تطبيع رياضي ثم إعلامي بين الأردن وايران: دعوة نجاد لزيارة المملكة ردا على دعوة مماثلة وجهها للملك
مكتب قناة "العالم" الفضائية الإيرانية الشهيرة الذي أغلقته السلطات الأردنية قبل عدة أشهر يستعد لإعادة فتح أبوابه من جديد مما يوحي بان حزمة فضائيات التقارب الإيرانية ستبدأ بإعداد تقارير وبرامج من العاصمة الأردنية عمان في أسرع عملية "تطبيع إعلامية" بين عمان وطهران تتجاوب مع الغزل الناعم منذ أسبوعين بين العاصمتين.
وهذه الخطوة تعني ان إيران والأردن في طريقهما للتقارب لكن مع توجه سياسي أردني ملموس بعدم قطع مسافات كبيرة بالإتجاه الإيراني وتجنب الركض أو المشي السريع مع الإلتقاء بهدوء عند بعض المحطات كما يفهم سياسيا من سلسلة إتصالات ناعمة وودية جرت مؤخرا بين قادة البلدين.
ويبدو ان خطوة التطبيع الإعلامي لحقت بالخطوة الرياضية التي قطعتها إيران عدوا لصالح الأردن بعدما قررت وأعلنت تأييدها لترشيح رئيس اتحاد كرة القدم الأردني الأمير علي بن الحسين لمنصب نائب الإتحاد الدولي عن قارة آسيا، فيما حظي الأمير بعدما زار طهران باستقبال حافل تضمن لقاءات مع مسؤولين كبار من بينهم أحد نواب الرئيس الإيراني.
قبل ذلك زار عمان نائب آخر للرئيس أحمدي نجادي وفاجأت وكالة الأنباء الأردنية بترا المراقبين بالإعلان عن تسليم المسؤول الزائر لدعوة شخصية تطلب من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني زيارة طهران.
عمان فتحت الباب وقتها أمام احتمالات الزيارة الملكية وأعلنت أنها قبلت الدعوة دون تحديد موعد نهائي، لاحقا أظهرت طهران اهتماما كبيرا بالسؤال فأوفدت سفيرها في عمان لسؤال رئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي، بعد التباحث إنتهى اللقاء "الودي" بدعوة مماثلة حيث قالت عمان انها ترحب بزيارة يقوم بها الرئيس أحمدي نجاد في أي وقت على أن تعقبها زيارة الملك في الوقت المناسب.
وفي دوائر القرار الأردنية قيل لسفير الجمهورية الإسلامية بأن برنامج الملك مليء حتى شهر أذار حيث تترقب عمان زيارة للرئيس الروسي ديمتري مديفيديف بعدها زيارة لمستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل لكن السفير فهم بان فكرة الزيارة الملكية الأردنية واردة ولم ترفض.
مسؤول بارز في الحكومة الأردنية قال: الموقف كالتالي فتحنا الباب للتواصل مع الإيرانيين لكننا لن نستعجل قفزات كبيرة في مستويات الإتصال ونفضل التعامل مع الموقف بهدوء مع مسافة أمان.
الإنطباع اليوم في الأردن ان مسؤولا رفيعا قد يزور طهران بصفة رسمية لاحقا لإظهار الإهتمام بحزمة المجاملات الإيرانية وفتح المزيد من القنوات على أمل ان يساهم ذلك في إخراج زيارة الملك من دائرة ضغط الوقت دون إغلاق الباب أمام مغازلات نجاد للأردنيين. وهذه المغازلات تسارعت من الجانب الإيراني بعد الكشف عن طبيعة المواقف العربية من مسألة ضرب إيران وفقا لتسريبات ويكيليكس حيث حذر الأردن رسميا من العمل العسكري ضد إيران ودعا للتفاهم على ملفها النووي دبلوماسيا.
المصدر : الحقيقة الدولية
المفضلات