[list]
[*]الوسطية مفتاح الحياة]
[*]الدكتور عائض القرني
[*]العدل مطلب عقلي وشرعي، لا غلو ولا جفاء، لا إفراط ولا تفريط، ومن أراد السعادة فعليه أن
[*]يضبط عواطفه، واندفاعاته ، وليكن عادلاً في رضاه وغضبه وسروره وحزنه؛ لأن الشطط والمبالغة
[*]في التعامل مع الأحداث ظلمٌ للنفس، وما أحسن الوسطية، فإن الشرع نزل بالميزان، والحياة
[*]قامت على القسط، وأتعب الناس هو من طاوع هواه واستسلم لعواطفهوميوله.. حينها تتضخم
[*]عنده الحوادث وتظلم لديه الزوايا وتقوم في قبله معارك ضارية من الأحقاد والدخائل والضغائن؛
[*]لأنه يعيش في أوهام وخيالات، حتى إن بعضهم يتصور أن الجميع ضده، وأن الآخرين يحبكون
[*]مؤامرة لإبادته، وتملي عليه وساوسه أن الدنيا له بالمرصاد، فلذلك يعيش في سحب سود من
[*]الخوف والهم والغم.
[*]إن الإرجاف ممنوع شرعًا رخيص طبعًا على أناس مفلسين من القيم الحية والمبادئ الربانية
[*]"يحسبون كل صيحةٍ عليهم "...
[*]أجلس قلبك على كرسيه، فأكثر ما يخاف لا يكون، ولك قبل وقوع ما تخاف وقوعه أن تقدر أسوأ
[*]الاحتمالات، ثم توطّن نفسك
[*]على تقبل هذا الأسوأ، حينها تنجو من التكهنات الجائرة التي تمزق القلب قبل أن يقع الحدث
[*]فيبقى كقول الشاعر:
[*]كأن قطاة علقت بجناحها .. على كبدي من شدة الخفقان
[*]أيها العاقل النابه أعطِ كل شيء حجمه، ولا تضخم الأحداث والمواقف والقضايا، بل اقتصد واعدل
[*]ولا تجُر ولا تذهب مع الوهم الزائف والسراب الخادع.. اسمع ميزان الحب والبغض في الحديث:
[*]"أحبب حبيبك هونًا ما فعسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما فعسى أن يكون
[*]حبيبك يومًا ما"، عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور
[*]رحيم".
[*]إن كثيرًا من التخويفات والأراجيف لا حقيقة لها، وقديمًا قالوا :-
[*]وقلت لقلبي إن نزا بك نزوة .. من الهم افرح أكثر الروع باطلهُ هذا الكلام المكتوب لن تستفيد
[*]منه حتى تحاول تطبيقه في نفسك وبيتك وعملك وحياتك؛ لتحصل على حياة أجمل بكثير من
[*]حياتك التي تعيشها.. حياة سعيدة رغيدةً طيبة تصل منها إلى حياة دائمة مطمئنة في جنات
[*]النعيم "ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار".[/list
المفضلات