المشهد مخجل برمته..
مباراة تبدأ بصافرة، وتنتهي ببوق «القيامة»!! تبدأ بتصفيق وهتاف وتنتهي بسيارات إسعاف ..تصريحات غير مسؤولة، اصطفافات لا معنى لها، وقلوب مشحونة تبحث عن مناسبة.
المشهد مخجل برمته..
الكبار يتحدثون بلغة الصغار،الحكماء يتقمصون دور»الزعران»، أطراف تنفخ على جمر الفتنة، المتربصون فرحين، والدماء تجري من كل الوجوه.فلا تعرف الضارب من المضروب..ولا الطالب من المطلوب..والخاسر الأكبر «الوطن»..
***
..أن ما حدث في القويسمة، مرشّح ان يحدث في أي ملعب آخر في العالم..بل من الطبيعي ان يحدث في أي ملعب في العالم، فالشغب (ايا كان مصدره) هو ردّ فعل إزاء الإحباط الناتج عن الخسارة أو التمادي بالاحتفال بالفوز.
لكن ما هو غير الطبيعي ان يتم تحميل الحدث أكثر مما يحتمل، ونقل الكرة من ملعب الرياضة الى ملعب السياسة قبل ان ينتقل اللاعبون الى غرفة الغيار، ونقل كاميرات «البث « الى مؤتمرات تلميع النفس على حساب الوطن، والاشارة الى التقصّد أو التواطؤ، او «الاسترجال» للركوب على أكتاف الجماهير الثائرة.
***
لا تهاون هذه المرةّ في العقاب (مطلبنا كمراقبين ومواطنين).. مصممون على معاقبة المتسببين.. كما أننا مصممون في نفس الوقت على معاقبة المتسببين في تشويه صورة الوطن علناً، فلا يحق لأي كان أن يطلق اتهاماته جزافاً، أو أن يلعب بالوحدة الوطنية بين قدميه كيفما يشاء ..أو يتحدّث بلسان خبيث عن «دمين» و»شعبين» و»لونين»..وهو لا يعرف أن نقطة دم واحدة تسيل من جبين أي مواطن أردني هي أثمن عندنا من الكرة الأرضية كاملة.
المشهد مخجل جداًً..كل ينحاز إلى فريقه!! ولا احد ينحاز للوطن!!
الكاتب : احمد حسن الزعبي
المفضلات