,
,,,
جامعة الحسين قصة تميز ونجاح
في ذلك الجزء الجنوبي من المملكة الأردنية الهاشمية وعلى بُعد ما يقارب من مائتين وعشرين كيلومتراً إلى الجنوب من العاصمة عمان وفي قلب الصحراء تقبع قلعة شامخة بمناراتها العلمية تشق بنور علمها الدروب للحيارى والتائهين، فينتظموا في السبيل إلى ما يصبون إليه ويتوقون، قلعة شامخة رابضة فوق التلال تطل من على حضارة الأنباط في البتراء والعباسيين فوق ثرى الحميمة وجبل التحكيم المطل على أذرح، وبالقرب منها قصر عظيم بني على ثرى مدينة معان مدينة الرجال الأحرار الذين شيدوا بالأمجاد والبطولات استقلال الأردن عن كل الغرباء انه قصر الملك عبدالله المؤسس طيب الله ثراه وتلك القلعة الشامخة جامعة الحسين بن طلال جامعة أغلى الرجال وإذا كانت الأقدار أن تكون تلكم الجامعة في هذه البقعة من تراب الوطن مزدانة بحضارة العرب الأنباط ، فان قصة كفاحها امتداد لمعاناة الأنباط وكفاحهم وانتصاراتهم وفي النتيجة تحقيق المنجزات من حيث العمران والحضارة التي ما زالت إلى اليوم كعبة يؤمها الناس من شتى بقاع العالم فإذا هي المدينة الوردية وجامعة الحسين بن طلال معلم حضاري بارز مرت بمعيقات وتحديات ولكنها صمدت بإرادة حرة صلبة لا تلين.
وتصدر الإرادة الملكية السامية بتاريخ 28/4/1999 بتأسيسها، حيث كانت قبل ذلك فرعاً لجامعة مؤتة ، وتمضي الجامعة تحدث وتطور برامجها وخططها للحاق بركب الحضارة وعصر التفجر العلمي والتكنولوجي ، ومنذ البداية تؤمن الجامعة أن توفير البيئة المناسبة لأبنائها الطلبة لاسيما في هذا المكان الطارد لصعوبة التأقلم مع الطبيعة الصحراوية يستدعي إيجاد بدائل متنوعة من شأنها تخفيف المعاناة ومن هنا عملت على تطبيق شعار
" نسعى نحو التميز" التميز على الصعيدين التعليمي داخل الجامعة ، وما يكون سبباً في نتاج تعليمي جيد من خلال توفير الأجواء المناسبة من حيث قاعات للمطالعة والحاسوب، والمشاركة في النشاطات اللامنهجية والموازية في الجامعة وخارجها، وتوفير الخدمات الصحية من خلال عيادة الطب العام وعيادة الأسنان، وصالة للأنشطة الطلابية يؤمها الطلبة لممارسة الألعاب الرياضية التي تتناسب وميولهم وقدراتهم وتتميز الجامعة عن غيرها من الجامعات من حيث توفير الخدمات للطلبة مراعاة لخصوصية ، وأما على الصعيد التعليمي فهناك الكثير من المزايا التي لا تتحقق في الجامعات الأخرى ومن أهمها، أن ثمة حاسوباً واحداً لكل ستة من الطلبة وهذه الفرصة غير متوافرة في أي من الجامعات الأخرى، وهذا أن دل على شيء فإنما يدل على أن هذه الجامعة تأخذ بعين الاعتبار أهمية الحاسوب في حياتنا اليومية، وأما الرسوم الجامعية فإن جامعة الحسين هي السباقة في مجال التميز بها إذ أن طلبة الجامعات الأخرى حينما يدفعون الرسوم الجامعية فإن ذلك يتحدد حسب تخصصهم، بمعنى أن طالب الحاسوب حينما يسجل مادة اختيارية أو إجبارية من متطلبات الجامعة فإنه يدفع رسوم تلك المادة بنسبة الرسوم التي يدفعها في تخصصه، ولكن الأمر مختلف في جامعة الحسين إذ أن طالب الحاسوب يدفع رسوم المواد التي لا تتبع كليته كما هي في تلك الكلية وليست على أساس تخصصه وهذا يحقق العدالة في الرسوم الجامعية. وعلى صعيد أخر فإن الجامعة مراعاة للوضع الاقتصادي والمادي للطلبة فإنها تمهل الطلبة من دفع بعض رسوم المواد إلى إشعار أخر وهذه ميزة تنفرد بها هذه الجامعة، وفي مجال التعليم فإن الأستاذ رئيس الجامعة يلتقي بالطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية بصورة دورية يستمع إلى همومهم وما يؤرقهم وطموحاتهم وبشفافية عالية، وفي كل لقاء من اللقاءات تبرز القضية المهمة وهي ضرورة تجاوز عملية التلقين والمصورات والدوسيهات والتركيز على عملية الحوار والمناقشة والبحث والاستقصاء والتواصل الدائم مع المكتبة ومواكبة كل جديد لأن الغاية من التعليم ليست في مخرجات حافظة للمعلومات بل بمخرجات قادرة على التحليل والتفسير والاستنتاج والقدرة على مجاراة العصر.
وهذه الرؤية والمنهجية تحمل في أبعادها دلالتين الأولى أن على عضو هيئة التدريس المطالعة الدائمة والمستمرة لئلا يبقى في مكانه " المعلومات التي تلقاها سابقاً " فما وقر في صدره يجب أن تعاد صياغته من جديد وأن يقدم إلى الأخر بآلية أخرى تتواءم وروح العصر ومتغيراته والدلالة الأخرى أن على الطالب الارتقاء إلى مستويات متقدمة يحاكي من خلالها العقلية العصرية التي تعتمد العقل المبني على عدم تقبل الشيء بالخضوع والمجاملة، بل بالمحاكمة والنقاش والحوار والإقناع فالمنهجية المتبعة في الجامعة في عملية التعليم تحتكم إلى مجاوزة التلقين والإملاء ويكون البديل طرح القضايا بالحوار والمنطق والعقلانية والمناقشة واحترام الرأي والرأي الآخر.
ومن هنا تم إنشاء مركز تطوير أعضاء هيئة التدريس ليكون في سلم أولوياته العمل على تفعيل طرق التدريس الحديثة وتبادل الخبرات بين الزملاء. حيث يقوم المركز بتنظيم لقاءات وحوارات ومحاضرات لأعضاء هيئة التدريس من خلال الحلقات الحوارية.
وتتميز الجامعة بتوفير الأجواء المناسبة لأعضاء هيئة التدريس لمواكبة ما هو جديد من خلال عقد دورات مجانية لهم في الحاسوب خارج أوقات دوامهم الرسمي، إيماناً بأن الحاسوب يعد تحدياً معرفياً يجب معرفة أسراره وطبيعته وما يقدمه من خدمات معرفية ومعلوماتية يوفر من خلالها الوقت المناسب للوصول إلى المعلومة بأقل التكاليف وايسر السبل، ولتحقيق هذه الغاية وفرت الجامعة جهاز حاسوب متطور لكل عضو من أعضاء هيئة التدريس في مكتبه وكذلك قامت بإيصال خدمة الإنترنت له، ليبقى عضو هيئة التدريس على تواصل دائم مع كل ما هو جديد في عالم سريع التطور علمياً وتكنولوجياً.
المفضلات