سكان مومباي الأغنياء كانوا يسعون دائما للنأي بأنفسهم نفسيا وماديا عن قذارة وفوضى المدينة، وكذلك الهند أيضا تحب أن تبتعد عن جوارها، هكذا استهلت نيوزويك مقالتها.
وقالت المجلة إن سببا هاما في أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لن يزور باكستان هذا الأسبوع هو أن نيودلهي لم تعد تريد أن يُنظر إليها في نفس الوقت كمنافستها الفاشلة. وهذه ليست رغبة غير معقولة، فالناتج المحلي الإجمالي للهند 1.2 تريليون دولار، واقتصادها ينمو أكثر من 8% سنويا والطبقة المتوسطة فيها بحجم سكان الولايات المتحدة.
واشنطن ونيودلهي تتشاركان مصالح تفوق بكثير الحدود الهندية الباكستيانية المتوترة. ووزارة الدفاع الأميركية تعتمد على البحرية الهندية للمساعدة في تأمين الممرات البحرية في المنطقة. وتعمل أميركا على تعزيز العلاقات الهندية مع الديمقراطيات الآسيوية الأخرى، جزئيا لمجابهة النفوذ الصيني. والهند ترى في نفسها قوة عالمية وترى في باكستان وأفغانستان وبنغلاديش ونيبال وسريلانكا مجتمعات هشة، إذا لم تكن حالات سيئة.
وقالت المجلة إن هناك شيئا مثيرا للسخرية في كل هذا. فقد حارب القادة الهنود التقسيم عام 1947 الذي مهد لميلاد باكستان. والآن يتظاهرون بأن جارتهم النووية لم تكن موجودة.
ورغم ذلك تحتاج أميركا إلى تعزيز علاقات أوثق بين الهند وجارتها. وخطأ أم صوابا، باكستان تحتفظ بعلاقات مع "الجهاديين"، بمن فيهم أولئك الذين يقاتلون القوات الأميركية في أفغانسان، غالبا لأنهم يعدون وكلاء محتملين ضد الهند.
ومن غير المحتمل أن تحول إسلام آباد المزيد من القوات من حدودها الشرقية لمواجهة حركة طالبان حتى يخف هذا التنافس. وأوباما من الذكاء بحيث لا يثير هذه النقطة علنا. لكن الأمر مهم للمصالح الأميركية أن تجعل الهند تتعاون في العقوبات المفروضة على إيران أو تشريع تغير المناخ العالمي.
"
يجب على كل من واشنطن ونيودلهي أن تصيرا أكثر انخراطا مع بقية دول جنوب آسيا. وعلى نيودلهي أن تبحث عن وسائل أخرى لتكامل الاقتصاد المزدهر للهند مع جيرانها
"
نيوزويك
والهند أيضا لا تستطيع ببساطة تجاهل بحر الخلل الذي يرتطم بشواطئها. وكما أظهرت هجمات مومباي عام 2008، يركز "الجهاديون" المتمركزون في باكستان أعينهم على استهداف مدن هندية. والتمرد الماوي في الهند قد استوحى إلهاما -ومن المحتمل أسلحة- من تحرك مماثل عبر الحدود في نيبال. والأفيون من أفغانستان قد ساهم في مشكلة المخدرات المزدهرة.
وأشارت المجلة إلى أنه يجب على كل من واشنطن ونيودلهي أن تصيرا أكثر انخراطا مع بقية دول جنوب آسيا. وعلى نيودلهي أن تبحث عن وسائل أخرى لتكامل الاقتصاد المزدهر للهند مع جيرانها.
فالعلاقات التجارية بين البلدين تقدر بنحو 1.65 مليار دولار فقط مثلها تقريبا كعلاقتها مع فيتنام، بينما تقول معظم التقييمات إنها يجب أن تكون أقرب إلى 10 مليارات دولار.
وقالت المجلة إن الولايات المتحدة تستطيع أن تساعد في هذه النقطة. فبدلا من محاضرة الهند عن تخفيف الاحتلال العسكري لكشمير أو مطالبة باكستان دون طائل بقطع علاقتها بطالبان، يجب على المسؤولين الأميركيين أن يضغطوا على نظرائهم الباكستانيين والبنغاليين والنيباليين لفتح أسواقهم للبضائع والخدمات الهندية.
وأحد أهداف أوباما من رحلته إبرام اتفاقات لصالح الشركات الأميركية في الهند. لكنه يمكن أن ينجح في دراسة كيفية مساعدة الشركات الهندية على إبرام اتفاقاتها الخاصة في المنطقة. وختمت المجلة بأن تجاهل هذه الأسواق المحتملة ليس خيارا لنيودلهي.
المصدر: نيوزويك
المفضلات