ضمن فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية
يوم رسم بحي البستان بالقدس... يجسد المعاناة والصمود
الحقيقة الدولية – نابلس - قيس ابو سمرة
تحت عنوان القدس معاناة وصمود نظمت اللجنة الشعبية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 يوم للرسم في حي البستان المهدد بالهدم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقد عبّرت اللوحات التي شارك بها أطفال وأهالي حي البستان بالقدس وعدد من أهالي فلسطيني 48عن معاناة مدينة القدس وصمود أهلها في وجه المخططات التهويدية الإسرائيلية، خاصة في ظل تصاعد سياسات وإجراءات الاحتلال الإسرائيلي هدم عشرات البيوت في القدس ، أبرزها في حي البستان في بلدة سلوان – القدس.
من جانبه رحب الحاج مازن أبو دياب من حي سلوان بأهالي الداخل الفلسطيني وفنانيه، موضحا للوفد معاناة حي سلوان بأكمله ومحاولة السيطرة عليه وعزله بطرق متعددة من خلال الاستيلاء على المنازل وهدمها ومصادرتها، وعن المخطط التهويدي بترحيل العائلات المقدسية من منازلهم ، كما شرح معاناة أهالي حي البستان بشكل خاص منذ عام 2005، ورفض السلطات الإسرائيلية منحهم التراخيص، حيث سيشمل الهدم والتهجير أكثر من ثمانين عائلة، تضم أطفالا ونساء وشيوخا.
تجسيد المعاناة
من جهته ثمن الشيخ رائد صلاح - رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني وعضو الهيئة الشعبية المقدسية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية - حضور الفنانين والفنانات من مدن الداخل الفلسطيني ليتحدثوا بلغة جديدة وهي لغة الريشة والألوان عن هموم المدينة المقدسة وما تعانيه من عداء متواصل وألم بسبب الاحتلال الإسرائيلي ، وقال :"أن لوحات الفنانات والفنانين ستجسد رسالة عالمية وتتجاوز الحدود لتنقل رسالة القدس إلى كل شعوب الأرض" ، ودعا الشيخ صلاح إلى تحويل المهرجان ليكون مهرجانا سنويا يشارك به فنانون من كافة بقاع العالم حتى يأتي اليوم ويرسموا فيه بزوغ شمس القدس وزوال الاحتلال، كما وأشار الشيخ رائد صلاح إلى مهرجان الرسم الأول الذي نظم في ساحات المسجد الأقصى من قبل آلاف الأطفال الذين رسموا ببرائتهم معاناة المسجد والقدس.
من جهته وجه السيد عبد الكريم ابو سنينة كلمة للفنانين قائلا أن الفنان والأديب هو أول من ينتصر وآخر من ينهزم فلذلك نأمل أن تسطرون بلوحاتكم ثبات وصمود أهالي حي البستان فقد سئمنا البكاء واليأس" ، وأكد أن خيمة الاعتصام في حي البستان جذبت وفود من كافة أنحاء العالم لأنهم عرفوا أن الشعب الفلسطيني هو شعب أعزل يستحق الحياة بكرامة.
المهندس أيهاب الجلاد عضو الهيئة الشعبية المقدسية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية بين أن الهدف من أقامة هذه الفعالية اليوم هي للتعبير عن معاناة الناس بصورة جمالية قد تعجز الكلمات عن التعبير عنها، مضيفا أن الرسم يعبر عن ما يختلج الصدور حيث يتداخل الواقع المرئي مع الأفكار والمشاعر تجاه ما يعاني منه أهالي الأحياء المقدسية من هدم المنازل وتوسيع الاستيطان هدفها ترحيل العرب من مدينتهم، وقال الجلاد :"أن لغة اللوحات يفهمها الجميع ولا حاجة لمن يترجمها أو يوضحها لأنها تعبر عن أحاسيس المواطنين".
نقل المعاناة
الفنان كريم ابو شقرة من مدينة أم الفحم بين أن اليوم هو مخصص للتضامن مع المدينة المقدسة من خلال الرسومات المختلفة لأن أهالي الداخل الفلسطيني هم بتلاحم دائم مع أهالي القدس رغم بعد المسافة، وقال :"حاولنا نقل معاناة حي البستان من خلال رسوماتنا لنثبت تاريخ القدس لتنقل للأجيال القادمة".
ورسم أبو شقرة حذاءا دلالة على عناء الشعب الفلسطيني، إضافة إلى بصمة على الأرض دلالة على أن الشعب الفلسطيني ترك بصماته في كل أماكن تواجده في العالم.
الفنان محمد محاميد من مدينة أم الفحم الذي رسم خارطة فلسطين وبداخلها مسجد قبة الصخرة قال :"أن خارطة سلوان تشبه خارطة فلسطين جغرافيا وقمت برسم الأقصى لأنه هو قلب فلسطين" ، واستخدم الفنان محاميد الألوان الأصفر والأسود والأحمر رمزا لتراب فلسطين من رمال النقب إلى سواد الأيام إلى التراب الأحمر.
أما الفنانة ماجدة غنيم من مدينة الناصرة فقد رسمت قبة الصخرة المشرفة وحولها سور القدس وعناكب تحيط بها وتحاول الصعود إليها من خلال السور في إشارة إلى الهدم والدمار الذي تعاني منه الإحياء المقدسية وإشارة إلى سور القدس الحامي للمدينة القديمة.
وفي لوحة أخرى رسمها الفنان حسن طوافرة من الجليل والذي بين من خلالها أن النكبة مستمرة منذ عام 1948 حتى 2009 ففي البداية تهجير من القرى والمنازل واليوم بناء الجدار وهدم البيوت، ورسم في لوحته أيضا مفتاح العودة والذي يؤكد على تمسك الفلسطينيين بمنازلهم.
المصدر : الحقيقة الدولية – نابلس - قيس ابو سمرة- 10.5.2009
المفضلات