آندي كوغلان- يشير تحليل جديد يتمحور حول دراسة جرت منذ عشر سنوات إلى أن الناس لا ينامون بعمق عندما يكون القمر مكتملاً، وقد تزامنت النتيجة مع تراجع مستويات هرمون الميلاتونين.
تحاول الأفكار الشعبية التقليدية إقناعنا بحدوث أمور غريبة حين يكون القمر مكتملاً. لكن يبدو أننا حصلنا الآن على أسباب وجيهة لإضافة صعوبة النوم ليلاً إلى لائحة تلك الغرائب.
تساءل كريستيان كاجوشين وزملاؤه من جامعة بازل في سويسرا عن حجم تأثير مراحل القمر على أنماط النوم، فناقشوا تلك الفكرة في إحدى الليالي، حين كان القمر مكتملاً، وأدركوا أن التجربة التي أجروها منذ عشر سنوات قد توفر لهم الأجوبة.
لاحقت الدراسة الأصلية 33 متطوعاً تتراوح أعمارهم بين 20 و74 عاماً بهدف استكشاف مدى تفاوت نوعية النوم بحسب العمر. تمّت مراقبة أنماط نومهم بالتفصيل في ظل ظروف مشددة مثل الانعزال التام عن الضوء الطبيعي.
للكشف عن تأثير دورة القمر، قسّم الباحثون البيانات التي جمعوها خلال 64 ليلة إلى ثلاث مجموعات، بحسب عدد الأيام التي تفصل النتائج عن مرحلة اكتمال القمر. فلاحظوا أن نوعية النوم هي الأسوأ عند 27 مشاركاً خضعوا للمراقبة على مدار الساعة خلال مرحلة اكتمال القمر. على سبيل المثال، أظهرت سجلات النشاط الكهربائي في الدماغ أنهم يخوضون تجربة النوم العميق ويبلغون مرحلة «حركة العين غير السريعة» خلال وقت أقل بـ30% من المشاركين الذين ينامون حين يكون القمر هلالاً. يقول كاجوشين: «يشعر الفرد بأنه أقل انتعاشاً إذا لم يبلغ مرحلة حركة العين غير السريعة».
شعور النعاس
سجلت مستويات هرمون الميلاتونين الذي يعزز شعور النعاس عند الناس ما معدله 4 بيكوغرامات في كل ميليلتر من الدم عند النائمين حين يكون القمر مكتملاً، مقارنةً بـ 8.2 بيكوغرامات في كل ميليلتر عند الأشخاص الذين ينامون عندما يكون القمر هلالاً.
كذلك، سُجّلت ذروة مستويات الميلاتونين (تحصل في العادة بين التاسعة مساءً ومنتصف الليل) بعد 50 دقيقة من الوقت الاعتيادي ضمن مجموعة النائمين في مرحلة القمر المكتمل. فضلاً عن ذلك، احتاج النائمون في هذه المرحلة إلى 5 دقائق إضافية للنوم مقارنةً بالمجموعات الأخرى، كما أنهم اعتبروا أن نوعية ذلك النوم كان أقل مستوى بنسبة 15%.
يعترف كاجوشين بأن الدراسة كانت صغيرة، لكنه يعتبر أنها كانت معدّة لاستبعاد تأثير عوامل أخرى مثل الدورة الشهرية والضوء الطبيعي: «لا نزال حذرين في إطلاق الاستنتاجات لكننا واثقون بأننا نملك قوة إحصائية كافية لرصد تأثير القمر. نعلم أن كل شخص يتبع إيقاع ساعته البيولوجية الخاصة على مدار الساعة. وإذا افترضنا أن جميع الناس يختبرون دورة القمر، ربما تتواجد ساعة قمرية في الدماغ أيضاً لكننا لا نتعرّف عليها بكل بساطة».
تقول ماري دومونت، باحثة في جامعة مونتريال في كندا (لم تكن جزءاً من الدراسة): «تشير تلك النتائج إلى أن دورة القمر قد تؤثر على نوم البشر». لكنها تشدد على ضرورة رصد النتائج نفسها عند الآخرين من أجل استبعاد احتمال حدوثها بالصدفة.
لا تزال الآلية الكامنة وراء تأثير القمر غير واضحة، لكن تعتبر دومونت أن اكتمال القمر قد يؤثر على ساعة الجسم عبر زيادة التعرض للضوء في المساء.
المفضلات