عمان - بترا - قال رئيس الوزراء المكلف عبدالله النسور ان حكومته التي يعمل على تشكيلها ستكون حكومة نظيفة وطاهرة .
وفي تصريحات صحفية حول مشاوراته لتشكيل الحكومة قال عقب لقائه اليوم الاحد في مجلس النواب رئيس المجلس المهندس سعد هايل السرور" انه كان يجب ان ابدا الاستشارات من هذا المكان بالضبط مجلس الامة فاستقبلني رئيس مجلس الاعيان ثم استقبلني رئيس مجلس النواب ليستمعا مني بما افكر به للمرحلة القادمة ولاستمع منهما مسترشدا بارائهما وحكمتهما، وما يمثلان،لان ما يمثلان هو شيء كبير في حياتنا السياسية، مجلس الامة الذي سيكون له في المرحلة المقبلة في عملية الاصلاح السياسي التي اختطها جلالة الملك وبدأها ".
واضاف "ان مجلس الامة سيكون له دور كبير ودور رئيس ليس دورا بروتوكوليا ومجاملة ، مجلس الامة سيكون قطبا تدور حوله السياسيات وتصنع منه الخطط وستكون معه وبه المشاركة لان هذه الانتخابات ادت الى وصول ممثلي الشعب ،واحترام ممثلي الشعب هو جزء من الواجب لانهم يمثلون مئات الاف التي اقترعت لصالحهم ،من خلالهم ننظر اليهم تماما كممثلين للشعب وليس لي اي مصالح شخصية ،ولذلك سنتلقى بكل الاحترام اراءهم وافكارهم وسوف ابدأ اعتبارا من صباح الغد الالتقاء بالكتل النيابية واحدة واحدة، ولم نبلغ اي واحدة منها" .
وقال النسور " كان لا بد من الاستئذان من رئيس مجلس النواب وسمح لنا ان نبدأ المشاورات مع الكتل البرلمانية وسنلتقي بالكتل كتلة كتلة وسنتفق على المكان فان راقهم في مجلس النواب سيسعدني ذلك، وفي مجلس الاعيان حيث المساحات اوسع لا نريد تعطيل عمل اللجان كما تعلمون هذا المكان مكتظ، ولا يوجد مغزى اذا التقينا في قاعات الاعيان لان المجال مفتوح وهذا الامر متروك للنواب، اين يرديون استقبالي فاني أشرف بذلك " .
وقال " ستفتح امام النواب كل المواضيع وسوف يستمعون الي وساجيب على كل الاسئلة واحدا واحدا هذا واجبي وهذا حقهم، ومسترشدين بخطابات جلالة الملك ، واولها خطاب العرش السامي والاوراق النقاشية الثلاث وخطاب التكليف السامي وردي عليه الذي لم يحصل بعد، وكلها جزء من معلم رئيسي وكبير وهذه نقطة تحول فاذا اخطأنا الفرصة فسوف نندم كثيرا، ليس انا على الإطلاق او اية حكومة ارأسها سوف تفوت الفرصة على انجاح عملية الاصلاح، نحن ندرك كل الادراك حساسية هذه الخطوة التي اختطها جلالة الملك فان أفشلتها فسوف يحكم التاريخ علي، وان افشلها مجلس النواب لا قدر الله فالتاريخ له الحكم" .
واضاف في تصريحاته " نحن نريد ان نكون فريقا واحدا، وجلالة الملك وجه خطابات واضحة للكافة ، لا يمكن أبدا ن نخذل جلالة الملك، اللهم الا من السهو والخطأ الانساني، اما ان نهمل ارشادات جلالة الملك في الاصلاح السياسي وتعظيم الديمقراطية والمشاركة الحقيقية واعطاء الاحترام كل الاحترام لممثلي الشعب ، لأنه هذا هو نهج المستقبل، واي واحد منا لا يلبي هذه المتطلبات هو يخذل جلالة الملك ويخذل طموحات الشعب " .
وقال "اني ملتزم امام كل الخيرين واولهم صاحب الجلالة قائد البلاد اني ملتزم امامه بان افعل كل الجهد الممكن بما يحقق كل هذه المبادئ والآراء والتوجيهات السامية التي تلقيتها من جلالة الملك " .
وردا على سؤال حول نيته اشراك نواب في حكومته قال النسور هذا هو السؤال الرئيسي وهل يعقل انني قبل ان اشاور النواب اكون قد حزمت وجزمت ويكون الجواب في جيبي ان الامر سيعتمد على ما سأسمعه من اخواني النواب فانا اريد منهم تطمينات وهم يريدون مني تطمينات، وسيستمعون الي وساستمع اليهم ، وانا اؤكد لكم واخاطب من خلالكم، انا لا اتي بأفكار مسبقه، وانا منفتح على كل شيء، واذا وجدت ما يقنعني ويطمئنني بان ما سنقوم به يلبي تطلعات جلالة الملك، والله سافعلها، إن وجدت خلاف ذلك لن افعل اي شيء، لأنني اعتبر انني خذلت الاردن، وخذلت قائد الاردن اذا لم التقط توجيهاته الصادقة في بلد فيه ديمقراطية وحرية، وليس فيه مظاهر الحرية والديمقراطية ، نحن نريد أصالة ونريد شيئا مختلفا.
وقال " انتم تريدون التغيير وانا اريد التغيير، وانا اول الساعين الى التغيير، لأنني اعرف ان القديم اذا استمر على قدمه لا يخدم بلدنا، نحن نريد فكرا جديدا ورأيا جديدا، لدينا شباب وتطلعات ولدينا حراكات ولدينا احزاب نحترمها جميعا، ونريد ان نلتقيها في منتصف الطريق ونتسابق معها في خدمة الوطن ولا نتلاوم ولا نتجامل " .
وفيما يتعلق في موعد انتهاء المشاورات قال النسور ان المشاورات بدأت اليوم، وقد التقيت اليوم رئيس مجلس الاعيان ورئيس مجلس النواب، وهذه هي نقطة الانطلاق وسنأخذ وقتنا.

وحول حواراته مع الاحزاب السياسية قال النسور ستكون هناك لقاءات مع الاحزاب والفعاليات في الاثناء وبالتزامن.
واذا كان سيطرح على الاحزاب والفعاليات المشاركة في الحكومة قال رئيس الوزراء المكلف ان كل شيء مفتوح، انا لن اجمعهم لأبلغهم وانما ساجمعهم لأحترم ما اسمع، لن آتي بافكار مسبقة، لا شك ان عندي موقفا لكنه ليس موقفا متصلبا وثابتا لا يتزعزع، هم ليدهم راي وسوف استمع لرايهم، وكل فكرة جليلة، وكل راي صائب سوف اكون شاكرا اذا استمعت له، وساكون سعيدا اذا استطعت تنفيذه.
وقال النسور ان الاصلاح لا يبدأ بميدان دون اخر وانما في كل الميادين، وليس انا من يرتب اولويات الاصلاح ايها اهم الاصلاح الاقتصادي او الاداري او اصلاح الحريات العامة والديمقراطية، لا اريد ان اصنفها بل اريد ان انطلق بالاصلاح في كل المجالات في ان واحد.
وقال سننطلق في كل الاتجاهات فنحن نريد شيئا جديدا في هذا البلد، هذه عملية اصلاحات صادقة التي انجزها جلالة الملك وحقيقية وفيها محتوى، وليست كلام عواطف او انشاء، فيها خرائط طريق قدمها مرة بعد مرة، وعلينا ان نتلقف الفكرة، وان نتلقاها ونعطيها المصداقية الحقيقية، ولا نخذل جلالة الملك.
وقال سوف تكون الحكومة نظيفة وطاهرة كل الطهارة وسوف تكون النظافة عنوان المرحلة ولن يكون هناك فساد وانا على التزامي وعلى عهدي امام مليكي وربي بان لا اسكت على فساد اعلمه، وصدرنا مفتوح وقلبنا مفتوح، ومن يملك دليلا يقدمه للحكومة، لكننا لا نريد ان نصرف كل الوقت في تقاذف التهم وفي تسليط الاضواء وتقاذف الاشاعات .
من جانبه قال رئيس مجلس النواب المهندس سعد هايل السرور في تصريحات صحفية عقب لقاء رئيس الوزراء المكلف " ان رئيس الوزراء التقى رئيس مجلس الاعيان ورئيس مجلس النواب للبدء بمشاورات تشكيل الحكومة، مشيرا الى ان هذا تقليد متبع يصب في خانة الاهتمام براي مجلس النواب وبما سنه جلالة الملك من المشاركة في تشكيل الحكومة او المشاورات التي سبقت تسمية الرئيس او المشاورات التي ستتم لاحقا من خلال عودة رئيس الوزراء المكلف للتشاور مع الكتل والنواب المستقلين للوصول الى تشكيل فريق وزاري يخدم الوطن ويحمل المسؤوليات على افضل ما يمكن في هذه المرحلة " .
وقال السرور ان حديثه مع رئيس الوزراء المكلف كان حول الية التحاور مع اعضاء مجلس النواب وترتيب هذه الالية بالشكل الذي يوصل الى النتيجة الفضلى .
واضاف ان رئيس الوزراء ابدى كل الاهتمام بمجلس النواب وراي المجلس والمشاورات التي تتم مع مجلس النواب وكان خير شاهد قرار جلالة الملك امس عندما بنى تسمية رئيس الوزراء المكلف بناء على نتيجة المشاورات النيابية التي اجراها رئيس الديوان الملكي الدكتور فايز الطراونة مع اعضاء مجلس النواب .
وقال نحن نتمنى ان يوفق الرئيس المكلف باختيار فريق وزاري يكون عند طموح الاردنيين ومجلس النواب ويتحمل المسؤولية في خدمة الوطن والمواطن وبما يخدم توجهاتنا الاصلاحية بمجلس النواب ونحن مصرين ان نقدم كل الجهد لايلاج مسيرة الاصلاح في كافة المجالات سواء كانت سياسية او اقتصادية او في شتى المجالات التي يمكن ان تدفع في عجلة النمو والتطور الى الامام حتى نباهي فيها كل المجتمعات بما يقوم به الاردنيون الان بمنتهى التفاهم على ابجديات التطوير الوطن وبطريقة حضارية وسلمية يتم فيها التوافق على مختلف القضايا .
وحول توزير النواب قال السرور" ان رئيس الوزراء بدا اليوم اول خطوة في المشاورات ومن خلال حديثه مناقشاته مع الزملاء اعضاء مجلس النواب سيجد المسار المناسب لذلك ".

وكان النسور قد استهل مشاوراته لتشكيل الحكومة الجديدة بلقاء رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري واعضاء المكتب الدائم للمجلس.
وأكد النسور التزامه المطلق بما ورد في كتاب التكليف السامي وبالتشاور مع السلطة التشريعية بشقيها الأعيان والنواب.
وهنأ المصري النسور بالثقة الملكية السامية، متمنيا له التوفيق في تشكيل حكومة قادرة على تحقيق الرؤى التي تضمنها كتاب التكليف السامي ، مؤكدا التزام المجلس بالتعاون مع الحكومة الجديدة ودعم برامجها في إطار التزامها بما ورد في كتاب التكليف السامي وبما يخدم المصالح الوطنية ويلبي طموحات المواطنين

من جهة اخرى تسلم رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور من رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة اليوم نسخة من التقرير الشامل ومحاضر الاجتماعات حول نتائج المشاورات التي اجراها الطراونة مع مجلس النواب لاختيار رئيس الوزراء للاسترشاد بها خلال مشاورات رئيس الوزراء مع النواب والقوى السياسية الاخرى لاختيار الفريق الوزاري.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني كلف رئيس الديوان الملكي الهاشمي بالتشاور مع الكتل البرلمانية والنواب المستقلين كآلية جديدة لاختيار رئيس الوزراء، وانطلاق تجربة الحكومات البرلمانية.
وبارك الطراونة لرئيس الوزراء بثقة جلالة الملك عبدالله الثاني بتكليفه بتشكيل الحكومة القادمة والتي ستكون بالتشاور مع الكتل النيابية والنواب المستقلين استكمالا للنهج الذي وضعه جلالته في تشكيل الحكومات. واشار الطراونة الى ان مشاوراته مع الكتل النيابية والنواب المستقلين كانت تستهدف بشكل رئيس اختيار شخص رئيس الوزراء وان كان الحديث قد تشعب الى العديد من القضايا حيث ابدت الكتل مواقفها تجاهها وبخاصة التشريعات القائمة التي ورد بعضها في خطاب العرش السامي اضافة الى مجموعة من الافكار التي تتعلق بالمستقبل.
واوضح رئيس الديوان الملكي ان محاضر الاجتماعات مع الكتل تم البدء بتوزيعها امس واليوم على الكتل كل حسب محضره لافتا الى ان تسليم نسخة منها لرئيس الوزراء يأتي لوضعه بصورة الاجواء التي شهدتها المشاورات التي افضت الى تكليفه بتشكيل الحكومة.
من جهته اثنى رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور على الجهد الكبير الذي بذله رئيس الديوان الملكي الهاشمي خلال الشهر الماضي لإنجاز هذا العمل بدقة " ونحن نراقب ونرى مجهودك الخير في تنفيذ رؤية جلالته لعهد جديد " مضيفا ان الحكومة ستقوم بمواصلة هذا الجهد الذي يمثل جزءا من تاريخ النظام السياسي في هذا البلد والذي سيسلط عليه الباحثون والدارسون الاضواء مؤكدا ان جلالته يتطلع لدولة مختلفة يكون فيها نظام سياسي وبرلمان وحكومة مختلفة عما عرفناه سابقا بحيث تعمل جميع هذه الجهات بتناسق واتفاق وحتى اختلاف ولكن في اطار مصلحة البلد.
واكد ان توجه جلالته نحو الحكومات البرلمانية خطوة جبارة يجب ان لا يغفل عنها احد عندما ترك جلالته للبرلمان وحده دون تدخل منه او من اي شخص من طرفه للبدء مع رئيس الديوان الملكي بالمشاورات النيابية حتى يسمي مجلس النواب مرشحا او اكثر " وهذا ما حصل بطريقة ديمقراطية وشفافة " حيث لم تكن المشاورات خلف ابواب مغلقة ولا خلف ستائر مسدلة بل تمت العملية تحت الشمس حيث تم توثيق كلام النواب ومقترحاتهم وتسليمها الى جلالة الملك الذي احترم تماما ارادة النواب.
وقال النسور: انا مطلع ومدرك بان جلالة الملك لم يتدخل في هذا الامر ابدا مضيفا " حتى انا الذي كنت ادير الحكومة السابقة التي قبل جلالته استقالتها امس ما كنت اعلم بما يجري ولا اتصلت بك ولا اتصلت بي ولا اناس من طرفي او طرفك الا ما كنت اسمعه عبر وسائل الاعلام كبقية الناس ".
واكد رئيس الوزراء ان ما قام به الطراونة على هذا الصعيد هو عمل نظيف وشفاف ومسؤول يرقى الى تلبية رؤية جلالة الملك ونحن جميعا لن نخذل جلالته وسنبذل كل جهدنا لخدمة بلدنا ومسيرة الاصلاح فيه.