محمود الكايد.. حكاية إعلامي مختلف .. أسس ( الرأي ) وحقق الرضا
لمع كالبرق .. وبقي الشاهد والأب
كتب: حسين دعسة - على موعد مع الحياة.. ومع الموت, تسابق النبأ عن وفاة عميد الصحافة الاردنية, وأحد كبار الاعلاميين الذين اسسوا للصحافة العربية منذ ستينيات القرن الماضي.
بالامس شيع الراحل محمود الكايد.. ومعه دقت ساعة «جريدة الرأي» خلوصها الى شمعتها الاربعين.. وكأن الكايد اراد لها «البلوغ» والرؤية والوعي.. ثم وضعها على المحجة التي ستسير عليها بعد عناء العمر والتأسيس.
ومنذ خطت أولى خطواته في السلط.. منتصف ثلاثينيات القرن الماضي, عبق صدر المرحوم الكايد ذرات من تراب الوطن المضمخ بالدحنون والشيح والقيسوم.. وعاشت عيونه تسرح, معلقة بالحب والجمال للارض والاردن الوطن الحر لكل الاحرار المخلصين.
وبمثل قساوة اللقاء الاول.. يكون الوداع لانسان كانت ذاته للوطن وللحياة وللرضا الانساني, فكان صادقا في الوعد والحب والعمل المهني المخلص.
وصفه الاحباء ومن زامله في مرافق كثيرة من حياته, بالاب والاخ والاعلامي الحصيف.. والصلب في مهنة البحث عن المتاعب, التي رق لها قلبه برغم ما نابه من متاعب احبها وعشقها واخلص لها.
ابراهيم عز الدين - وزير اعلام سابق
رجل تركيبته نادرة
تعرفت على المرحوم محمود الكايد وكان موظفا في المطبوعات والنشر يتميز بالهدوء والعمق والاهتمام الشديد بالقضايا العامة حوالي منتصف الستينيات.
في هذه المرحلة، الكايد رجلاً كان حزبياً تعرض في حياته لما يتعرض له اي ناشط سياسي وكان له اراء محددة وعقائدية.
في المرحلة الاولى لم اكن على صلة به وفي الثانية كنا زملاء في العمل الاعلامي لديه عمق وشيء كثير والقدرة على تحليل الامور الداخلية المحلية الاردنية وحتى العربية والدولية.
كان من ذاك الوقت يرغب بانجاز الامور ولم اره غضبان او يناكف الزملاء .
المرحلة الثالثة من حياته. المرحلة الاهم وهي مرحلة موجودة بالرأي اذ كان محمود الكايد احد الاشخاص الذين اداروا ووضعوا سياسة الرأي التحريرية.
برع الكايد في الموازنة بين مقتضيات المهنة وطموح الصحفيين والمسؤولية الحكومية وكان في ذلك نادرا .. الاستقلالية والمسؤولية والحرية ومحافظته على وضع الصحفية وعلاقتها مع الحكومة.
لذلك اهم ميزة في المرحوم هو قدرته على قيادة صحيفة الرأي واسهامه ان تكون الصحيفة الرائدة في الاردن مع استقلاليتها وكان قادراً على استيعاب الحكومة والرأي العام والزملاء في المهنة واستطاع ان يصل بالرأي الى مصاف الصحف الناجحة كمؤسسة وصحيفة للوطن.
كان لديه شخصية صعب تقليدها وصعب ان تجد من يقوم مقامه في التوليفة النادرة التي اجترحها لنفسه كان كثير الدفاع عن زملائه الصحفيين ولا يرضى لهم الضيم وكثير الرعاية لهم في جميع الاحوال وبمثابة الاخ الكبير نسيج لوحدة واضاف شيئا للعمل الاعلامي علينا ان نحافظ على تراث روادنا امثال الكايد التقليد صعب والظرف تجاوز هذا النوع من الادارة او الحريات الصحفية هو ابن مرحلة معينة انتقالية بارعا في الحفاظ على مؤسسته من انواء شديدة جدا وقادها الى بر الامان.
عبدالوهاب زغيلات - رئيس تحرير الرأي
خسارة للأسرة الإعلامية الأردنية والعربية
إن وفاة محمود الكايد تعتبر خسارة للأسرة الإعلامية الأردنية والعربية حيث بذل المرحوم طيلة فترة عمله بالصحافة كل جهوده وإمكانياته من اجل إعلاء شأن الصحافة وقيمها النبيلة في المجتمع ، فهو في طليعة الصحفيين الذين أسسوا لأجيال جديدة من الصحافيين الأردنيين المتسلحين بالعلم والمعرفة خاصة من هم في جيل الشباب الذين تعلموا المهنة وأخلاقياتها لتكون الصحافة حرة قادرة على الدفاع عن قضايا المواطنين في مختلف المجالات.
وأضاف الزغيلات إننا في هذه المناسبة المؤلمة نستذكر عطاء الراحل للصحافة الأردنية طيلة حياته وما قدم من خدمات جليلة للأسرة الصحفية خلال وجوده نقيبا للصحفيين أو رئاسة تحرير ومجلس إدارة الرأي.
وقال زغيلات أن نقابة الصحفيين والأسرة الصحفية والأردنية وهي تفقد احد رجالاتها البارزين والمؤسسين للصحافة الأردنية لترجو الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويدخله فسيح جنانه ويلهم ذويه الصبر والسلوان وحسن العزاء.
رمضان الرواشدة - مدير وكالة
الانباء الاردنية (بترا)
الوعي السياسي والحس المهني
رحيل الأستاذ الكايد يشكل خسرانا كبيرا لجموع المثقفين والإعلاميين سواء الذين تتلمذوا على يديه أو دخلوا محراب صحيفة الرأي، أو عملوا بمعيته أو زاملوه فقد كان المرحوم الكايد قامة إعلامية كبيرة نهل من معين السياسة الوطنية الأردنية عبر مسيرته السياسية الحافلة بالعطاء والتميز والتضحية يضاف إلى ذلك مسيرته النيرة في العمل الإعلامي الأردني.
أبو عزمي، من الجيل الذي أرسى مفاهيم الصحافة الوطنية وزاوج بين الوعي السياسي والحس المهني فكان دائما بوصلة يتبعه الآخرون
لقد عملت بمعية المرحوم فترة من الوقت في الرأي فكان له الفضل الكبير علي وعلى عشرات الصحفيين الأردنيين الذي تتلمذوا على يديه.
فيصل الشبول
مدير عام مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الاسبق
في الوقت الذي اصبح لدينا اسئلة كثيرة بشأن الاعلام الاردني, ومستوى المهنية, وموقف مجمل وسائل الاعلام من القضايا الوطنية الراهنة, فان اسم محمود الكايد يذكر بالرجال اصحاب المواقف الذين وضعوا الصحافة الاردنية في موقع مرموق على الساحة العربية.
وبالرغم من الظروف الصعبة التي كان يعانيها الوطن على مدى عقود فان اسما مثل محمود الكايد, قد دافعوا عن وطنهم وامتهم وجلال المهنة وهيبتها في الوقت الذي كان وما يزال الكثيرون يغرضون بقدسية الكلمة.
محمود الكايد علم اردني عربي كبير, لن ننسى فضله ويبدو ان وفاته مثلما حياته, جاءت لتذكرنا بضرورة العودة الى اصول المهنية والى احترامها كسلطة رابعة, وليس مجرد اسواق للبيع والمتاجرة بالمواقف ومصائر الوطن والناس.
صالح ابو اصبع
نائب رئيس جامعة فيلادلفيا
استاذ الاعلام والاتصال الجماهيري
تعتبر خسارة محمود الكايد, خسار كبيرة للوسط الاعلامي الاردني والعربي فهو رجل استطاع خلال مسيرته الاعلامية الطويلة, ان يجعل من العمل الاعلامي «الهاوي» الى عمل اعلامي محترف تقوده روح العمل الجماعي والعمل المؤسسي.
ومحمود الكايد كشخصية لها رؤيتها السايسية التي كانت تعبر عن روح الجماهير ومصلحتها, ولذلك نشعر بأن خسارتنا هي خسارة رائد كبير في مجال الصحافة العربية والاردنية, وخصوصا ان الصحافيين الملتزمين امثاله, قد اصبحوا ندرة هذه الايام.
وخلال اربعين عاما, على صدور «الرأي» والتي واكبها الراحل منذ تأسيسها في سبعينيات القرن الماضي, فاننا يمكننا القول, انه بقيادة محمود الكايد, استطاع ان ينقلها من مجرد مؤسسة اعلامية صغيرة الى مؤسسة اعلامية كبيرة, اصبحت تمثل مجالا للاحتذاء في السوق الاعلامي الاردني, ناهيك عن انها فرضت اسمها بين كبريات الصحف العربية ولم يكن غريبا انه في عهد محمود الكايد, برزت اسماء اعلامية كبيرة وفسحت المجال امام أقلام تحتمل الرأي والرأي الاخر بين صفوفها, هذا في مجال الرأي السياسي, ولا يفوتنا كذلك انه في عهده صدرت العديد من الملاحق الخاصة التي هي عماد تطوير العمل الصحفي ونذكر منها ملاحق مثل: ابواب والملحق الثقافي والشباب.
وهنا يمكننا الاشارة الى ان الملحق الثقافي الذي كانت تصدره الصحيفة في عهده, كان يمثل اتجاها ادبيا يقود الساحة الاردنية في العمل الابداعي حيث استقطب العديد من كبار الادباء والكتاب والفنانين في تلك المرحلة.
اعتقد ان الاهتمام بتكريم وحفظ تراث الرواد, مسؤولية ادبية ووطنية تحتاج منا ان نقوم باقامة مشاريع تحمل اسماءهم بحيث يظل هذا الاسم, او هذا الانجاز متصلا بعطاء لا ينقطع على سبيل المثال يمكن اقامة مكتبات او مكتبة كبيرة باسم محمود الكايد, او جائزة اعلامية او صحفية تخلد ذكراه.
د. امجد القاضي
مدير عام هيئة الاعلام المرئي والمسموع
علم من الذين اسسوا الاعلام الاردني خاصة في مجال الصحافة المطبوعة وحقيقة كانت مناقبه عديدة وعرفته عن قرب عندما كان عضوا في المجلس الاعلى للاعلام. كان يمتلك الخبرة والحكمة له مواقف صلبة بحقوق الصحافة والصحافيين وصاحب افكار نيرة ومنجزات حقيقية وفيها اضافة جيدة في مجالات مهمة كالتشريعات.
كان له موقف مدافع عن المرئي والمسموح وعن المكتوب وغيرها بشرط المهنية والحفاظ على القوانين والانظمة بشكل عصري وله مواقف وخبرات مهمة الى الاعلاميين وطلبة كليات الاعلام ونقل خبراته بدون تزمت.
سليمان القضاة
رئيس تحرير الراي الاسبق
اعزي الزملاء تحديدا في الراي والاسرة الصحفية والشعب الاردني بوفاة عميد الصحافة الاردنية واحد رموز مرحلة حاسمة من حياة الدولة الاردنية سياسيا وثقافيا واعلاميا. ولا شك ان الفراغ الذي سيتركه المغفور له الاستاذ محمود الكايد هو فراغ كبير من الصعب تعبئته فقد تفرد رحمه الله بمزايا شخصية ومهنية تعلمنا منها الكثير وانا بالتحديد ادين له بما تعلمته منه خلال المسيرة الطويلة التي امضيناها معا مع بعضنا البعض.
لعل اهم ما تميز به المرحوم الكايد في المجال الصحفي مهنيته العالية وجرأته وقدرته على التواصل والدفاع عن الزملاء وحمايتهم وعدم التخلي عن اي فرد منهم لاي سبب كان اضافة الى قدرته الفذة على المبادرة وعلى استشراف المستقبل الاعلامي ومستقبل ما يصبو اليه الانسان في الاردن وهذا من صفات الاعلامي والصحفي الناجح وعلى المستوى الثقافي فقد كان رائدا من رواد الثقافة الاردنية لم يبخل عليها وعلى العاملين فيها بالدعم والمؤازرة والمشاركة.
اما عن الخصال الشخصية الحميدة فلا بد من ذكر علو اخلاقه واحترامه للجميع وكرمه وسخاءه ازاء العاملين معه والتعامل مع الزملاء في الراي كاسرة واحدة دون تمييز او تفرقة الا من خلال عطائهم وانجازهم وانتمائهم الى الرأي.
د. حسن جمعة حماد
لقد كان وقع انتقال الأخ الكبير الاستاذ محمود الكايد الى دار الآخرة أليماً على نفوس محبيه واصدقائه ولقد خسرت أسرة الصحافة والاعلام بغيابه البعيد كاتباً خبيراً ووطنياً صادقاً نعم.. نعم يعتصر قلوبنا الأسى, أقولها وأنا استعيد لنفسي ذكريات السنين الطويلة التي عرفت خلالها فقيدنا العزيز لأكثر من ثلاثين عاماً وأخوته وزمالته لوالدي, وجهوده مع الاساتذة سليمان عرار رحمه الله ومحمد العمد أطال الله في عمره والمرحوم رجا العيسى وجنود الرأي البواسل في بناء جريدة الرأي ونقلها من جريدة تبحث عن قراء, الى جريدة للوطن والملك وصوته الداوي بالخير والحق لتصبح مع شقيقتها الجوردن تايمز ملء السمع والبصر رحم الله ابو عزمي وغفر له ووسع له مقامه مع الصالحين والصادقين.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الدراوشه
المفضلات