تواصل السلطات الصينية عنصريتها وتطرفها ضد المسلمين في دولة تركستان الشرقية التي تحتلها وغيرت اسمها إلى "إقليم شينجيانج"، حيث تحظر الصيام على الموظفين المسلمين من أبناء الإقليم العاملين في الحكومة وكذلك الطلاب من الصيام نهائيا بحكم قانون رسمي ومعلن.
ويقول الأهالي: إذا ما صام أي شخص سرا فإن المسئول الصيني يختبره بأن يقدم له الضيافة حتى يعرف هل هو صائم أم لا، وتخصم مصروفات هذه الضيافة الإجبارية من راتبه قسرا، وإذا عُرف أنه صائم إما أن يفصل من وظيفته أو يحجب عنه راتبه".
ونفس الحال بالنسبة للطلاب في المدارس والجامعات الذين لا يسمح لهم بإقامة أي شعائر دينية مثل الصلاة والصوم، والطالب الذي يخالف يتم طرده فورا.
أما بالنسبة لغير الموظفين وغير الطلاب فإنه منذ 10 سنوات كانت الحكومة تمنع الإفطار الجماعي سواء في المسجد أو المنازل.
ويتعدى الأمر الصيام والصلاة إلى الزكاة حيث أصبحت عبادة الزكاة صعبة الأداء؛ لأن الشخص الذي يريد أن يدفع الزكاة لا يستطيع أن يقدم الزكاة إلى مستحقيها وفق أولويات من يستحق، فمثلا ممنوع عليه أن يقدمها لطالب علم شرعي فقير، أو لأسر المعتقلين.
ومنذ أن احتلت بكين تركستان عام 1949 وهي تشجع انتقال الصينيين من عرقية الهان على نطاق واسع إلى الإقليم ليسيطروا على ثرواته وتصبح لهم اليد العليا فيه، وهو ما أدى إلى تراجع نسبة السكان المسلمين في الإقليم من أكثر من 90% قبل هذا التاريخ إلى أكثر بقليل من 40% بحسب أحدث الإحصاءات لصالح تزايد أعداد الهان الوافدين من بقية الأقاليم الصينية.
ويعيش أهالي تركستان الشرقية في عزلة تامة عن العالم وتعتيم إعلامي على أخبارهم وأحوالهم، وقد استقبلوا شهر رمضان المبارك اليوم السبت بأفئدة مضطربة، ليس فقط خوفا من الإجراءات الأمنية المشددة التي يتوقعون أن تتبعها السلطات الصينية ضدهم مثل حملات المداهمات والاعتقالات المكثفة، ولكن أيضا لأنها ستعكر عليهم الأجواء الرمضانية بالمحظورات التي ستفرضها على الصيام والصلاة والتراويح وحتى إخراج الزكاة.
فأجواء المحنة الأخيرة التي كابدها الإقليم ما زالت تخيم على صدور سكانه من المسلمين، وهي المحنة التي أشعلتها اشتباكات بين القوات الصينية وأبناء من عرقية الهان (العرق المسيطر على الصين) من جهة وبين إيجوريين من جهة أخرى (العرق الذي ينتمي إليه معظم مسلمي تركستان) عقب خروج متظاهرين من الإيجور للشوارع احتجاجا على سوء تعامل الحكومة مع حادثة مقتل عاملين منهم عندما اشتبكا مع عمال من الهان في أحد المصانع بجنوب البلاد أواخر يونيو الماضي.
وبعد مرور أكثر من شهر ونصف على هذه الاشتباكات فإن شبكة الإنترنت مازالت معطلة.. والاتصالات التليفونية إن لم تكن مستحيلة فهي غاية في الصعوبة وتحت رقابة صارمة، بينما الاستجوابات ومداهمة المنازل مازالت تتواصل.. يرافقها حملات إرهاب وتخويف من قبل السلطات الصينية لمسلمي الإيجور، وتهديدات باعتقال كل من يتحدث من سكان الإقليم حول ما حدث.
وكثير من الحواجز ونقاط التفتيش أقامتها السلطات الصينية بين المدن والقرى لمراقبة كل حركة، ولمنع انتقال أي أخبار حول ما حدث من منطقة إلى أخرى؛ بهدف عدم إشاعة أجواء الاحتقان بين مسلمي بقية الأقاليم الصينية، الأمر الذي جعل أخبار الإقليم معتمة بشكل كبير، ولا تعرف إلا عبر بعض الأفراد الذين تسنى لهم مغادرة الصين، ونقل تفاصيل ما حدث في تركستان الشرقية إلى العالم.
المفضلات