ودعت مصر، أمس، آخر ١٩ من شهداء الثورة بينهم ١٥ مجهولو الهوية فى مشهد جنائزى مهيب، انطلقت الجنازة من مشرحة زينهم فى السيدة زينب إلى مسجد السيدة نفيسة للصلاة على جثامين الشهداء، ثم إلى مدافن المحافظة فى الإمام الشافعى.
شارك فى الجنازة مجموعة من شباب الثورة، تقدمهم ائتلاف شباب مصر الحرة والجبهة الحرة للتغيير السلمى، وائتلاف واتحاد شباب الثورة، فى ظل غياب تام للقوى السياسية والوطنية وممثلى الحكومة.
شهدت عملية نقل الجثامين حالة من البطء والتأخير، بعد تصريح وزير الصحة بعدم توافر سيارات الإسعاف لنقل الموتى، مما دفع طارق زيدان، ممثل ائتلاف مصر الحرة، للاتصال باللواء حمدى بدين، قائد الشرطة العسكرية، لإنقاذ الموقف، وأرسل الأخير ١٠ سيارات تابعة للشرطة العسكرية، و٥ تابعة للأمن العام بوزارة الداخلية، لنقل الجثامين، كما استأجر شباب الثورة ٤ سيارات بالجهود الذاتية لنقل الجثامين.
وطالب عصام الشريف، منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمى، بإقالة وزير الصحة، لعدم قدرته على التعامل مع الموقف، ولفت إلى أن الدكتور عصام شرف وحكومته جاءوا من خلال شرعية ميدان التحرير، وهم الآن يستهينون بجثث الشهداء.
وكشفت دينا كشك، عضو ائتلاف الوعى المصرى، أن ٤ جثامين تم التعرف على هوياتهم من قبل ذويهم، لكنهم رفضوا تسلمهم باستثناء أسرة واحدة وافقت على دفن شهيدها ضمن المجموعة بمدافن المحافظة، وقالت دينا إن الشهداء تتراوح أعمارهم بين ٢٠ و٢٤ عاماً، وجميعهم استشهدوا نتيجة إطلاق الرصاص الحى فى أنحاء متفرقة من أجسادهم.
وقال أحد المشاركين فى الجنازة: «حضرت وأسرتى للمشاركة فى تشييع جثامين شهداء الثورة، لأنهم دفعوا حياتهم فى سبيل وطن جديد سأعيش فيه بخير مع أبنائى». فيما طالب مشارك آخر بإقامة صلاة الجنازة على أرواح الشهداء اليوم، عقب صلاة الجمعة فى مسجد السيدة نفيسة، وطالب ثالث بإقامة عزاء جماعى لهم فى منطقة السيدة نفيسة تكريماً لهم، فيما انتقد مواطن آخر عدم إقامة جنازة عسكرية لـ«الشهداء» من قبل المجلس العسكرى.
وقال سيد أبوبيه، الموفد من مجلس الوزراء، إن السماح بدفن الجثث التى وضعت فى ثلاجات مشرحة زينهم لمدة ٤ أشهر جاء بعد موافقة عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، على خلفية إنشاء مؤسسة رعاية أسر الشهداء ومصابى الثورة والتى تم إنشاؤها، أمس الأول، بميزانية تصل إلى ١٠٠ مليون جنيه.
المفضلات