كشفت وزارة الخارجية الأميركية أنها تلقت "رسالة احتجاج" من الحكومة السورية، تعبر فيها عن قلقها من زيارة السفير الأمريكي لدى دمشق، روبرت فورد، إلى بلدة "جاسم" بمحافظة درعا، من "دون إذن"، مبينة أن فورد توجه إلى جاسم، وذلك بعد رفض الحكومة السورية مرارا منحه الأذن بالسفر إلى البلدة.
ونقلت شبكة الـ(سي إن إن) الإخبارية الأميركية عن الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، قولها إننا "تلقينا رسالة احتجاج من الحكومة السورية لزيارة فورد بلدة جاسم دون أذن"، مشيرة إلى أن"السفير أراد رؤية ما كان يحدث هناك بنفسه، وهي بلدة أخرى كانت تشهد مظاهرات سلمية، وقضى في البلدة 4 ساعات، وتوفرت لديه الفرصة للحديث مع عدد من السوريين بمن فيهم المعارضة، ثم عاد إلى دمشق".
وأشارت نولاند إلى أن "فورد قرر التوجه إلى بلدة جاسم، على بعد 70 كم إلى الجنوب من دمشق، لأن الحكومة السورية رفضت مراراً منحه الإذن بالسفر إلى البلدة"، موضحة أنه "على هذا الأساس، أي رفض منحه الإذن مراراً وتكراراً بالسفر بموجب نظامهم، الذي قرروه بأنفسهم، اتخذ السفير قراره بالذهاب إلى البلدة."
وكانت سيريانيوز علمت من مصدر في السفارة الأميركية بدمشق أن السفير الأميركي روبرت فورد، قام يوم الثلاثاء، بزيارة لبلدة جاسم بمحافظة درعا، وأن الزيارة تمت بموافقة السلطات السورية.
وبينت الناطقة باسم الخارجية الأميركية أن "المذكرة السورية تتهم السفير بعدم إتباع الإجراءات التي طلبتها الحكومة من الدبلوماسيين الأمريكيين".
وقالت إن "فورد أبلغ وزارة الخارجية السورية بزيارته بعد عودته، وأوضح لهم أن السبب في عدم إبلاغهم بالزيارة من قبل هو أنهم لا يسمحون بأي زيارة لأي شخص إلى أي مكان، وأنه طلب خلال الأسابيع الستة الماضية الإذن ثلاث مرات للذهاب إلى حلب، على سبيل المثال، ورفض طلبه ثلاث مرات، ولذلك فقد قرر إبلاغهم بالزيارة بعد القيام بها."
وأضافت أن "الولايات المتحدة واصلت التوضيح للسوريين بأن عليهم التزامات بموجب ميثاق فيينا، بالسماح للدبلوماسيين في بلدهم بالقيام بواجبهم، بما في ذلك القدرة على التنقل."
وتأتي هذه الزيارة لبلدة جاسم بدرعا بعد أكثر من شهر على قيام السفير فورد بزيارة مدينة حماه وقيامه بالمشاركة بمظاهرة, بدون علم الخارجية السورية.
واعتبرت الحكومة السورية زيارة فورد، آنذاك، بأنها دليل واضح على تورط بلاده بالأحداث الجارية في سورية, متهمة إياه بأنه التقى مخربين والمتظاهرين وحرضهم على العنف ورفض الحوار مع الحكومة خلال التظاهرات التي شهدتها حماه بمشاركة عشرات الآلاف, في حين رفضت الخارجية الأمريكية الانتقادات التي وجهتها الحكومة السورية لسفيرها في دمشق مشيرة إلى أن الزيارة كانت بعلم وزارة الدفاع السورية.
وأوضحت نولاند أنه "بخلاف زيارته إلى مدينة حماة، حيث بقيت قوات الأمن والجيش خارج المدينة، فإن قوات الأمن السورية في بلدة جاسم كانت تنتشر في كل مكان"، مشيرة إلى أنه "حرصاً منه على سلامة السكان، فضل ألا يمكث أكثر من 4 ساعات".
ولفتت إلى أن رسالته إلى سكان وأهالي بلدة جاسم كانت "نحن نقف معهم، ونحن معجبون بحقيقة أن سلوكهم كان سلمياً بالكامل، وأن رسالتهم له كانت التحدث عن رغبتهم بمواصلة العمل مع السكان في مختلف أنحاء سوريا الذين يرغبون بالتحول الديمقراطي."
وقال وزير الخارجية وليد المعلم مؤخرا، انه في حال قام السفير بزيارة إلى خارج دمشق دون أذن مسبق، سنطبق ما تطبقه الولايات المتحدة على بعض السفارات المعتمدة لديها بعدم السماح للسفير وأعضاء سفارته بتجاوز محيط 25 كم عن مقر عملهم وعلى أساس مبدأ المعاملة بالمثل.
وكانت وزارة الخارجية السورية أكدت الشهر الماضي، على ضرورة طلب البعثات الدبلوماسية المتواجدة في البلاد لموافقة مسبقة لكل الدبلوماسيين الراغبين في التنقل في أرجاء البلاد، مجددة في ذات الوقت التزامها باتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية ولاسيما المادة 41 منها، مطالبة الجميع الالتزام بها.
وتوجب إحدى فقرات المادة 41 المذكورة قيام جميع الذين يتمتعون بالحصانات والامتيازات احترام قوانين وتعليمات الدولة المضيفة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المضيفة.
وتشهد عدة مدن سورية، منذ 5 أشهر مظاهرات تركزت أيام الجمعة تنادي بمطالب عامة وشعارات سياسية مناهضة للنظام ترافقت ، بأعمال عنف أودت بحياة الكثيرين من مدنيين ورجال أمن وجيش، تقول السلطات إنهم قضوا بنيران "جماعات مسلحة"، فيما تتهم منظمات حقوقية وناشطين السلطات بارتكاب أعمال عنف لـ "قمع المتظاهرين.
سيريانيوز
المفضلات