تعديل وزاري في تونس بسبب الاحتجاجات
ردّت الحكومة التونسية على المظاهرات في سيدي بوزيد بإقالة خمسة وزراء.
هدى الطرابلسي من تونس لمغاربية – 30/12/10
[أرشيف] احتجاج سكان سيدي بوزيد على البطالة والتفاوت الاقتصادي في تونس.
بعد اثني عشر يومًا من الاحتجاجات العنيفة في سيدي بوزيد ، أجرى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الأربعاء 29 ديسمبر تعديلاً حكوميًا جزئيًا طال عدة وزراء ومسّ بشكل خاص استبدال وزير الاتصال أسامة الرمضاني ببوزير الشباب والرياضة السابق سمير العبيدي.
ودخلت الشرطة التونسية في صدامات يوم 18 ديسمبر مع مواطنين من المحافظة الجنوبية. وانطلقت المظاهرة بشكل سلمي ولمّا حاول المحتجون دخول مقر المعتمدية، استخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتوقفهم. وردّ المتظاهرون برشق الحجارة على المبنى وسيارات الشرطة مما أدى إلى إصابة عدد من الضباط وقُتل شاب في الثامنة عشرة.
وانطلقت شرارة هذه الاحتجاجات الاجتماعية عندما أقدم شاب عاطل عن العمل يدعى محمد بوعزيزي (26) من مدينة سيدي بوزيد على محاولة الانتحار حرقًا بعد أن صادرت السلطات سلعه. الشاب الخريج الجامعي يصارع الآن من أجل حياته في مستشفى محلي.
وطال التعديل أيضا وزارات الشؤون الدينية أبو بكر الأخزوري واستبداله بمدير إذاعة الزيتونة كمال عمران، وعُين سليمان ورق في منصب وزير التجارة رضا بن مصباح.
في حين أبقى الرئيس على وزير الداخلية رفيق بلحاج لقاسم رغم مطالب الحزب التقدمي الديمقراطي المعارض ( pdp ).
وجاء التعديل غداة خطاب للرئيس التونسي مساء الثلاثاء الذي أعلن فيه أنه "يتفهم" الحالة الاجتماعية وراء الاحتجاجات في منطقة سيدي بوزيد، لكنه اتهم "أقلية من المتطرفين والمحرضين المأجورين" بالتسبب بأعمال العنف، وتوعد بمعاقبتهم بكل حزم.
في حين يشكك بعض النشطاء في فعالية التعديل الوزاري.
علي الزارعي نقابي قال "الشباب هنا أصبح يؤمن بالانجازات الملموسة وأرض الواقع لا بوعود يمكن أن تتحقق ويمكن أن تتبخر ولا تهمه تحويرات وزارية ولا غيرها".
وتعتبر بطالة الشباب من أكبر التحديات التي تؤرق الحكومة التونسية.
وتشير الأرقام الرسمية إلى وجود خمسمائة ألف عاطل عن العمل في البلاد. وتشير الأرقام كذلك إلى أن الوضع لن ينفرج قريبًا بعد أن ارتفع عدد خريجي التعليم العالي إلى نحو ثمانين ألف سنويًا بعد أن كان لا يتجاوز أربعين ألف خلال السنوات الخمس الماضية.
ولمعالجة هذه المشكلة، يتعين على الدولة أن توفر في السنوات الخمسة المقبلة 425 ألف فرصة عمل وخفض نسبة البطالة بنسبة 1.5% لضمان مورد رزق واحد على الأقل لكل أسرة تونسية.
وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قد تعهد العام الماضي بتوفير 415 ألف فرصة عمل جديدة حتى 2014 وخفض نسبة البطالة التي تبلغ حاليًا 14 في المائة.
الصحفي معز الجماعي أوضح أن الفوارق الاقتصادية بين المناطق الجغرافية هي التي تقود إلى الغضب الاجتماعي.
وقال "حادثة إقدام محمد البوعزي على حرق نفسه ساهمت في رفع الشعور بالخوف في صفوف المواطنين ودفعت بهم إلى الخروج للشارع من أجل المطالبة بحقوقهم الاجتماعية".
محمد المومني أستاذ فلسفة بمنطقة باجة تساءل "أعتقد أن الأسباب الحقيقية لما حدث هي الرشوة والمحسوبية التي أشعرت الناس بالحيف. إنهم يرون أبناء الجهات الأخرى وخاصة الساحلية يتحصلون على عمل بمجرد تخرجهم بينما الذين ينتمون للجهات المحرومة والداخلية لا يجدونه فيلتجئون إلى الطرق غير الشرعية... كيف حصل هذا؟"
متعلقات
قضايا إعلامية وإغلاق الجامعة الحرة في تونس تزعج المدونين التونسيين
2010-02-03
تساؤلات تونسية حول تغطية الجزيرة للاحتجاجات الأخيرة
2011-01-03
دعوة خبراء متوسطيين لتأسيس فرص الشغل وحرية التنقل
2009-11-25
وعود نقابة أطباء القطاع الخاص بتوطيد العلاقات المغاربية
2010-04-18
عائلة بن بريك تدخل إضرابا عن الطعام
2010-01-10
وردّ المجتمع المدني على الأحداث بالتعبير عن تأييده لسكان سيدي بوزيد. وأصدرت الهيئة الوطنية للمحامين الأربعاء بيانًا يدين "المعالجة الأمنية للموضوع التي آلت إلى سقوط ضحايا أبرياء".
ناجي البغوري الرئيس السابق للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ( snjt )قال "إن تعاطي الإعلام التونسي مع هذا الحدث كان مخزيا مما جعل التونسيين يبحثون عن المعلومة في قنوات أخرى أو بالشبكة العنكبوتية".
على عكس الاحتجاجات الماضية، حظيت الأحداث التي شهدتها سيدي بوزيد بنشر واسع على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة موقع الفايس بوك، الذي نشر الناشطون به ما يجري ساعة بساعة.
وقال البغوري "إن القضية التي فجرها الشاب الذي أحرق نفسه... هو حدث رمزي توسع ليكون ظاهرة فجرت معضلة البطالة التي تعيشها البلاد".
المفضلات