مفكر مصري: حضور المعارضة في الشارع المصري... حضور مقيد
يستضيف برنامج " حديث اليوم " في هذه الحلقة المفكر المصري نبيل عبد الفتاح رئيس مركز الدراسات الاجتماعية في مؤسسة الاهرام. ليتحدث عن اللوحة السياسية المصرية في ضوء نتائج الانتخابات البرلمانية المصرية الاخيرة.
يقول الاستاذ نبيل ان هذه اللوحة محتقنة كونها نتاج لاستمرارية الثقافة الانتخابية المصرية التي تعود جذورها الى ما قبل عام 1952 وتكرست مع الدولة التسلطية التي تاسست مع نظام يوليو/تموز ونمط الثقافة التسلطية السائد ولا سيما في الارياف حيث تسيطر اجهزة الدولة الادارية والامنية على ادارة العملية الانتخابية مع غياب الاشراف القضائي الفعلي كما كان في انتخابات عام 2005 التي اسفرت نتائجها عن تغير نسبي في الخارطة البرلمانية المصرية بدخول جماعة الاخوان المسلمين الى البرلمان كطرف رئيسي معارض للحزب الحاكم. لقد ازعجت طروحات الاخوان الحزب الحاكم وبقية القوى السياسية ومنها القوى شبه العلمانية ايضا. وكانت هذه في نفس الوقت لعبة سياسية استقطابية بين الحزب الحاكم والمعارضة. والمعارضة هنا اضافة الى الاخوان تتمثل بحزب الوفد وحزب التجمع الوطني ذو الجذور اليسارية. ان حضور هذه الاحزاب في الشارع المصري هو حضور مقيد لاعتبارات عديدة فهم لم يعودو يعبرون عن قوة اجتماعية حقيقية كما ان هناك علاقات عضوية بين هذين الحزبين والاحزاب الضعيفة والصغيرة بامكاناتها وعددها بالاضافة الى القيود القانونية والادارية والامنية المفروضة.
ثم تطرق الاستاذ نبيل الى سبب فشل ممثلي جماعة الاخوان في الفوز في هذه الانتخابات وعلل ذلك الى تراجع شعبية الاخوان المسلمين في العالم العربي عموما بسبب ممارساتهم على الساحة العربية، اضافة الى ظهور انشقاقات داخلية وملاسنات شديدة بين اطرافها. واشار الى ان كل متابع للعمل السياسي في مصر يشعر بوجود صفقات سياسية بين الاحزاب المتنافسة على المقاعد البرلمانية.
ثم انتقل المتحدث الى موضوع الصراع بين مايسمى بتيار الشباب او " تيار التجديد " وبين عصب الدولة المصرية واجهزتها التي تأسست مع ثورة يوليو/تموز 1952 في الحزب الحاكم. وقال اعتقد ان الذين يمثلون عصب الدولة والذين جاؤوا من صلبها ولديهم خبراتها وتقاليدها، هم الذين انتصروا وحددوا مرشح الرئاسة القادم بشخص الرئيس حسني مبارك. كما تم قدر ما من تسوية موضوع لم الشمل واظهار هيبة الدولة في مواجهة جماعة الاخوان وغيرهم خاصة بعد الحركة السياسية ( 2004 – 2006 ) وادخال تعديلات على دستور 1971 .
وحول دور المعارضة، اشار الى احتمال ازدياد عدد الاحتجاجات والاعتصامات المدنية. ويحتمل ان يحاول البعض اقامة جسر بين النشطاء الجدد وبعض السياسيين بعد تفكك حركة " كفاية ".
واضاف ان هذه الانتخابات مرتبطة عضويا بانتخابات الرئاسة. فالانتخابات البرلمانية سوف تحدد خارطة سياسية مؤقتة للبرلمان لصالح الانتصار الساحق للحزب الحاكم. وان المرشح القادم هو مرشح له تاريخ خاص في الدولة المصرية وادارة نظامها السياسي – انه حسني مبارك. المشكلة هي من سيترشح عن الاطراف الاخرى.
[IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]
المفضلات