فيَّ من حقٍّ إلا أنا.
الجواب حتمًا: لا.
إن كان الكبرياء فليكُن، وإن كان الغرور فليكُن.
وإن كانت الطَّريقة المثْلى لحبِّ الآخرين بحدود، دون أن أسمح لأحدٍ بالسَّيطرة على نفسي، فليكن أيضًا.
ومع كلِّ ذلك، فأنا لا أجرؤ إلاَّ على استِثْنائِكم من ذلك كله، لأرسم كيف أنتُم وكيف أحترم مَن يستحقُّ الاحتِرام.
المفضلات