عن معبر رفح موضوع المستفز
قرأت مقال أعجبنى للدكتور يحيى الرخاوى نشر فى جريدة الدستور عن موضوع المعبر بتاريخ6 يناير 2010
المشاركة فى الحلول التسكينية يميع المسائل بلا حل
الجائع الذي يتضور جوعًا، والمريض الذي لا يجد دواء، والطالب الذي لا يجد لمبة كهربائية يذاكر في ضوئها دروسه، كل هؤلاء لا أحد يجرؤ أن يطالبهم بأن ينتظروا، لو سمحوا!!، حتي نعرف نتائج المفاوضات المعلنة، والمفاوضات الحقيقية تحت المائدة، في الغرف المغلقة، ومع ذلك، فلا ينبغي أن يكون كل همنا هو أن يأكل هذا الجائع، أو يقف نزيف هذا المجروح أو أن يذاكر هذا الطالب، فنتلهي بذلك عن الاحتلال المتمادي، والإبادة المنظمة، ومن ثم عن حتمية الحرب من الجميع، طول الوقت، كل أنواع الحرب الحقيقية أو علي الأقل أن نعطي الفرصة الحقيقية لمن يريد أن يحارب ولو دفع الثمن وحده، فلا نكمل عليه ونطعنه في ظهره.
ترددت في الكتابة في هذا الموضوع الشائك، خوفًا من سوء الفهم والهجوم. حين أيدت معاهدة السلام كنت في موقف مشابه، لقد أيدتها لأنني كنت أعلن لنفسي الاستسلام، وهو ليس عيبًا لأي مقاتل شجاع، ينوي أن يكمل مع أنه مؤلم وقبيح، أن تستسلم لمثل هذا العدو بالذات، وحين صوروا لنا السلام علي أنه النصر المبين، قلت ليكن، فليخدعوا غيري، فأنا معهم؛ لأنني قررت أن أدفع ثمن هزيمتي، حتي لو أعلنت هذه الهزيمة مؤخرًا بعد نصر مؤزر، فهي هزيمة، ولم أرفض في المعاهدة أو ملحقاتها إلا أن تكون حرب أكتوبر هي آخر الحروب، ومع ذلك ساورني أمل أن هذا المصري الذكي المندفع الذي لعبها بالفلح المصري اللئيم، سوف يقدم علي خطوات أذكي فأذكي، فهو أقدر، مثل فلاحي بلدنا، أن «يوعد ويخلف»، بفخر مناسب وتبرير جاهز، وبما أنني ممن يمارسون بوعي ما يسمي بالتفكير التآمري، فقد قبلت الرأي القائل إن الأمريكيين هم الذين قتلوا الرجل، لأنهم عرفوا أن من استطاع أن يقدم كل هذا الإقدام، لابد أنه قادر علي أن يقدم الإقدام نفسه الناحية الأخري، فقتلوه، ما علينا، الذي حدث قد حدث، وتمادت إسرائيل - وتتمادي- فيما تفعل بنا كيف شاءت وقتما تشاء، وتحسس عليها حكومات الغرب بطولها وعرضها - دون بعض شعوبهم - طول الوقت، و«عيب كده، ومايصحش، وممكن والله تقتلوهم بالراحة شوية، طيب ممكن توقف توسيع المستوطنات وحياة والدك»، وهو اعتراف ضمني بأن الموجود أصبح أمرًا واقعًا، وأن القضية هي توسيع المستوطنات، وليست أن المستوطنات عمل غير شرعي أصلاً وتمامًا.
وتتمادي عملية الإلهاء ليحولوا أنظارنا عن جدارهم داخل وطن غيرهم، لا علي حدودهم لأن وطنهم بلا حدود، وعن جرائمهم، وأنهم الأصل في هذه الكارثة الجماعية، وأن علينا نحن أن نعاون المظلومين في تحمل الظلم، ليعفوا أنفسهم من مسئولية رفعه، ويأتي الأجانب الطيبون إلي القاهرة، وليس إلي تل أبيب والقدس، ليمرروا المعونات حتي يرتاح ضمير الإسرائيليين الذين حرموا الضحايا من أبسط حقوق الحياة، وكأنه تمهيد لضم غزة إلي مصر مقابل ضم الضفة إلي إسرائيل. ما هذا بالله عليكم؟ وكيف ننساق إلي تحويل الأنظار من جدار إلي جدار، ومن معركة حياة أو موت، إلي جمعية خيرية لمساعدة المساكين؟
أنا لا أعرف بلدًا بلا حدود، مهما كانت المبررات!! في بلدتي كانت الحدود بين حقل وحقل تتحدد بجدار من التراب والطين بارتفاع ثلاثين سنتيمترًا تقريبًا، ولا يجوز اختراق هذا الجدار إلا بإذن الجار، وكان جزاء من يعتدي علي جدار الطين هذا قاسيًا حتي القتل، وليقل لنا أي من هؤلاء الخواجات الطيبين إن كان يمكن أن يخطو خطوة واحدة داخل أي بلد، دون تأشيرة دخول، فما هذا الذي يجري؟ أم إننا شربنا اللعبة والذي كان قد كان؟.
في بلدنا أيضا يقولون: «ما اقدرشي علي الحمار اتشطر علي البردعة»، وأظن أن علي الطييبين الأوربيين أن يتشطروا علي الحمار، وأعترف بأنهم يفعلون ذلك «علي ما قُسم»، لكن المطلوب أن يضغطوا علي حكوماتهم لإقامة العدل، أو يغيروهم، وعندهم آلية لذلك، حسرة علينا!!!.
تصورت أن هناك خطأ مطبعيًا في صحف هذه الأيام، فأرجوك أن تصححه معي، وقد وضعت خطًا تحت الخطأ، لتضع مكان القاهرة «تل أبيب»، ومكان العريش «القدس»، شكرًا.
> القاهرة تشتعل بمظاهرات النشطاء الأجانب دعماً لغزة
> .. لافتات في العريش تطالب بفتح المعابر
> النشطاء الأجانب يتظاهرون أمام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، ضد تجويع غزة
> مظاهرات أمام سفارات وقنصليات مصر بأوروبا اليوم
> نشطاء يضربون عن الطعام في القاهرة للمطالبة بـ «الإفراج» عن سكان غزة
بالله عليكم هل هذا اسمه كلام؟
نحن المتهمون بتجويع الفلسطينيين، ونحن المطالبون بالإفراج عن غزة؟
رأيت كيف؟!!!!
شكر الله سعيكم
المفضلات