أقرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بفشل تجربة بلادها في إقامة مجتمع قائم على تعايش أناس من خلفيات ثقافية مختلفة بسلام.
وخاطبت ميركل حشدا من أعضاء حزبها (الاتحاد الديمقراطي المسيحي) ببوتسدام قرب برلين بالقول إن مفهوم التعددية الثقافية القائم على أشخاص يعيشون جنبا إلى جنب بسعادة غير صالح للتطبيق، وشهد فشلا ذريعا.
وتواجه المستشارة ضغوطا من داخل حزبها لالتزام سياسات أكثر حزما مع المهاجرين الذين لا يظهرون استعدادا للاندماج بالمجتمع الألماني، ويبدو أن تصريحاتها أتت لتهدئ من الانتقادات الموجهة لها على هذا الصعيد.
وقالت أيضا إن المهاجرين كانوا في السابق مطالبين بالقليل، وكررت موقفها القائل بأن عليهم تعلم الألمانية تمهيدا للدخول في المدارس للحصول على فرص في سوق العمل.
وكان الجدل حول وضع الأجانب قد تصاعد بعد نشر المدير السابق بللمصرف المركزي ثيليو سارازين كتابا يتهم فيه المهاجرين المسلمين بخفض المستوى الثقافي للمجتمع الألماني.
وووجهت آراء سارازين بردود ناقدة وجرى عزله من منصبه لكن كتابه شهد رواجا كبيرا، وأفادت الاستطلاعات بأن كثيرا من الألمان يشاطرونه دفاعه عن القرائن التي قدمها.
وسعت ميركل إلى إرضاء طرفي الجدال عبر التشدد في الحديث عن موضوع الاندماج ودعوة المواطنين في الوقت ذاته إلى قبول حقيقة أن المساجد باتت جزءا من المشهد الألماني العام.
ميركل تعهدت لأردوغان بتحسين إدماج الجالية التركية بألمانيا (الفرنسية-أرشيف)
يُشار إلى أن تصريحات ميركل تأتي بعد أسبوع من تعهدها بعد لقاء مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ببذل مزيد من الجهد للتغلب على ضعف اندماج الجالية التركية التي يصل عدد أفرادها في ألمانيا إلى مليونين ونصف المليون.
نمو الاقتصاد
وفي الوقت الذي كانت فيه ميركل تحذر من "ضغط الهجرة على النظام الاجتماعي" كانت تشير أيضا إلى حاجة البلاد إلى عمالة ماهرة من الخارج للحفاظ على وتيرة نمو اقتصاد البلاد.
ويشير رئيس غرفة الصناعة والتجارة هانس هاينرش درفتمان في هذا الصدد إلى أن بلاده تحتاج بصورة ملحة إلى نحو 400 ألف مهندس وعامل ماهر. وقال في مقابلة نشرت مؤخرا إن النقص في العمالة الماهرة من شأنه خفض النمو بنسبة 1%.
في الوقت ذاته صدرت تحذيرات من قادة الجالية اليهودية تقول إن المجتمع الألماني والديمقراطية مهددان من قبل من وصفوهم بالمتطرفين.
وكانت دراسة لمؤسسة فريدريش إيبرت أشارت إلى أن ثلث من استطلعت آراؤهم (34.3%) يعتقدون أن المهاجرين إلى ألمانيا البالغ عددهم 16 مليونا يأتون إليها طمعا في الإعانات الاجتماعية.
المصدر: وكالات
المفضلات