أحتفلت الأسرة الأردنية الواحدة يوم الجمعة الموافق للاول من أذار بالذكرى السابعة والخمسين لتعريب قيادة الجيش
العربي الأردني حيث يعتبر الأول من آذار من كل عام فجراً جديداً في حياة الأردن والقوات المسلحة حينما أقدم
المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه بتعريب قيادة الجيش العربي الاردني
وبهذه المناسبة العطرة كتب مدير الدرك الفريق الركن توفيق حامد الطوالبة (المدير العام لقوات الدرك) يقول :
يطالعنا شهر آذار من كل عام عابقاً بذكرى مناسبات لها في ذاكرة الوطن خصوصية ومكانة، يحتفل فيه الاردنيون بأعياد
وطنية وقومية مجيده شكلت في وجدان وذاكرة الأمة محطات مضيئة رسم من خلالها الهاشميون مسيرة لنهضة الاردن
وخير شعبه.
ففي الاول من آذار تطالعنا ذكرى تعريب قيادة الجيش العربي المصطفوي، هذه الذكرى التي أرادها المغفور له بإذن الله
جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه أن تكون نقطة تحول في تاريخ الجيش العربي الذي كان وما زال عربياً بحق
واردنياً هاشمياً بامتياز ونموذجاً يحتذى، بنيت دعائمه على الحق والخير، وكانت مواقفه دوماً مشرفة بدءاً من معارك باب
الواد واللطرون في القدس ومروراً بمعركة الكرامة والجولان والمهمات العسكرية والامنية والسلمية المختلفة الى يومنا
هذا.
قرار تعريب قيادة الجيش العربي الاردني، الذي اتخذة جلالة المغفور لة بإذن اللة الملك الحسين بن طلال طيب اللة ثراه
بكل بشجاعة واقتدار، أعطى من خلاله لأبناء الوطن شرف قيادة الجيش العربي، لتولي مسؤولية القيادة العسكرية، وخلق
قادة من ابناء الوطن المخلصين، ارتقوا الى أعلى المناصب رافعين رايات النصر والعز تخفق عاليا، ساطعة كسطوع
الشمس، زاهية بدمائهم الزكية، معطرة بتراب الوطن، حاملين الراية الهاشمية الخفاقة في الدفاع عن الوطن وقضايا الامة.
وفي آذار الخير يرتبط يوم الحادي والعشرين من هذا الشهر بذكرى معركة الكرامة التي أظهر من خلالها الجندي الأردني
القدرة القتالية النادرة وشكل صمود الجيش العربي الأردني فيها نقلة نوعية في تنامي الروح المعنوية للجيوش العربية، كما
شكل النصر في هذه المعركة منعطفاً هاماً في حياة الأمة، تحطمت من خلاله أسطورة التفوق الإسرائيلي، وأبرز للعالم
اجمع أن في هذا الوطن جيشاً يذود عن الحمى بالمهج والأرواح، ومن هنا يأتي احتفال أبناء الوطن بهذه المعركة الخالدة، ليس لأنها كانت بحق معركة الأردنيين الذين ردوا المعتدي، ولكن لأن هذه المعركة شكّلت جزءاً من تاريخنا العسكري، وتاريخنا الوطني، فهي معركة أعادت إلى الأمة احترام الذات، واستطاعت أن تشكل حدا فاصلا بين الانهيار النفسي والمعنوي للإنسان العربي وبين إعادة الثقة بالذات العربية للخلاص من تبعات حرب حزيران عام 1967.
ولأهمية هذه المعركة المصيرية، أردنيا وعربياً، ودورها في إعادة موازين القوى في المنطقة، فقد استحقت أن يطلق عليها
بكل فخر معركة الكرامة.
واليوم فإن للأردنيين كل الحق بأن يفخروا بأنهم من هذه الأرض الطيبة ولهم كل الحق بأن يفخروا بمسيرة وطنهم وقيادتهم
الهاشمية التي سطرت أعظم وأنبل الانجازات التي ما زالت آثارها من الخير ناصعة في جبين الأمة، ليبقى الأردن بفضل
قيادته الهاشمية واحة من الأمن والأمان يعيش من حولها الاردنيون اخوانا متحابين متوحدين على الولاء لسيد الولاء.
ونحن في قوات الدرك ننتظم صفوفا خلف القيادة الهاشمية الحكيمة لنسخر طاقاتنا في خدمة وطنٍ ازدان ألقاً وعزاً بقيادة
عربية أصيلة نلتف من حولها معاهدين الله أن نكون خير جند لخير قائدٍ وأعز وطن.
أعز الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وأدام ملكه وسدد على طريق الخير خطاه وحمى الله البلاد والعباد
في ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية إنه هو السميع العليم.
المفضلات