كتب - فيصل ملكاوي - بددت جماعة الاخوان المسلمين في سنة واحدة من الحكم في مصر ما كانت قد توفرت عليه من تعاطف وشعبية لدى اوساط لا بأس بها من الشعوب العربية على مدى نحو قرن من الزمان قبل ذلك بالاعتماد على امرين اساسيين ساعدا دعاية الجماعة الاول هو الدين والتدثر بردائه والثاني نقمة الشعوب واحتجاجها على التسلط والفساد في التجربة مع الحكم.
خلال سنة من حكم الجماعة في مصر وكذلك في اكثر من دولة عربية بعد الربيع العربي استطاع نموذج الاخوان ان يرسم خط النهاية له في الحكم اذ ان الجماعة تحولت الى الصراع مع الشعوب العربية بوتيرة سريعة جراء محاولة « اخونة الدول» التي وصلوا الى سدة الحكم فيها.
اتجهت انظار الشعوب العربية الى مصر وردة فعل الشعب المصري الرافض لهذا النهج والذي جاء اشبه بزلزال كبير عبر موجة جديدة وعارمة من الثورة اخذت في طريقها في 30 يونيو حكم الاخوان برسالة شعبية عريضة ارتدت في انحاء الوطن العربي والعالم كله بان هذا الوجه الجديد من الاستبداد لا مكان له على الخريطة السياسية العربية ولن يتم القبول به لوقت اطول.
هذه الموجة العالية كانت لها نتائج وتداعيات كبيرة ابرزها ان الجماعة كشفت عن الوجه الخفي لاجندة حكم الاخوان لو تم « التمكين» لهم في السيطرة على الدولة وهذا الوجه هو عبارة عن اعلان الاخوان الحرب على الشعب المصري وكذلك على الشعوب العربية عبر افرع التنظيم في العالم العربي عبر اعلان الجماعة الصريح بان وصفتهم واحدة « ان نحكمكم او نقتلكم».
هذا الخطر المحدق تردد صداه من المحيط الى الخليج في العالم العربي ودب الرعب والفزع في اوصال الشعوب ووجدانها خصوصا ان افرع التنظيم لجماعة الاخوان وكذلك قيادة التنظيم الدولي كررت ذات لغة اراقة الدماء والعنف والموت لاجل عنوان واحد هو السلطة والتفرد بها وكأنها حق الهي وحصري على الجماعة لها ان تمتلكها كما تشاء وهي حق لاتباع التنظيم لا يمكن اقتسامه مع أي طيف اخر من المجتمع في نهج سياسي كان يأكل نفسه كل يوم ويسير الى حتفه بشكل حتمي.
افرع الجماعة في الدول العرببة اخذت ذات مسلك الجماعة في مصر، خاصة الجماعة في الاردن ، التي طالما تباهت انها «استنساخ» طبق الاصل « لاخوان مصر» اذ لم يعد هناك فرق بين قيادي اخواني مصري يعلن صراحة ان العنف سيتوقف في سيناء وعموم مصر في اللحظة التي يعود فيها المعزول مرسي الى الحكم وبين قيادي اخواني في الاردن يدعو الى تشكيل «جيش مصري حر» لاجل تدمير الجيش المصري واراقة دم شعب مصر بلا تردد.
صقوري اخواني في الاردن يردد في ردهات احدى الفضائيات « لو استقر الحال في مصر ودانت لنا الامور في سوريا لما وجدتمونا في الاردن نتحدث على الفضائيات سيكون لنا حديث آخر» هذه هي التعبئة الاخوانية ازاء الاردن كله.
هؤلاء الذين يحكمون حتى الان سيطرتهم على مقاليد جماعة الاخوان في الاردن وكذلك في مصر ، يشكلون الوجه الاكثر حدة واقصاء للجميع ليس على مستوى التيارات والاطياف الاخرى على الساحتين الاردنية والمصرية بل ايضا بحق أي اتجاهات او تيارات داخل التنظيم وقواعده حتى بات وضع الجماعة في الاردن أسوأ حالا من الانحسار في الشارع متزامنا مع الازمة مستفحلة في الداخل التنظيمي.
وفي هذا الصدد لم يعد سرا ان هناك تيارا عريضا في اخوان الاردن يجهد منذ فترة للخلاص مما يصفونه بالاقصاء والتخوين والاتهامية لهم من قبل قيادة التيار الصقوري في الجماعة ويقول قيادي اخواني بارز هنا « تتهمنا قيادة الجماعة بمحاولة اجراء الصفقات لكن التاريخ القريب والبعيد يوضح من هم عرّابو الصفقات والهرولة اليها».
بالمحصلة فان تجربة الحكم لجماعة الاخوان المسلمين في مصر كانت كاشفة في اكثر من اتجاه ، اساسها انه لا يوجد لدى الجماعة الا مشروع واحد هو « الاخونة» و«الاخونة فقط» حتى ان ما كانوا يدعونه بانهم يحملون مشروع اسلام سياسي تبين انه غير مدرج على اجندتهم ، والانكى انهم اليوم يعيشون حالة «انكار» بانهم فشلوا وخرجوا من المعادلة السياسية في العالم العربي ربما لعقود قادمة.
الجماعة تعيش اليوم لحظة فارقة ، تقتضي المراجعة واعادة الانخراط في الشعوب الرافضة لها والتصالح معها كما ان عليها ان تعي ان صبر الشعوب ينفد ايضا امام معادلة اراقة الدم والتدمير بحقها من قبل الجماعة ولن تقبل هذه الشعوب باي حال لزمن أطول وعيد الاخوان « اما نحكمكم او نقتلكم» فارادة الشعوب تنتصر دوما.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اردنيه اربداويه
المفضلات