بلباس اسود وصوت حزين خارج من ثنايا القلب المحترق على اهل غزة و اطفالها وعلى كل ما يحدث هناك من اغتيال الانسانية و البراءة و الطفولة خاطبت جلالة الملكة رانيا العبدالله
الصحفيين في مؤتمر دعت اليه جلالتها امس الاول لنصرة واغاثة اهل غزة و لبيان سوء
الاوضاع الانسانية التي وصل اليها الناس هناك من كافة الجوانب .
كلمات جلالتها جاءت حزينة وواقعية
فتساءلت جلالتها ماذا سنقول للأم الفلسطينية التي فقدت خمس بنات في يوم واحد
وماذا سيقول العالم للأم التي تشاهد اطفالها ينتحبون ويرتعدون و يختبئون ويعانون صدمات في لحظات نكاد لا نعانيها عمرا باكمله ؟
واستكملت جلالتها حديثها قائلة : انقول لهذه الام ان اطفالها خسائر ضمنية وان حياتهم غير مهمة وان موتهم لا يحتسب ؟
ام ان اطفال غزة لا يحق لهم الحياة و الحرية و السلامة الشخصية فماذا سنقول لهم ؟.
جلالتها التي وجهت رسالة للعالم بأكمله من خلال قولها '' يجب ان تعمل كل دولة على وقف القتال وفتح المعابر وعلى راسها معبر كارني للسماح بمرور مستمر للمساعدات وخاصة القمح و الوقود و الادوية و الاحتياجات الحيوية الاخرى.
فجلالتها طالبت بضرورة وقف اطلاق النار لاجل الاطفال ولاجل ما تبقى من الانسانية الضائعة امام اجساد الاطفال وامام المصابين
هذه الصرخات التي اطلقتها جلالتها.اعترفت خلالها بان الاعلان العالمي لحقوق الانسان قد يكون غير عالمي او ان ابناء غزة ليسوا اناسا جديرين بنفس الحقوق العالمي .
وهو ما تؤكده المواقف اتجاه هؤلاء الاطفال الذين يفقدون حقهم بالحياة وبالعيش الامن و بالسلام
فاي حياة هي التي يحياها طفل غزة وجسده اصبح منتهكا من قبل الاحتلال ودماؤه تسيل معلنة موته قبل ان يبدا حياته الحقيقية ؟
الحرب هذه على اهل غزة بجميع فئاتهم لم تبق مكانا لانسانية أي انسان على هذه الارض .
فمعاناتهم تنتقص من إنسانيتنا كما اكدت جلالتها .
ان بعض بنود الاعلان العالمي لحقوق الانسان التي اكدت على ان الانسان يولد حرا.
وان الناس متساوون في الكرامة و الحقوق وان لكل فرد الحق في الحياة و الحرية وسلامة شخصه،
هي بنود لا تنطبق على اطفال غزة باي حال من الاحوال و لا تعترف بحقهم بالحياة فحقوق الانسان كما يعتمدها العالم بعيدة عن هذه البقعة من الارض وكأن اطفالها ونساءها ليس لهم الحق بالحياة .
ان جلالة الملكة رانيا التي دعت الى عقد هذا المؤتمر الصحفي للأعلان عن اغاثة ومساعدة اهالي و فتح المعابر لادخال المساعدات والغذاء كانت كلمات جلالتها حزينة تشعر بقلب الام الفلسطينية التي فقدت و لا تزال يوميا تفقد ابنائها ومعنى حياتها ومصدر سعادتها نتيجة قصف الاحتلال لمنازلهم وتشريد اسر وكسر قلوب امهات و اباء وهم يشهدون تموت اطفالهم ويحملونهم بايديهم . يتساءلون عن سبب موتهم والذنب الذي ارتكبوه ليذهبوا ضحية هذا القصف الوحشي غير الانساني على غزة ؟
المديرة العامة لمؤسسة نهر الأردن فالنتينا قسيسية ثمنت مواقف جلالة الملكة الانسانية وخاصة ما جاء على لسان جلالتها في الرسالة التي وجهتها الى قادة العالم بضروة وقف اطلاق نار انساني في غزة حيث اكدت جلالتها '' انسانيتنا منقوصة حين يقع الاطفال من أي جنسية كانت ضحايا لعمليات عسكرية '' .
وقالت قسيسية ان المؤسسة التي تراسها الملكة هي احدى الجهات العاملة في مجال حماية الطفل من الاساءة تدين بشدة العنف الذي يُمارس ضد النساء والأطفال في قطاع غزة جراء الاعتداءات الاسرائيلية الوحشية عليهم. وناشدت الجهات والمنظمات العالمية المعنية بمناهضة العنف على الاطفال والنساء في الحروب والنزاعات التدخل بشكل سريع لوقف هذه الاعتداءات التي تطال الاطفال والنساء الابرياء اذ انهم يعتبرون الفئة الاجتماعية الأكثر عرضة لانتهاك حقوقهم في هذه الحالات.
رد مع اقتباس
المفضلات