أختي في الله تعالى
لقد بين أخوتنا جزاهم الله خيرا
الأدلة الشرعية في حقوق الجار وواجباته بشكل عام
وسأبين بنوع من التفصيل المعروف عند الجميع ولكن للتذكير :
الجيران من حيث النوع ثلاثة :
1ـ جار له حق واحد : وهو الجار المشرك الذي لا رحم له .
2ـ جار له حقان : وهو الجار المسلم الذي لا رحم له ، وهذا له حق الإسلام وحق الجوار .
3ـ جار له ثلاثة حقوق : وهو جار مسلم ذو رحم ، له حق الإسلام وحق الجوار وحق الرحم .
جزاك الله تعالى خيرا أختنا الفاضلة في تذكير الناس بفضيلة هذه السنة النبوية
وغفلة كثير من الناس عنها
وما يحدث من كثرة المشاكل بين الجيران
ولو رجعنا الى سيرة السابقين الأولين من الصحابة والتابعين
لعرفنا كيف اهتم سلف هذه الأمة بحقوق الجار ، وفطنوا لها ،
فضربوا بذلك أروع الأمثلة في حسن معاملة الجار
فهذا الإمام أبو حنيفة رحمه الله كان له جار يعمل نهاره ويقضي ليله في اللهو والغناء
وكثيرا ما كان يزعج الإمام بجلبته ويتغنى بقول الشاعر :
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ---- ليوم كريهة وسداد ثغر
ففقد الإمام أبو حنيفة رحمه الله صوته ذات مرة وعلم أنه محبوس
فصلى الصبح وذهب إلى الأمير فقابله وطلب الإفراج عن جاره
وأجابه الأمير وأفرج عن جاره .
ولما خرجا قال له الإمام : هل أضعناك يا فتى ؟
فقال : لا ؛ بل حفظت ورعيت ، جزاك الله عني خيرا وعن حرمة الجوار .
وتاب لم يعد إلى ما كان عليه من اللهو والغناء .
مثال آخر :
شكا بعض السلف كثرة الفأر في داره
فقيل له : لو اقتنيت هرا ؟
فقال : أخشى أن يسمع الفأر صوت الهر فيهرب إلى دور الجيران فأكون أنا أحببت لهم ما لا أحب لنفسي .
هكذا كان اهتمام سلفنا الصالح ، فهل نحن التزمنا بها اليوم ؟
أختي في الله تعالى
ان في تطبيق ما حث عليه شرعنا الكامل لأداء حقوق الجار أثر بالغ في المجتمع
ففي زيادة التعاطف والتراحم
طريق للتآلف والتواد
فيحصل تبادل المنافع واطمئنان النفس وسلامة الصدر
وله دور أيضا في استقرار الأمن وظهور الأمان
فتطيب الحياة ويحلو العيش
وأجمل العيش :
أن يشعر الناس أنهم أسرة واحدة
فليحسن كل جار الى جاره
فالمسلم إذا صان حقوق جاره وترفق به كسب ثواب الدنيا والآخرة
اللهم علمنا ما ينفعنا وحسن اخلاقنا وتقبلنا عندك يارب العالمين
بارك الله تعالى فيك أختنا الفاضلة
المفضلات