[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.jo1jo.com/vb/backgrounds/3.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
الشجرة المثمرة!!!
شــــجــــرة الــــشــــهــــوات :
أضر الأمور على العبد أن يقول : سوف أتوب ،
وسوف أعمل صالحاً ، ولكن الشيطان يقول له :
إلى أن تكبر ، أنت مازلت شاباً فتمتع بشبابك ،
فيستمر على المعاصي ، وقد يخطفه الموت وهو
في ريعان الشباب .
وإذا عجز عن التوبة اليوم ، فهو في المستقبل أعجز .
فمثل من يؤجل التوبة والإقلاع عن الذنوب ،كمثل
من أراد أن يقلع شجرة من فناء داره فوجدها
راسخة الجذور في الأرض ثابتة ، فقال : أعود
إليها في العام المقبل فأقتلعها ، وما علم أن الشجرة
في العام المقبل سوف تزداد رسوخاً في الأرض
، وسوف يزدد هو ضعفاً كذلك .
شجرة الشهوات : كلما استمر العبد على المعاصي
وأكثر منها تزداد رسوخاً في أرض قلبه ،ويزداد
هو بالمداومة على المعاصي ضعفاً ، فلا يزال
العبد يزداد محبة للشهوات وضعفاً عن الإقلاع
عنها حتى ينزل عليه الموت ، وهو على هذه الحال .
قال ابن القيم رحمه الله :
كيف يكون عاقلاً من باع الجنة بما فيها بشهوة ساعة ؟
أحذر أن ينطبق عليك هذا المثال .
وهذا مثل يضرب للإنسان الغافل اللاهي الذي لا
يعبأ بمصيره ،فغن مثله كمثل الكبش الذي
يأكل ويشرب ، والسكين التي سوف يذبح بها تشحذ أمامه
، والتنُّور يسجر استعدادا لطهيه ، وهو مع ذلك
لا يرى إلا شهوته ، فإذا كان هذا لائقاً بالحيوان
فإنه لا يليق بالآدمي العاقل الذي يفهم ويقدر العواقب .
قال ثابت البناني رحمه الله :
أي عبد أعظم حالا من عبد يأتيه ملك الموت وحده ،
ويدخل قبره وحده ، ويوقف بين يدي الله وحده ،
ومع ذلك ذنوب كثيرة ونعم من الله كثيرة .
كــــيــــف تــــواجــــه الــــشــــهــــوة ؟
1 : تقوية الوازع الإيماني :
بالإكثار من العبادات بجميع أنواعها . من قراءة القرآن
، وذكر الله ، وحضور الدروس ، والمحافظة على
الأذكار في جميع الأوقات والمواظبة على الصلوات
في المساجد .
2 : الصحبة والبيئة الصالحة :
التي لا تذكر بالمعصية إذا كنت بعيداً عنها ، فضلاً
عن أن تعينك على ارتكابها ، والتي تذكرك إذا
نسيت أو غفلت ، وتعينك على كل خير وطاعة ،
وكما قيل :"الصاحب ساحب ".
3 : الابتعاد عن الأجواء المحركة للشهوات :
من رؤية النساء ، أو الاختلاط بهن ، أو مطالعة
المجلات أو الفضائيات التي تحرك الشهوات
وتدعو إليها .
4 : كثرة الدعاء :
" اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " .
" اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك " .
حـجـبـت الـنـار بـالـشـهـوات ، وحـجـبـت الـجـنـة
بـالـمـكـاره :
عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : " حجبت النار بالشهوات
، وحجبت الجنة بالمكاره "( متفق عليه ) ، وفي
رواية لمسلمٍ : " حُفَّتْ " بَدَلَ " حُجِبَتْ "
وهو بمعناهُ .قال الإمام النووي :
أي بينه وبينها هذا الحجاب ، فإذا فعله دخلها .
فاجتناب المحرمات وفعل الواجبات مكروه إلى
النفوس وشديد عليها ، فإذا أكرهت نفسك على
ترك هذه المحرمات ، وفعل الواجبات فهذا
من أسباب دخول الجنة .
تأمل هذا الكلام جيداً .
قال ابن عثيمين :
واعلم علم إنسان مجرب أنك إذا أكرهت نفسك
على طاعة الله ، أحببت الطاعة وألفتها ، وصرت
بعد ما كنت تكرهها تأبى نفسك إذا أردت أن تتخلف عنها .
ونحن نجد بعض الناس يكره أن يصلي مع الجماعة
، ويثقل عليه ذلك عندما يبدأ في فعله ، لكن إذا به
بعد فترة تكون الصلاة مع الجماعة قرة عينه ،
ولو تأمره ألا يصلي لا يطيعك ، فأنت عود نفسك
وأكرهها أول الأمر ، وستلين لك فيما بعد وتنقاد.
م/ن
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
المفضلات