أمير الكويت يرجئ البت في إستقالة أكبر أبنائه من رئاسة ديوانه
سرايا – لوحظ في الأخبار الرسمية الكويتية التي تتعلق بنشاط أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، والصادرة عن الديوان الأميري، خلوها تماما من ذكر إسم الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح النجل البكر للأمير الكويتي، ووزير شؤون الديوان الأميري منذ أن آل مسند الإمارة الى الأمير الحالي في أوخر شهر كانون الأول| يناير عام 2006 ، إذ عين نجله البكر في هذا الموقع ضمن حزمة قرارات إتخذها الأمير الجديد وقتذاك.
وحل مكان نجل الأمير في هذا الموقع بشكل موقت الشيخ علي الجراح الصباح الذي كان يحمل صفة نائب وزير شؤون الديوان الأميري، إلا أنه أصبح الآني يحمل صفة وزير شؤون الديوان الأميري بالإنابة، وهذه إشارة شبه رسمية بأن الشيخ ناصر ربما يكون قد غادر منصبه فعلا، وأن إستقالته قد قبلت على الأرجح، وأن كتم الإعلان عن النبأ رسميا مرده إما أن تكون المحاولات جارية فعلا لإعادته وثنيه عن الإستقالة، أو أن بديله الرسمي يجري تهيئته بعيدا عن الأضواء، وقد يكون من أقطاب الأسرة الحاكمة الكبار.
وحتى ساعة إعداد هذا التقرير فإن أنباء إستقالة وزير شؤون الديوان الأميري لا تزال مكتومة، ودون تعاطي رسمي أو إعلامي، إلا أن مصادر مقربة من الوزير المستقيل قد أفضت الى "إنحياز" بأن الإستقالة قد قدمت فعلا قبل نحو أسبوعين الى أمير دولة الكويت الذي أرجأ إتخاذ أي قرار بشأنها، إذ تؤكد المصادر التي طلبت عدم الكشف عن إسمها بأن سبب الإستقالة جاء تحت لافتة الغضب من إهمال توصيات له تتعلق بالوضع الداخلي الكويتي، إلا أن المصادر لم تفصح أكثر عن تلك التوصيات، إذ غادر الشيخ ناصر بعد تقديمه الإستقالة الكويت متجها نحو الهند – كما تردد-، حيث سيقيم عبر إجازة من النوع الطويل في دارة كان قد شيدها في الريف الهندي قبل سنوات.
وبحسب المعلومات فإن الشيخ ناصر الذي آثر الإبتعاد في هذه المرحلة عن المشهد السياسي الكويتي من بعد خبرة سياسية طويلة جدا، قد وقع قرارات مهمة جدا تردد أنها حساسة ودقيقة، وتعد زاحفة على صلاحيات جهات أخرى في الداخل الكويتي، وهو الأمر الذي دفع مرجعية سياسية كويتية عليا الى إيقاف بعض تلك القرارات، وتجميد البعض الآخر منها، وهو الأمر الذي قد يكون أزعج أكبر أبناء الأمير الكويتي، ودفعه الى الإستقالة من موقعه، الذي جاء إليه من بعد سنوات طويلة من العمل السياسي في دائرة الظل.
ومنذ تعيينه في هذا المنصب في شهر شباط (فبراير) من العام 2006 فقد لعب الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح دورا محوريا مؤثرا في المشهد السياسي المحلي، بعيدا عن الأضواء تماما رغم علاقته المتينة جدا مع المؤسسات الإعلامية، وأهل المهنة الصحافية بشكل عام، إذ ظهر مرارا كوسيط موثوق بين القيادة السياسية الكويتية العليا وأطراف برلمانية إبان الأزمات السياسية التي نتجت أكثر من مرة خلال السنوات الماضية بين الحكومة والبرلمان، والتي قادت الى حل البرلمان أكثر من مرة، والدعوة الى إنتخابات مبكرة، كما أظهر الشيخ ناصر الصباح الذي عمل من قبل مستشارا سياسيا خاصا لأمير الكويت الراحل الشيخ سعد العبدالله الصباح خلال شغله موقع ولاية العهد حتى كانون الثاني (يناير) 2006، قدرات خاصة في لجم الخلافات الشخصية بين أفرادا من الأسرة الحاكمة بإيعاز من والده الأمير الكويتي
المفضلات